اغارت القوات الاسرائيلية على قطاع غزة امس مخلفة اربعة شهداء، رداً على اطلاق صاروخين على جنوب اسرائيل لم يخلفا اي اصابات، في وقت تبادلت الحكومة الاسرائيلية وحركة"حماس"التهديدات والاتهامات في شأن المسؤولية عن"نسف"اتفاق التهدئة، لكن الطرفين تركا الباب موارباً امام امكان عودة الهدوء. راجع ص 5 وخلال الجلسة الاسبوعية، عبرت الحكومة الاسرائيلية عن توجهات متضاربة ازاء الوضع في غزة بين دعوات الى التهدئة، واخرى الى التصعيد وتشديد الحصار واستئناف سياسة الاغتيالات ووضع الخطط للقضاء على"حماس". وقال رئيس الحكومة ايهود اولمرت انه عقب مشاورات مع كبار الوزراء الاسبوع الماضي"أمرتهم بطرح خطط عمل مختلفة ضد حكم حماس، من دون اعاقة قدرتنا على استخدام القوة الضرورية في ردنا على انتهاكات التهدئة". الا انه استبعد اي تحرك فوري باتجاه اتخاذ اجراء عسكري اقوى، مشيرا الى ان حكومته ستدرس الموقف وستتصرف بطريقة"هادئة". في الوقت نفسه، حمل"حماس والمجموعات الارهابية الاخرى المسؤولية الكاملة عن نسف التهدئة". واتفقت زعيمة"كديما"وزيرة الخارجية تسيبي ليفني مع موقف اولمرت، في حين ذهب وزير المواصلات شاؤول موفاز الى حد الدعوة الى وقف المفاوضات واستئناف سياسة الاغتيالات في صفوف قادة"حماس". اما وزير الدفاع ايهود باراك بأبدى استعدادا للعودة الى التهدئة مربوطا باستعداد مشابه من"حماس"، وقال:"اذا اراد الطرف الآخر الهدوء، فسنفكر في المسألة بجدية". وكشف مصدر مصري ل"الحياة"ان الاسرائيليين بعثوا برسائل الى"حماس"مفادها انهم حريصون على التهدئة"كمكسب للجانبين"، فيما اعلن الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة ان الرئيس محمود عباس سيطالب اولمرت اليوم بالحفاظ على التهدئة، داعياً الى"وقف العدوان فورا"، ومحذراً من ان"التهديدات الاسرائيلية الخطيرة تؤثر على مصير التهدئة وسير المفاوضات". من جانبها، شددت"حماس"على حقها"في الرد الحازم على اي عدوان صهيوني"، واتهم رئيس حكومتها المقال اسماعيل هنية اسرائيل ب"الانتهاك الصارخ للتهدئة"، مشيرا الى ان"استمرارها مرهون بوقف آلة الحرب ... وفتح المعابر وانهاء الحصار الظالم". وفي اطار ردود الفعل على الوضع في غزة، دعا الرئيس بشار الاسد امس الجامعة العربية الى عقد اجتماع بهدف اتخاذ قرارات من شأنها كسر الحصار الاسرائيلي، معبرا عن قلقه العميق ل"تدهور الوضع في غزة". كما نددت غالبية من النواب الايرانيين ب"تدهور الوضع والمأساة الانسانية الكبرى"في غزة، في اشارة الى انقطاع المياه والكهرباء وتشديد الحصار الاسرائيلي. وفي هذا الصدد، اعلن مسؤولون اسرائيليون ان المعابر بين اسرائيل ستبقى مغلقة امام المساعدات الانسانية، بما في ذلك تلك التي توزعها الاممالمتحدة. نشر في العدد: 16663 ت.م: 17-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض