سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"أزمة الخبز" في غزة تطغى على التشكيل : تحرك خماسي يفشل ... و "أونروا" تحذر من كارثة . هنية يعرض على عباس حكومة من "حماس" ومستقلين ... و "الشعبية" لا تشارك
طغت"أزمة الخبز"في قطاع غزة امس على موضوع تشكيل الحكومة الفلسطينية التي كان مقررا ان يعرضها رئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية في ساعة متقدمة ليل امس على الرئيس محمود عباس في غزة. وأخفق اجتماع خماسي دعت اليه الولاياتالمتحدة في حل مشكلة نقص المواد الغذائية الرئيسية في غزة والناجمة عن الاغلاق الاسرائيلي المتكرر لمعبر المنطار كارني، في وقت حذرت"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين"اونروا من"كارثة انسانية"وشيكة في القطاع. راجع ص 5 وعلم ان الحكومة التي عرضها هنية على الرئيس الفلسطيني"حكومة خضراء"، سيكون نصف اعضائها من الحركة والنصف الآخر من المستقلين والتكنوقراط. وكانت"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"اعلنت، بخلاف التوقعات، انها لن تشارك في حكومة"حماس"لان برنامجها لا يتضمن"نصاً صريحاً وواضحاً على ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، على حد قول عضو مكتبها السياسي رباح مهنا، علماً ان حرص"الجبهة"على تأكيد دور منظمة التحرير نابع من الحرص على عدم تغييب قضية العودة، على اساس ان المنظمة هي بيت كل الفلسطينيين في الداخل والخارج. رغم ذلك، قال عضو اللجنة المركزية ل"الشعبية"كايد الغول ان الجبهة"ستساند حكومة حماس في كل مواقفها التي تعزز من صمود شعبنا وسبل مقاومة الاحتلال". وحرص عضو المكتب السياسي للجبهة جميل المجدلاوي على تمييز موقف"الشعبية"عن موقف حركة"فتح"في اسباب عدم المشاركة. وقال:"نؤكد ان موقفنا لا يلتقي مع موقف الاخوة في فتح الذين يطالبون الحكومة باعلان التزامها الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال، والجبهة تؤكد مجددا رفضها اتفاقات اوسلو وكل ما بني عليها، بما في ذلك خريطة الطريق". من جانبه، رجح المسؤول عن ملف المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات ان لا يعترض عباس على تشكيلة"حماس"الحكومية. وقال:"على رغم ان كل الدلائل يشير الى رفض حماس برنامج الرئيس، الا انني اعتقد بانه سيعطيهم فرصة، لكن سيحتفظ لنفسه بحقوقه الدستورية ... الرئيس يستطيع ان يقيل هنية في اي وقت". في غضون ذلك، انشغل الفلسطينيون امس ب"ازمة الخبز"التي تفاقمت في قطاع غزة بسبب تناقص حاد في المواد الغذائية الاساسية مثل القمح والدقيق والارز والسكر ومنتجات الالبان، وهي ازمة تقول السلطة الفلسطينية انها ناجمة اساساً عن الاغلاقات الاسرائيلية المتكررة لمعبر المنطار كارني الذي يشكل المعبر التجاري الوحيد في قطاع غزة. واصطف العشرات من الفلسطينيين في طوابير امام المخابز امس وخلال الايام الماضية لضمان حصولهم على الخبز. كما اغلقت العشرات من المخابز ابوابها بعد نفاد الطحين لديها، في حين حذرت"اونروا"من ان قطاع غزة يواجه"كارثة انسانية"تتصاعد كل ساعة في ظل استمرار النقص الحاد في المواد التموينية، مشيرة الى نفاد مخزون الوكالة الدولية من الدقيق. ولحل الازمة، قال الناطق باسم السفارة الاميركية في تل ابيب ستيوارت تاتل ان بلاده بادرت الى الدعوة الى عقد اجتماع بين الاطراف المعنية لتسهيل نقل المواد الانسانية الى غزة. الا ان اللقاء الخماسي الذي ضم ممثلين عن السلطة ومصر والمراقبين الدوليين في معبر رفح وممثلين عن اسرائيل والسفير الاميركي في تل ابيب ريتشارد جونز، لم ينجح في حل مشكلة المعبر. وقال عريقات الذي شارك في الاجتماع ان ثمة اقتراحا بفتح معبر المنطار وفي الوقت نفسه تفعيل معبر كرم سالم كيرم شالوم عند ملتقى الحدود بين اسرائيل ومصر وقطاع غزة، مضيفا ان اجتماعا آخر سيعقد اليوم.