أكدت حركة "حماس" أنها جددت عرضها لإسرائيل التفاوض على وقف المقاومة والصواريخ في مقابل وقف الاغتيالات والحصار على قطاع غزة، في وقت تباينت ردود الفعل داخل المؤسسة الاسرائيلية بين مؤيد للاتصالات مع"حماس"عبر وسطاء، وبين معارض لذلك على اعتبار ان العقوبات أتت بنتيجة. راجع ص4 تزامنت هذه التطورات مع اعلان اسرائيل انها تدرس مشروعاً جديداً لبناء حي استيطاني ضخم في القدسالمحتلة. فبعد اقل من شهر على مؤتمر انابوليس الذي اتُفق فيه على وقف الانشطة الاستيطانية، وبعد اعلان اسرائيل عطاءات لبناء 307 وحدات سكنية جديدة في مستوطنة"هارحوما"المقامة على جبل أبو غنيم في القدس، أعلن وزير الإسكان القطب في حزب"كديما"الحاكم زئيف بويم أمس أن وزارته تدرس فعلاً مشروعاً لبناء حي استيطاني جديد شمال القدسالشرقيةالمحتلة. وكانت صحيفة"هآرتس"كشفت ان المشروع يشمل أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية جديدة في منطقة"عطروت"الصناعية العسكرية القريبة من معبر قلنديا في الطريق بين القدس ورام الله، مضيفة أن المشروع سيأتي بأكبر حي استيطاني في القدس وسيعزل المدينة عن الضفة الغربية. في غضون ذلك، أثار العرض الذي قدمه رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية لاسرائيل باستعداد حكومته للتفاوض على هدنة في مقابل وقف الاغتيالات والحصار، تبايناً في الرأي في الساحة السياسية الاسرائيلية ازاء مسألة اجراء اتصالات مع"حماس". وفيما أيد كل من وزير النقل شاؤول موفاز ووزير الدولة عامي ايالون التفاوض مع الحركة عبر وسطاء للتوصل إلى وقف للنار، رفض مسؤولون آخرون من اليمين ومن خارجه اجراء أي اتصالات، ورأوا أن استعداد"حماس"للتوصل إلى هدنة يعكس حجم ضائقتها في أعقاب تكثيف إسرائيل هجماتها واغتيالاتها، وهو"مناورة تريد منها التقاط الأنفاس واستعادة قدراتها العسكرية التي ضربت". وهون مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من فرص اجراء محادثات غير مباشرة مع"حماس"، وقال:"اسرائيل ستتفاوض مع القيادة الفلسطينية التي تقبل بمعايير المجتمع الدولي"، مضيفاً:"الى ان تقبل حماس بهذه المعايير لا يمكن ان تكون شريكاً في الحوار. شريكنا هو حكومة عباس". وكان هنية قال في اتصال هاتفي مع مراسل التلفزيون الإسرائيلي سليمان الشافعي في نشرة الأخبار التي بثتها القناة الثانية مساء اول من امس إن"حماس ليست لديها مشكلة في إجراء مفاوضات مع حكومة أولمرت على الأقل في موضعين هما إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية وموضوع الاغتيالات". وأكد الناطق باسم الحكومة المقالة في غزة طاهر النونو حصول الاتصال ومضمونه، مشيراً الى أن"هذا الموقف ليس جديدا، وحكومة حماس مستعدة للهدنة... لكنه خرج الآن إلى الواجهة في ظل التصعيد الإسرائيلي"والاغتيالات المكثفة التي طاولت قادة في"الجهاد الإسلامي"وتهديد إسرائيل باغتيال قادة في"حماس"إذا لم تتوقف الصواريخ. واضاف أن هذا"موقف الفصائل الفلسطينية أيضا في غزة وليس موقف حماس فقط".