سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليمان إلى ألمانيا غداً وعون إلى سورية الأربعاء ... والسنيورة يلتقي بان كي مون وعباس في الدوحة . وفد فرنسي يلتقى الأسد ويبحث في "التزامات دمشق اللبنانية"
رجحت مصادر لبنانية رفيعة مقربة من سورية ان تتم زيارة رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون الى دمشق بعد غد الأربعاء وإلا فالخميس حتماً، فيما رفضت جهات مقربة من"التيار الوطني الحر"التعليق على ما أشيع أمس من انه سيتوجه غداً الى دمشق، وقالت ل"الحياة"إن زيارة عون قائمة بالتأكيد في اليومين المقبلين وإن كل الترتيبات أنجزت بما فيها إعداد جدول أعمال الزيارة لكن موعدها يبقى طي الكتمان"لأسباب أمنية". وتأتي زيارة عون الى دمشق وهي الأولى له منذ إخراجه من القصر الجمهوري في بعبدا في 13 تشرين الأول اكتوبر 1990 في عملية عسكرية مشتركة نفذتها وحدات من الجيشين السوري واللبناني في أعقاب رفضه الاعتراف باتفاق الطائف والتسليم بانتخاب النواب الرئيس الراحل إلياس الهراوي رئيساً للجمهورية خلفاً للرئيس رينيه معوض الذي اغتيل في 22 تشرين الثاني نوفمبر 1989. ويفترض ان تطغى زيارة عون لسورية على ما عداها من نشاطات سياسية طوال هذا الأسبوع خصوصاً انها تتجاوز طابع التعارف بينه وبين القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، الى التأكيد على تطبيع العلاقة السياسية بينهما في ضوء تطابق مواقفهما حيال مجمل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، على رغم ان زيارة عون تتزامن مع توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان غداً الى برلين على رأس وفد وزاري في زيارة لألمانيا تستمر حتى مساء الخميس. وانتقل امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى الدوحة في قطر للمشاركة في مؤتمر المتابعة الدولي لتمويل التنمية والتقى فور وصوله الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ومن ثم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتعلق القيادة السورية - بحسب المصادر المقربة منها في بيروت - أهمية على زيارة عون في ظل استعداد الأطراف اللبنانيين لخوض الانتخابات النيابية في الربيع المقبل ورهان سورية على ان حلفاءها في لبنان سيحققون انتصاراً يتيح لهم السيطرة على البرلمان. ولم تستبعد مصادر مواكبة للتحضيرات الجارية لزيارة عون بأن يحتل الهمّ الانتخابي في لبنان حيزاً رئيساً من محادثاته مع المسؤولين السوريين، مؤكدة، بخلاف ما تقول جهات في"التيار الوطني الحر"، انه سيطلب من دمشق التدخل لدى بعض حلفائها في لبنان لإقناعهم بعدم إحراجه من خلال الطلب إليه تبني ترشيح بعض الرموز على لوائحه، لا سيما في دوائر جبل لبنان، والموافقة على إطلاق يده في تشكيل اللوائح حتى لو اقتضى الأمر تجيير بعضهم أصوات محازبيهم لمصلحة لوائحه. وتضيف المصادر نفسها بأن التقارب بين عون ودمشق تحقق في المجال السياسي قبل ان يتوج بلقاءاته الشخصية التي تأتي تحت عنوان التعارف، وهذا ما تعكسه مواقفه في شأن التطورات الجارية في لبنان وحملاته على قوى"14 آذار"التي هي الآن في خصومة سياسية مع النظام السوري، على رغم زيارات وزراء محسوبين عليها للعاصمة السورية. في هذه الأثناء، خطت باريس امس خطوة لافتة باتجاه دمشق تمثلت في إيفاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأمين العام للرئاسة كلود غيان والمستشار الديبلوماسي دافيد لافيت والمستشار المكلف شؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط بوريس بوربون الذين التقوا الرئيس الأسد. وقالت مصادر ديبلوماسية أوروبية في بيروت ل"الحياة"إن التحرك الفرنسي المفاجئ جاء نتيجة المحادثات التي أجراها ساركوزي أول من أمس مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة. وقالت المصادر ذاتها ان الوضع في لبنان نوقش بين الملك عبدالله وساركوزي في ضوء التزام الأسد للرئيس الفرنسي باحترام سيادة لبنان واستقراره، وخصوصاً بالنسبة الى تبادل السفراء بين البلدين قبل نهاية العام الحالي. ولفتت الى ان ساركوزي سيضطر الى التكيف في انفتاحه على سورية في ضوء تنفيذ الأسد ما وعده به، مشيرة الى ان تبادل السفراء يجب ان يوضع على نار حامية في الأيام المقبلة، خصوصاً ان الرئيس اللبناني أكد مراراً بأن ذلك سيتم قبل نهاية هذا العام. لكن المصادر تخوفت من ان تتريث دمشق في تبادل السفراء بذريعة انها حاضرة لهذه الخطوة وأن الحكومة اللبنانية لم تتوصل الى تفاهم في شأن اختيار سفير لبنان الى دمشق، وهذا ما يستدعي حسم مجلس الوزراء مسألة التعيين في جلسته المقبلة. السنيورة وفي الدوحة، بحث السنيورة مع الأمين العام للأمم المتحدة مجمل الوضع اللبناني الذي تعنى به الأممالمتحدة من المحكمة الدولية إلى مزارع شبعا إلى احتلال إسرائيل لقرية الغجر ومبدأ انهاء الإفلات من العقاب، في حين تناول مع عباس التطورات في لبنان وفلسطين. ورداً على سؤال حول دور السلطة الوطنية في لجم الفصائل الفلسطينية المسلحة في لبنان، قال عباس ل"الحياة":"نحن لا نمون"على هذه الفصائل"وما نمون نحن عليه نتحدث به، إنما السلاح يجب أن يكون بإمرة لبنان وحده، ولا نقبل ببؤر مسلحة"فلسطينية على حساب لبنان. وحول فحوى محادثاته مع السنيورة قال عباس:"لنا مصالح مشتركة، ونحن شرحنا الوضع الذي نمرّ به"، كما شرح رئيس الحكومة اللبنانية"الوضع الذي يمرّ به لبنان". وتابع:"نحن ثمنّا قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفتح سفارة فلسطينية في لبنان، وأكدنا أن لا توطين للفلسطينيين في لبنان". من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه اتفق مع السنيورة أثناء اجتماعهما أمس على أن إعلان موعد بدء المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان"خطوة ذات أهمية كبيرة الى الأمام نحو انهاء حال الإفلات من العقاب"، وقال:"ونحن نتقاسم الأمل المشترك بأن يقوم مجلس الأمن بالتصديق على هذه الخطة". واعتبر الامين العام ان تحديد موعد بدء عمل المحكمة"سيشكل تراكماً للزخم مع مرحلة انتقالية تبدأ في الاول من كانون الثاني يناير يقوم خلالها موظفو اللجنة المستقلة الدولية للتحقيق الموجودون في بيروت بالانتقال تدريجاً الى لاهاي. وهذا سيتم بصورة تضمن عدم حدوث أي انقطاع في تحقيق اللجنة الخاصة". واضاف أن الأممالمتحدة"قطعت أشواطاً في تهيئة العملية الانتقالية عبر الفريق التمهيدي في لاهاي". ودعا الدول الأعضاء الى التبرع بالدعم المالي للسنوات المقبلة للمحكمة من أجل ضمان استمرارها. وأكد السنيورة ترحيب لبنان بتحديد موعد عمل المحكمة، وقال إن محادثاته مع الأمين العام تطرقت أيضاً الى مزارع شبعا والى قرية الغجر في"بحث معمق"، بما في ذلك مطالبة لبنان"بأن تقدم جميع الدول المعنية جميع الخرائط والمعلومات"المتعلقة بمزارع شبعا"حتى يصار الى تحديدها، وبالتالي يمكن ترسيم الحدود"من أجل"اثبات حق لبنان". وأكد تعاون لبنان مع الأممالمتحدة لتحقيق انسحاب اسرائيل من الغجر. وقال السنيورة إن الاجتماع الذي دام ساعة كان"موفقاً"، مشيداً"بالتعاون الكبير والبنّاء الذي يوليه الأمين العام للقضايا اللبنانية المحضة"، واحداها المحكمة. وأضاف أن الأمين العام قال إن"الأمور تجري على ما يرام وبسرعة متزايدة من أجل أن تبدأ هذه المحكمة أعمالها في مطلع شهر آذار مارس المقبل". ورحب السنيورة بوتيرة الانتقال الى الادعاء العام، عبر رئيس لجنة التحقيق دانيال بلمار الذي سيقدم تقريره الى مجلس الأمن مطلع هذا الاسبوع، وذلك بعد التمديد للجنة الخاصة لفترة شهرين. وقال إن هذه"خطوة مهمة على طريق بدء المحكمة أعمالها وعلى طريق أن يتوقف لبنان عن أن يكون بلداً ترتكب الجرائم فيه ولا يصار الى معاقبة الفاعلين". نشر في العدد: 16677 ت.م: 01-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: السنيورة يلتقي بان كي مون وعباس في الدوحة . وفد فرنسي يلتقى الأسد ويبحث "التزامات دمشقاللبنانية"