تحوّلت «بورصة دبي للطاقة» إلى حلقة وصل بين الشرق والغرب للاتجار ب «عقود عُمان الآجلة للنفط الخام» و«برنت» و«ويست تكساس» العالمية، لتمسك بزمام تسعير خامات منطقة الشرق الأوسط بعد عقود من تسعيرها من جانب مراكز عالمية. إذ أعلنت البورصة أمس توقيع مذكرة تفاهم مع «بورصة شنغهاي»الصينية، بعد خمس سنوات من إطلاق خاماتها في «بورصة شيكاغو» الأميركة، لدعم خامات المنطقة. وتعتزم «بورصة شنغهاي» الدولية للطاقة إطلاق عقد آجل للنفط الخام، يستند إلى أسعار واردات النفط الخام المتوسط الكبريت في الصين. وسيُربط هذا العقد الجديد مع العقد الآجل لخام عمان من «بورصة دبي للطاقة»، الذي يُعد المعيار الأكثر ثقة لتسعير النفط الخام الصادر من منطقة الشرق الأوسط. وأكد رئيس مجلس إدارة البورصة احمد شرف في تصريح الى «الحياة» خلال مؤتمر صحافي شارك فيه الرئيس التنفيذي ل «بورصة شنغهاي» تشو جويهاي، أن مذكرة التفاهم «تشمل أوجه تعاون كثيرة لتعزيز نمو معايير النفط الخام في منطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ». وأشار إلى أن «بورصة دبي للطاقة» تتفاوض مع بورصات عالمية أخرى في آسيا ومناطق أخرى في العالم، بهدف تعزير النفط الخام العربي». وتمكّنت البورصة، التي تُعتبر مشروعاً مشتركاً بين حكومة دبي وسلطنة عُمان و «بورصة نيويورك للطاقة» (نايمكس)، من استقطاب عشرات المؤسسات من أنحاء العالم لتداول النفط عبرها، إضافة إلى عشرات المؤسسات التي تتاجر بالنفط إلكترونياً. وعلى رغم تراجع أسعار النفط وانخفاض سعر تسوية العقد الآجل لخام عمان 0.50 دولار للبرميل الواحد مقارنة بسعر تسويته السابق، أكد مسؤولون في «بورصة دبي للطاقة» خلال المؤتمر أن «معدل التداول نما بنسبة 40 في المئة منذ مطلع السنة». ونوّه تشو باتفاق التعاون مع «بورصة دبي للطاقة»، مع اقتراب «بورصة شنغهاي الدولية للطاقة» من إطلاق عقدها الآجل لتداول النفط الخام». وأعلن أن «بورصة دبي للطاقة» تتمتع ب «سجل حافل في تداول عقود النفط الخام الآجلة المدعومة بالتسليم الفعلي». واعتبر أن هذا الاتفاق «خطوة استراتيجية أخرى في سبيل تحقيق أهداف «بورصة شنغهاي الدولية للطاقة» الساعية إلى تأمين منصة دولية متخصصة في تداول مشتقات الطاقة، تعكس بموضوعية التوازن بين العرض والطلب على الطاقة في آسيا والمحيط الهادئ، ورفع درجة شفافية آليات استكشاف الأسعار وإدارة الأخطار والأصول لقطاع النفط والمشاركين العالميين». وشدد الرئيس التنفيذي ل «بورصة دبي للطاقة» كريستوفر فيكس، على أن الاتفاق «يعكس حرص البورصة على بناء علاقة أوثق مع قاعدة زبائنها في آسيا ودفع عجلة نمو معايير تداول عقود الطاقة في آسيا». ولفت إلى أن البورصتين «تقعان في ممر النفط الخام الذي يربط بين الشرق الأوسط وآسيا، وبات يُعدّ سوقاً رئيسة لتداول النفط الخام في العالم على نحو متزايد». وقال «نتطلع إلى الفرص التي ستنشأ ما أن تطلق بورصة شنغهاي الدولية للطاقة عقدها الآجل الجديد للنفط الخام». وتهدف «بورصة دبي للطاقة» وهي الأولى الدولية في منطقة الشرق الأوسط لعقود الطاقة الآجلة والسلع، إلى تزويد شركات إنتاج النفط والمتداولين والزبائن المهتمين بالأسواق الواقعة شرق السويس، بأسعار تتسم بالشفافية للنفط الخام. وتستخدم «بورصة دبي للطاقة» في أعمالها أرقى الأنظمة الإلكترونية التي يمكن الوصول إليها، انطلاقاً من أكثر من 20 منطقة منها المراكز المالية الرئيسة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.