أثار إعلان تشكيل اللجنة العليا لإدارة محافظة الانبار 120 كلم غرب بغداد برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي جدلاً داخل المحافظة التي تعاني أصلاً من خلافات عشائرية وحزبية، وفيما اعتبر"مجلس انقاذ الانبار"اللجنة"غير شرعية وليس لها اساس قانوني"أكد"الحزب الاسلامي"، بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي انها شكلت"لتفادي المشاكل الكبيرة". وكان رئيس عشائر الدليم، عضو"مجلس إنقاذ الأنبار"علي حاتم السليمان أعلن أول من أمس"تشكيل لجنة عليا برئاسة المالكي لإدارة المحافظة في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية". وأوضح أن اللجنة التي تم تشكيلها بقرار من رئيس الوزراء ستضمه، بالإضافة إلى رئيس مجلس"صحوة الانبار"أحمد أبو ريشة، والمحافظ سامي العلواني، ورئيس مجلس المحافظة عبدالسلام العاني. وأضاف أن"الهدف من تشكيل هذه اللجنة هو إدارة الملف الأمني والاقتصادي، خصوصا ملف الإعمار، فضلا عن وضع حد للخلافات الداخلية بين المسؤولين في إدارة المحافظة ومجلس الصحوة فيها". الا ان رئيس مجلس"انقاذ الانبار"الشيخ حميد الهايس اعتبر في تصريح إلى"الحياة"تشكيل هذه اللجنة"خرقا دستوريا وقانونيا". وقال إنها"لا تتمتع بأي شرعية لانها تتجاوز صلاحيات محافظ الانبار ومجلس المحافظة". واضاف انه"على رغم ان مجلس المحافظة بائس وفاشل الا انه لا يزال قائماً. وتجب المحافظة على الأوضاع الحالية حتى موعد انتخابات مجالس المحافظات المقبلة التي نأمل من خلالها اخراج العناصر الفاسدة من المناصب". وأوضح ان"الفكرة الاساسية من هذه اللجنة كانت اختيار قيادات امنية جديدة الا ان شيئا من هذا لم يحدث بسبب سيطرة عناصر الحزب الاسلامي على عمله"، وزاد:"سنعمل على الغاء اللجنة العليا لادارة الانبار بكل قوة مثلما اسقطنا سابقا الهيئة العليا لقيادة الانبار". من جانبه ربط القيادي في"الحزب الاسلامي"عمر عبدالستار الكربولي تشكيل هذه اللجنة بادارة المالكي وكثرة المشاكل العشائرية والحزبية التي تعاني منها الانبار. لكنه اعترف ايضا بأن هذه اللجنة"غير قادرة على إحداث اي تغيير في الوقت الراهن". وقال ل"الحياة""هناك اجندات اقليمية ودولية تخطط لخطف قرار المحافظة السياسي وإدامة الصراع فيها، لذا شكلت لجنة عليا بأمر من رئيس الوزراء وعضوية نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي وعدد من شيوخ العشائر في الانبار لادارة ملفها الامني". لكنه اتهم جهات سياسية، رفض تسميتها، بعرقلة عمل اللجنة التي شكلت في ايلول سبتمبر الماضي. وتوقع ان تساهم الانتخابات المقبلة في حلحلة الكثير من المشاكل والخلافات في هذه المحافظة يذكر ان محافظة الانبار التي كانت المعقل الأول لتنظيم"القاعدة"في العراق منذ عام 2003 وحتى قيام قوات"الصحوة"من عشائر المحافظة بطرد المسلحين منها عام 2006، تشهد خلافا حادا ومستمرا بين"الحزب الاسلامي"والعشائر، إذ تتهم العشائر"الاسلامي"بالهيمنة على المناصب ودعم الجماعات المسلحة فيها.