بلغت حدة الخلافات بين "مجلس انقاذ الانبار" و "الحزب الاسلامي العراقي" ذروتها امس بعد اعلان الاخير تشكيل"الهيئة العليا لادارة الانبار"، ما اعتبره مجلس الانقاذ"مؤامرة"لسلب المجلس انجازاته في المحافظة، فيما دافع الحزب الاسلامي عن الهيئة الجديدة متهماً المعترضين ب"المزايدة السياسية واللاواقعية". وأعلن رئيس"مجلس انقاذ الانبار"الشيخ حميد الهايس عن نية المجلس"تقديم مشروع قانون الى الحكومة العراقية يحظر تشكيل اي أحزاب او تكتلات في محافظة الانبار خصوصاً الهيئة العليا لادارة شؤون المحافظة". واعتبر الهايس الهيئة التي يتزعمها الحزب الاسلامي"تشكيلاً غير قانوني"واعتبرها"مؤامرة ضد مجلس انقاذ الانبار لسرقة جهوده التي ارست الامن والاستقرار في الانبار"، مشيراً الى انه"لا توجد في الدستور ولا في القانون هيئة بهذا الاسم". واضاف الهايس"اننا مستاؤون جداً من هذه الهيئة وسنعمل على الاحتكام الى القانون والدستور. كما اننا غير راضين عن مجلس المحافظة وسنطالب ايضاً بتغيير المفوضية العليا للانتخابات لانها مؤسسة حزبية وغير مستقلة". وتابع"لا نعلم الطريقة التي شكلت بها هذه الهيئة ولم يتم توجيه الدعوة الى مجلس انقاذ الانبار للمشاركة فيها"مشيراً الى انها"تشكلت من اربعة اطراف تنتمي الى الحزب الاسلامي مع الشيخ احمد ابو ريشة رئيس مجلس صحوة العراق". وكان مجلس محافظة الانبار اعلن أول من امس تشكيل"الهيئة العليا لادارة محافظة الانبار"برئاسة عضو الحزب الاسلامي رافع العيساوي احد وزراء جبهة التوافق المنسحبين لتأخذ على عاتقها"رسم سياسات المحافظة الامنية والاقتصادية والادارية والسياسية لدعم المؤسسات الحكومية والتشريعية والتنفيذية وتعزيز سلطة القضاء"بحسب رئيس مجلس المحافظة عبدالسلام العاني الذي أوضح ان الهيئة تتكون"من اطراف فاعلة في ملف الانبار مثل الشيخ احمد ابو ريشة ورئيس مجلس الانبار المركزي الشيخ طارق الحلبوسي وممثل الامانة العامة لمجلس شيوخ المحافظة الشيخ حميد تركي الشوكة"، مشيراً الى اختيار العيساوي اميناً عاماً للهيئة. من جهته اتهم القيادي في الحزب الاسلامي عمر عبد الستار المعترضين على هيئة"ادارة الانبار"ب"الشذوذ السياسي"وقال عبد الستار ل"الحياة"ان"المعترضين على الهيئة الجديدة، وبينهم مجلس انقاذ الانبار، يتطلعون من وراء ذلك الى الصعود على انقاض الحزب وجبهة التوافق في الانبار للوصول الى السلطة بأي شكل"معتبراً الاعتراضات التي اثيرت حول الموضوع"غير واقعية تعبر عن مزايدات سياسية فقط". واضاف"ان الهيئة العليا لادارة الانبار لم تكن وليدة اليوم، إذ كنا نعمل على تشكيلها منذ زمن بعيد لتوحيد وجهات النظر المختلفة في المحافظة ومخاطبة السلطات المركزية بخطاب موحد بدلاً من هذا التشتت في مواقف الاطراف المتعددة في الانبار"، لافتاً الى ان تشكيل مثل هذه الهيئات لا يحتاج الى اسس قانونية او دستورية"لانها هيئة استشارية للحكومة المحلية في الانبار"لافتاً الى ان"مجلس انقاذ الانبار نفسه لم يشكل بحسب القانون". وزاد"ان مجلس انقاذ الانبار يسعى الى تقديم نفسه على انه صاحب الفضل الاكبر في تطهير المحافظة من تنظيم القاعدة في حين ان الحزب الاسلامي كان المخطط الاول لعملية التخلص من هذا التنظيم". ودعا عبد الستار مجلس انقاذ الانبار الى"العمل بشكل جماعي مع الاطراف الموجودة في المحافظة والابتعاد عن المواقف العدائية".