اعتبر الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في هافانا حيث اختتم امس جولة قادته ايضاً الى البيرو والبرازيل وفنزويلا، ان موسكو"عادت الى أميركا اللاتينية وخصوصاً الى كوبا"حليفتها السابقة في الحرب الباردة. وبعيد وصوله الى هافانا مساء الخميس، أجرى ميدفيديف وهو أول رئيس روسي يزور كوبا منذ ثماني سنوات، محادثات مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو شقيق قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو 82 سنة الذي يستمر في تحدي واشنطن. وزار بعدها الرئيسان في المدينة القديمة في هافانا، كنيسة"سيدة كازان"الأرثوذكسية وهي الوحيدة لهذه الطائفة في الجزيرة الشيوعية ودشنت في تشرين الأول اكتوبر الماضي. ثم قام الرئيسان بنزهة قصيرة في هذا الحي التاريخي. ونقلت وكالة أنباء"ريا نوفوستي"عن ميدفيديف قوله ان"روسيا عادت الى اميركا اللاتينية ولا سيما كوبا"، واضعاً حصيلة جولته التي باشرها نهاية الأسبوع الماضي في البيرو في إطار مشاركته في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا- المحيط الهادئ ابيك. وقال ميدفيديف ان التعاون مع كوبا"في المجالين الإنساني والاقتصادي وفي مجال الطاقة والتكنولوجيا العسكرية، غير موجه ضد أي دولة"، في إشارة الى الولاياتالمتحدة التي لا ترحب بالتقارب بين روسياوفنزويلا ورئيسها هوغو تشافيز. وكان ميدفيديف دشن مع نظيره تشافيز الذي يتزعم التيار اليساري الراديكالي في أميركا اللاتينية، مناورات بحرية غير مسبوقة بين اسطولي البلدين، ووقعا اتفاق تعاون حول تطوير الطاقة النووية المدنية في فنزويلا. وتأتي"عودة"موسكو الى اميركا اللاتينية ولا سيما الى فنزويلاوكوبا عدوتي واشنطن اللدودتين في المنطقة، في إطار توتر بين روسياوالولاياتالمتحدة بسبب المشروع الأميركي لنشر درع صاروخية في شرق أوروبا. وغادر الرئيس الروسي هافانا أمس، بعدما وضع اكليلاً من الزهر أمام نصب"الجندي السوفياتي"في هذه الجزيرة التي كانت تقيم علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفياتي السابق. وتدهورت العلاقات بين البلدين بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، الأمر الذي تسبب بأزمة اقتصادية خطرة جداً في كوبا. وكان فيدل كاسترو دان كذلك قراراً اتخذه الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين من جانب واحد عام 2000 ، بإغلاق قاعدة التنصت في لورديس في ضاحية هافانا. ولم يتم الإعلان عن أي لقاء محتمل بين ميدفيديف وفيدل كاسترو. ويستمر الزعيم الكوبي السابق على رغم وضعه الصحي، في استقبال بعض الشخصيات"الصديقة". وهو استقبل في تشرين الأول اكتوبر الماضي، المتروبوليت الروسي كيريلوس الذي اتى لتدشين الكنيسة الأرثوذكسية والرئيس الصيني هو جينتاو الذي يرأس دولة"شقيقة"تعتبر طرفاً اقتصادياً مهماً في كوبا. وروسيا هي عاشر شريك تجاري لكوبا مع مبادلات بلغت قيمتها 363 مليون دولار 2007. وأقرت موسكو مطلع الشهر الجاري قرضاً بقيمة 20 مليون دولار لهافانا لشراء تجهيزات روسية في قطاعات النفط والمناجم والنقل. وتخضع كوبا لحصار أميركي منذ عام 1962. وقبل سنوات قررت روسيا وضع أي تفاوض في شأن مسألة الدين الكوبي المستحق للاتحاد السوفياتي السابق الشائكة جداً، جانباً. وتبلغ قيمة هذا الدين أكثر من 20 بليون دولار وفق موسكو. ووافقت روسيا على إعادة جدولة ديون أخرى حصلت عليها كوبا بعد عام 1991 وهي بقيمة 162 مليون دولار.