بدت وكالات إغاثة مرتبكة أمس حيال آلية التحرك لمساعدة آلاف النازحين الكونغوليين الذين هربوا من مناطق القتال في شرق الكونغو، بعدما عاد الهدوء النسبي إلى خط الجبهة شمال مدينة غوما شرق، إثر معارك ضارية بين الجيش الكونغولي ومتمردي لوران نكوندا. وجاء ذلك استجابة لنداء أطلقه الزعماء الأفارقة في قمتهم في نيروبي من أجل وقف النار. وخفف نكوندا نبرته التصعيدية، ورحب بدعوة القمة الطارئة لوقف النار والسماح بممر لنقل المساعدات الإنسانية في شمال كيفو، لكن عمال الإغاثة بدوا حذرين. وقال ماركوس برايور من برنامج الغذاء العالمي:"نحتاج في شكل طارئ الوصول الى تلك الأماكن والمساعدة". وأعلن مسؤول بعثة الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية آلان دوس، ان متمردي نكوندا مقاتلي المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب وميليشيات موالية للحكومة ارتكبوا جرائم حرب خلال الأسبوع المنصرم، في منطقة روتشورو في شرق البلاد، والتي باتت منذ أسبوع تحت سيطرة رجال نكوندا. وتابع دوس في مؤتمر صحافي في غوما:"أعرب عن أسفي الشديد للانتهاكات البالغة الخطورة لحقوق الإنسان في منطقة روتشورو خلال الأيام الماضية. اكتشفنا مذابح في مدينة كيوانجا وبالقرب منها, بين ضحاياها مدنيون استهدفتهم مجموعات مسلحة". وندد بتلك المذابح، قائلاً:"نعرب عن بالغ حزننا ونذكّر مختلف المجموعات بأن القانون الدولي واضح بهذا الشأن: هذه جرائم حرب لا يمكن التساهل معها". وجاءت تعليقات نكوندا لتعكس تهدئة، لكنه حذر قوات حفظ السلام قائلاً:"إذا كانوا سيحضرون فعلاً لدعم الممر، لا مشكلة، أما إذا حضروا لأسباب سياسية، وليس للسلام، فسنعاملهم كما عاملنا قوات الأممالمتحدة. سيكونون إلى جانب الحكومة". تمرد نكوندا على الحكومة الكونغولية التي يتهمها بالوقوف طرفاً مع الميليشيات المحلية ومتمردي الهوتو الروانديين ضد أقلية التوتسي، تسبب في تشريد أكثر من مليون شخص من سكان شمال كيفو خلال السنتين، وتهجير حوالى 250 ألفاً منذ أيلول سبتمبر الماضي. وقال الناطق باسم المنظمة الإنسانية"وورد فيجن"، كيفن كوك، إن مجموعته تجري تقويماً لمعرفة إذا كان الممر الإنساني الذي ناقشته الأطراف في نيروبي سيفتح أمام الخدمات الإنسانية، لافتاً إلى تعليق نشاطات للمجموعة في بلدة روتشورو التي شهدت أعنف المعارك. وأضاف:"نرغب في أن يفتح الممر الانساني على امتداد الطريق الى روتشورو، لكننا لا نعتقد أن ذلك سيحدث". وانتشر أمس حوالى 150 عسكرياً مزودين برشاشات ثقيلة. كما شوهد 200 - 300 جندي يتوجهون مشياً الى الجبهة على الطريق بين غوما وكيباتي. وفي منطقة"المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب, كان المتمردون يسلكون الطريق ذاته في مجموعات من عشرة او عشرين, متوجهين بهدوء الى الشمال نحو بلدة كيبومبا 30 كلم شمال غوما, ما أوحى بانسحابهم من مواقعهم المتقدمة على الجبهة. وسمع إطلاق نار متقطع قرب كيباتي شمال غوما، حيث دارت أشرس المعارك. وعجزت قوات حفظ السلام البالغ عدد أفرادها في الكونغو 17 ألف عنصر، عن إنهاء أحدث موجة من القتال الدموي في الكونغو منذ الحرب الأهلية 1998 -2003. ودعت القمة الدولية حول النزاع في شرق الكونغو التي عقدت في نيروبي بمشاركة رئيس الكونغو الديموقراطية جوزف كابيلا والرئيس الرواندوي بول كاغامي، الى"التزام وقف فوري للنار من قبل كل المجموعات المسلحة والميليشيات في كيفو الشمالية". وقررت القمة"فتح ممر إنساني في المنطقة يسمح بمواجهة الأزمة والمأساة الإنسانية"الناجمة عنها. وطالبت القمة ب"التطبيق الفوري"لكل بنود الاتفاق الموقع"من أجل ضمان سلام واستقرار سياسي دائمين"في شرق الكونغو الديموقراطية. وطلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي شارك فيها"تعزيز مهمة قوات حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديموقراطية وتزويدها الموارد الملائمة لتكون قادرة على مواجهة الوضع البالغ الهشاشة".