عن دار "المستقبل العربي" تصدر الشهر المقبل رواية جديدة للروائي المصري صنع الله ابراهيم وعنوانها"القانون الفرنسي". والقانون الفرنسي المقصود هو القانون الذي تم سنّه قبل عامين في فرنسا، ويعيد الاعتبار الى الاستعمار الفرنسي في مختلف انحاء العالم وبخاصة في تونسوالجزائر والمغرب، باعتباره أداة للحضارة والتمدين، ويشيد بوطنية المشاركين في عملياته المختلفة في المستعمرات الفرنسية السابقة. يرصد الراوي - وهو أكاديمي مصري متخصص في التاريخ الحديث - وقائع مشاركاته في بعض المؤتمرات العلمية في باريس حول قضايا الاستعمار والتحرر. وهو ما يسمح للمؤلف باستعراض نماذج الأكاديميين المشاركين - خصوصاً العرب - وتوجهاتهم الفكرية والسياسية مع استقصاء الدور الدموي الذي قام به الاستعمار الفرنسي منذ حملة نابليون على مصر وفلسطين، وصولاً إلى المجازر الفرنسية في الجزائر. ويتضافر المتخيل مع الوثائقي - بصورة متبادلة - على امتداد الرواية، استمراراً للنهج الروائي الخاص الذي يستّنه صنع الله ابراهيم منذ روايته الأولى"تلك الرائحة"وتؤكده أعماله التالية حتى الرواية الأخيرة. واستمد ابراهيم المادة الوثائقية من الكتب العربية والفرنسية الصادرة حول الموضوع. وسبق أن أصدر صنع الله ابراهيم روايات عدة كان لها صداها، مثل:"تلك الرائحة" و"اللجنة"و"نجمة أغسطس"و"بيروت بيروت"و"ذات"و"شرف"و"وردة"و"أمريكاني"و"التلصص"و"العمامة والقبعة". وأصدرت دار الشروق القاهرية حديثاً طبعة جديدة لرواية"الارض"أشهر الأعمال الروائية للكاتب المصري الراحل عبدالرحمن الشرقاوي، وكانت صدرت طبعتها الأولى في الخمسينات من القرن الماضي، ووضعت صاحبها على الخريطة الروائية العربية. تقدم الرواية - التي صدرت لها طبعات عدة سابقة - عالم القرية المصرية خلال النصف الأول من القرن العشرين، مع سيطرة كبار الملاك على الريف المصري، ومعاناة الفلاحين المصريين في حفاظهم على ممتلكاتهم الصغيرة إزاء اجتياح الكبار لها. تمثل الرواية نقلة نوعية في الفن الروائي العربي بنظرتها"الواقعية"الى عالم القرية وحياة الفلاحين، بعد رواية"زينب"لمحمد حسين هيكل التي اعتمدت نظرة رومنطيقية لا علاقة لها بواقع الحياة الريفية في تلك الفترة. وكان المخرج يوسف شاهين قدم الرواية في فيلم سينمائي بالعنوان نفسه عام 1967 تعبيراً عن تمسك المصريين بأرضهم . نشر في العدد: 16694 ت.م: 18-12-2008 ص: 27 ط: الرياض