التقى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الزعيم الشيوعي الكوبي فيدل كاسترو في اختتام زيارة لكوبا استمرت 24 ساعة، بهدف إحياء الشراكة الاقتصادية والعسكرية مع حليفه القديم أبان الحرب الباردة. وميدفيديف هو أول رئيس روسي يزور كوبا منذ ثمانية أعوام، واستقبله كاسترو 82 سنة في مقره وبحثا معاً العلاقات الثنائية ومسائل تتعلق بالسياسة الدولية، كما صرحت الناطقة الروسية ناتاليا تيماكوفا. ولم ترشح معلومات عن اللقاء عن السلطات الكوبية التي تبث عادة المعلومات بتقنين شديد. وكان ميدفيديف اجتمع الخميس الماضي مع نظيره الكوبي راوول كاسترو الذي خلف في شباط فبراير الماضي شقيقه فيدل. وزارا في مدينة هافانا القديمة كنيسة"سيدة كازان"الأرثوذكسية، وهي الوحيدة لهذه الطائفة في الجزيرة الشيوعية ودشنت في تشرين الأول أكتوبر الماضي. وقال بيان رسمي كوبي ان"راوول كاسترو وميدفيديف توافقا على أهمية الاستمرار في تعزيز العلاقات في شتى الميادين خصوصاً الاقتصادية على أساس المصلحة المشتركة". وصرح ميدفيديف لوسائل الإعلام الروسية"تحدثنا عن تنمية علاقاتنا في المجال الاقتصادي والتقني - العسكري". وقال لوكالة"ريا نوفوستي":"عادت روسيا الى أميركا اللاتينية خصوصاً الى كوبا". وتحدث الرئيس الروسي عن حصيلة جولته التي بدأها خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي في البيرو للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادئ ابيك التي قادته الى البرازيلوفنزويلا ثم الى كوبا. وأضاف ان"الأمر يتعلق بتعاون انساني اقتصادي، وفي مجال الطاقة، وتقني عسكري، وليس موجهاً ضد أي بلد آخر"، ملمحاً بذلك الى الولاياتالمتحدة التي لا تنظر بعين الرضى الى التقارب الروسي مع فنزويلا برئاسة هوغو تشافيز، الذي يتزعم التيار اليساري الراديكالي في أميركا اللاتينية. وتأتي"عودة"موسكو الى أميركا اللاتينية لا سيما الى فنزويلاوكوبا عدوتي واشنطن اللدودتين في المنطقة في ظرف يشهد توتراً بين روسياوالولاياتالمتحدة بسبب المشروع الأميركي بنشر درع صاروخية مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية. وتدهورت العلاقات بين موسكو وهافانا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ما أدى الى أزمة اقتصادية حادة في كوبا. وتعد روسيا الشريك التجاري العاشر لكوبا، اذ بلغ حجم التبادل التجاري ب 363 مليون دولار عام 2007. ولم يتضمن جدول أعمال زيارة ميدفيديف توقيع أي اتفاق، لكن موسكو وهافانا تقيمان تعاوناً في القطاعات النفطية والعسكرية وفي مجال استخراج النيكل والاتصالات. ووافقت موسكو مطلع الشهر الجاري على قرض بقيمة 20 مليون دولار لهافانا من أجل شراء معدات روسية في قطاعات النفط والمناجم والنقل. وتخضع كوبا لحظر أميركي منذ عام 1962. وقررت روسيا عام 2006 أن تضع جانباً المسألة الشائكة المتعلقة بالديون الكوبية المعقودة في زمن الاتحاد السوفياتي والتي تفوق ال20 بليون دولار بحسب موسكو. ووافقت على إعادة جدولة ديون بقيمة 162 مليون دولار ارتبطت بها كوبا بعد 1991. نشر في العدد: 16676 ت.م: 30-11-2008 ص: 12 ط: الرياض