كثّفت "بورصة دبي للطاقة" مفاوضاتها مع شركات النفط الخليجية الكبرى، داعية إياها الى الانضمام اليها، بعدما عزز تراجع الأسعار وعيها بپ"هشاشة السوق"من جهة، ومدى حاجتها الى منصّة تداول تضمن أسعاراً عادلة لنفطها، الذي يعتبر سلعة استراتيجية للمنطقة العربية عموماً. وأكد كل من رئيس مجلس إدارة البورصة الإماراتية، احمد شرف، ورئيس العمليات فيها، توماس ليفر، لپ"الحياة"في لقاء شارك فيه رئيس مجلس إدارة مجموعة"بورصة شيكاغو"الأميركية، تيري دافي، ان"بورصة دبي للطاقة"تتفاوض حالياً مع شركة"أرامكو السعودية"وپ"شركة أبو ظبي الوطنية للبترول"وپ"مؤسسة النفط الكويتية"وپ"قطر للبترول"ومؤسسات نفط عربية أخرى، لتداول إنتاجها النفطي عبر البورصة الإماراتية التي تعتبر منصّة لتجارة النفط الخام العربي الذي ترتفع فيه نسبة الكبريت. ويُعتبر النفط سلعة استراتيجية في المنطقة العربية، لذلك حاولت الحكومات الخليجية على مدى العقود الماضية استبعاده من السوق المفتوحة خشية استخدامه في غير مصلحة السوق أو مصلحتها. وتراهن"بورصة دبي للطاقة"في مفاوضاتها مع شركات النفط الحكومية في منطقة الخليج، على الخطوة التي اتخذتها أخيراً بطرح عقود نفط عُمان الآجلة للتداول عبر منصّة"بورصة شيكاغو"، لتعزيز تداول النفط العربي في الأسواق العالمية، وتحويل دبي الى مركز لتسعير عقود النفط، أسوة بسنغافورة ونيويورك. وأشار دافي إلى ان تردد شركات النفط العربية في الاتجار في عقود النفط الآجلة لا يقلقه، على اعتبار ان"بورصات النفط والمعادن في العالم واجهت المشكلة ذاتها مع المنتجين، حين انطلاقها قبل عشرات السنين، لكنها نجحت في إقناعهم بعد فترة بأهمية الاتجار بعقود النفط الخام". واستبعد ان يتأثر تداول عقود النفط الآجلة بوعود الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بالتركيز على مصادر الطاقة البديلة. وأكد ليفر، ان شركات النفط الخليجية"تبدي مرونة في بدء الاتجار عبر بورصة دبي للطاقة، لكنها تنتظر ارتفاع السيولة وزيادة نشاط التداول في البورصة التي انطلقت قبل سنة ونصف السنة"، علماً ان"بورصة شيكاغو"تملك حصة 20 في المئة من"بورصة دبي للطاقة"بعد شرائها بورصة"نايمكس"الأميركية التي أطلقت بالتعاون مع"مؤسسة دبي القابضة"المملوكة لحكومة دبي ووزارة الطاقة العمانية عقود عُمان الآجلة. وتوقع ان يتضاعف نشاط التداول في"بورصة دبي"، بعد انطلاق تداول عقود عُمان الآجلة في"بورصة شيكاغو"خلال الربع الأول من السنة المقبلة، ما من شأنه ان يضع"عقود عُمان الآجلة"في مصاف عقود"برنت"وپ"غرب تكساس"العالميتين. وأشار الى ان"بورصة دبي للطاقة"تسعى الى التفوق على بورصة"نايمكس"وإلى رفع معدل تداولاتها اليومية الى مليون برميل نفط خام، علماً ان تداولاتها اليومية الحالية تجاوزت ألف برميل. وعلى رغم الإنجاز الذي حققته"بورصة دبي للطاقة"منذ انطلاقها قبل سنة ونصف السنة، حيث تمكّنت من فرض نفسها كمركز لتسعير النفط العربي، بعد ان كان تسعيره يجرى عبر طرف ثالث في بورصتي سنغافورة ونيويورك على مدى العقود الماضية، غير ان ليفر لم ينكر ان حجم التداولات تراجع خلال ايلول سبتمبر الماضي بمعدل 25 في المئة، متأثراً بتدني سعر النفط العالمي وبأزمة الائتمان العالمية. وأشار الى ان انهيار سعر النفط، دفع المنتجين في المنطقة العربية للتطلع الى"بورصة دبي للطاقة"بجدّية، على اعتبار ان تسعير المراكز الأخرى في العالم لم يعكس السعر الحقيقي للنفط. وأضاف ان تحوّل الشركات الإماراتية والسعودية والكويتية الى"بورصة دبي للطاقة"كان"سهلاً"، وأن ارتباط البورصة الإماراتية ببورصات العالم أقنعهم بصدقية العقود وبشفافية التسعير. وأكد أن 64 في المئة من تجارة النفط في آسيا مصدرها دول الشرق الأوسط عموماً، ومنطقة الخليج تحديداً. نشر في العدد: 16677 ت.م: 01-12-2008 ص: 23 ط: الرياض