سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حماس" تأخذ إجراءات وقائية وليفني ونتانياهو يتعهدان القضاء عليها وأولمرت وباراك يدعوان إلى التأني . غزة أمام تهديدين : أزمة خبز ... وتصعيد عسكري واغتيالات
يعيش قطاع غزة هذه الأيام على وقع تهديدين، الأول يتعلق بأزمة الخبز الناجمة عن نفاد مخزون الطحين، والثاني يتعلق بالتحريض الاسرائيلي المتواصل لشن عملية عسكرية واسعة في القطاع. يأتي ذلك في وقت تعهد كل من زعيم المعارضة"الليكودية"بنيامين نتانياهو وزعيمة"كديما"الحاكم تسيبي ليفني اطاحة حركة"حماس"في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، فيما اتخذت الحركة احتياطات واجراءات وقائية لحماية قادتها من الاغتيالات. راجع ص 4 وشهد القطاع أمس أزمة خبز بسبب انقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات الليل والنهار، ونفاد مخزون الدقيق الطحين من المخابز والمطاحن والمحال التجارية ولدى"وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا منذ أيام بسبب استمرار الحصار المحكم وإغلاق المعابر. واصطف المواطنون أمام المخابز في طوابير طويلة، وأمضى بعضهم ساعات للحصول على ربطة خبز واحدة لا تفي حاجة عائلة مؤلفة من عشرة أفراد سوى ليوم واحد، في وقت حذّر الناطق باسم"اونروا"عدنان أبو حسنة في تصريح الى"الحياة"من إنه"في حال لم تسمح اسرائيل بإدخال الدقيق الى القطاع حتى يوم غد، فإن الطحين الموجود في كل قطاع غزة سينفد تماماً". وأضاف أن"سكان القطاع سيجدون أنفسهم حينها أمام كارثة انسانية حقيقية لا تحمد عقباها". ميدانياً، واصلت فصائل المقاومة، خصوصاً حركة"الجهاد الاسلامي"، اطلاق الصواريخ باتجاه جنوب اسرائيل حيث اصاب احدها منزلاً في بلدة سديروت من دون ان يؤدي الى وقوع اصابات. من جانبها، قامت اسرائيل بتوغل محدود في قطاع غزة تم خلاله اطلاق نار، في وقت اشار ناطق باسم الجيش الاسرائيلي الى ان 49 صاروخا وقذيفة هاون اطلقت من قطاع غزة باتجاه اسرائيل منذ انتهاء التهدئة الجمعة. وكان التصعيد العسكري وسبل الرد عليه في صلب اجتماع الحكومة الاسرائيلية امس، وسبقته دعوات متشددة تنتقد سياسة"ضبط النفس"التي تتبعها الحكومة وتطالب برد منفلت من دون اعتبارات انسانية، في حين تعهدت ليفني القضاء على"حماس"، وقالت إن"حكومة أتولى رئاستها ستجعل من اطاحة نظام حماس في غزة هدفا استراتيجيا"من خلال وسائل"عسكرية واقتصادية وديبلوماسية". كما دعا منافسها نتانياهو الى المزيد من"سياسة الهجوم الفاعلة"، متهما الحكومة الحالية، بما فيها ليفني، بأنها"سلبية"للغاية، وقال إنه"على المدى الطويل، فإن اطاحة حكم حماس أمر لا مفر منه". الا ان رئيس الحكومة ايهود اولمرت رد بلهجة معتدلة، غامزا من قناة الوزراء الذين يطلقون"تصريحات عنترية"خلال هذه"الفترة الحساسة في السياسة الداخلية"الانتخابات، لكنه اكد انه سيتخذ الاجراءات اللازمة ازاء القطاع في الوقت المناسب، وهو ما اكده ايضا وزير الدفاع ايهود باراك. وأفادت تصريحات كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين ان اسرائيل تتجه نحو"تصعيد تحت السيطرة"يشمل تكثيف الضربات الجوية على أهداف تابعة لحركتي"حماس"و"الجهاد"واستئناف سياسة الاغتيالات ضد كوادرهما. في هذه الأثناء، كشف الناطق باسم"حماس"فوزي برهوم ان قادة الحركة اتخذوا احتياطات واجراءات وقائية تحسباً لحملة اغتيالات اسرائيلية موسعة ضدهم"، معرباً عن اعتقاده بأن هذه التهديدات"تأتي في اطار الحرب النفسية"و"الصراع الانتخابي"في اسرائيل. وفي دمشق، اعتصم العشرات من الفصائل الفلسطينية ومنظمات اهلية وشعبية سورية وفلسطينية أمس أمام مبنى السفارة المصرية"احتجاجا على حصار غزة". وسلم المعتصمون السفارة رسالة موجهة الى الرئيس حسني مبارك ناشدته"العمل الفوري على انهاء الحصار بفتح معبر رفح تنفيذاً لقرار الجامعة العربية، وارسال المساعدات العاجلة الى القطاع وعدم الاستجابة الى الضغوط الأميركية والصهيونية". نشر في العدد: 16698 ت.م: 22-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض