كشف مصدر فرنسي مطلع على المحادثات التي أجريت بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ان الأخير غير مستعد لإحياء المفاوضات غير المباشرة مع سورية ولا الانسحاب من الجولان. وأوضح المصدر ان نتانياهو يريد مفاوضات مباشرة وليس غير مباشرة مع سورية، وفي الوقت نفسه يقول انه غير مستعد للتنازل عن الجولان، «ما يجعل موقفه متناقضاً». وفي الشأن اللبناني، اكد المصدر ان الجانب الفرنسي ذكّر نتانياهو بأن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان كان أعطى وعوداً حول الانسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة. وتمنى الجانب الفرنسي ان يلتزم الجانب الإسرائيلي حل مشكلة الغجر، «غير ان نتانياهو لم يعط التزاماً حول هذا الموضوع». وزاد المصدر ان الجانب الفرنسي حض نتانياهو على القيام بمبادرة بعد الانتخابات اللبنانية في شأن مشكلة الغجر، متمنياً إحياء المفاوضات الإسرائيلية - السورية. ورأى نتانياهو، وفق المصدر الفرنسي ذاته، ان «الانتخابات ونتائجها في لبنان لن تغير شيئاً لأن «حزب الله» ما زال مسيطراً بسلاحه وقدرته ووزنه في السلطة السياسية اللبنانية». ويعتبر الجانب الفرنسي ان الحصول على تنازل اسرائيلي في شأن الغجر أسهل منه في شأن مزارع شبعا «المرفوض حل مشكلتها اسرائيلياً وسورياً، فيما هناك اقتراح حل للغجر من قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجنرال كلاوديو غراتسيانو، مرفوع للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتنفيذه سهل ولا يهدد أمن أحد، ومن هنا جاءت المطالبة الفرنسية به». وأكد المصدر ان موضوع لبنان لم يكن حاضراً بقوة في المحادثات التي تركزت على المسار الإسرائيلي - الفلسطيني وعلى الوضع في ايران. ولفت المصدر الى ان نتانياهو أثار مع المسؤولين الفرنسيين التطورات الداخلية الايرانية، من زاوية انها تعزز رؤيته لخطورة النظام الإيراني، و «الجميع يتساءل كيف يمكن مساعدة الإيرانيين المتظاهرين، ولكن لا رد على هذه المسألة». وأكد المصدر ان نتانياهو كرر في باريس رفضه وقف الاستيطان، كما كرر ما قاله في خطابه حول الدولة الفلسطينية المجردة من السلاح، فيما شدد الجانب الفرنسي على الحاجة الملحّة لوقف الاستيطان ومساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ووصف المصدر جو المحادثات بين نتانياهو وساركوزي على رغم الاختلاف في المواقف، بأنه كان «ودياً جداً لكون نتانياهو صديقاً قديماً لساركوزي، ولكن مضمون المحادثات يعكس خلافاً على عدد من القضايا».