اتضحت ملامح إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما اكثر، مع تبلور الترشيحات في اثنين من ابرز المناصب. وبعد ترجيح تولي هيلاري كلينتون وزارة الخارجية وتيموثي غايثنر وزارة الخزانة، أشارت مصادر إعلامية إلى أن اوباما سيسمي الجنرال المتقاعد جيمس جونز مستشاراً للأمن القومي. ونسبت شبكة"سي إن إن"الإخبارية الى مصادر في الفريق الانتقالي لأوباما ان منصب مستشار الأمن القومي هو من نصيب القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي الناتو الجنرال جيمس جونز"إذا قبل به"، مشيرة إلى أن القرار النهائي لم يؤخذ بعد، وأن المشاورات مستمرة. وتتركز المحادثات حول مدى السلطة والصلاحيات الممنوحة لجونز كمستشار للأمن القومي. ونسبت الشبكة الى مصدر مقرب من الفريق الانتقالي لأوباما، ان جونز على علاقة طيبة بوزير الدفاع الحالي روبرت غيتس الذي قد يبقى في منصبه، أقله في الفترة الأولى التي تلي تسلم أوباما للسلطة رسمياً في كانون الثاني يناير المقبل. غايثنر ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن مصدر مقرب من الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب ترشيح رئيس الاحتياط الفيديرالي تيموثي غايثنر لوزارة الخزانة، مشيرة الى أن"وول ستريت"تجاوبت ايجابياً مع تسريب النبأ أول من أمس. وتوقعت أن يعلن أوباما تعيين غايثنر 47 سنة وبقية أعضاء الفريق الاقتصادي غداً. ويتطلب هذا التعيين موافقة الكونغرس. وتعيين غايثنر، الذي يرأس فرع الاحتياطي الفيديرالي المصرف المركزي في نيويورك، سيجعله مسؤولاً عن ادارة الاقتصاد الأميركي في هذه الفترة البالغة الصعوبة. وهذا الموظف الكبير البالغ من العمر 47 سنة على اطلاع واسع بكل مفاصل وزارة الخزانة، وعمل فيها بين 1988 و2001. ولقيت ترجيحات تعيينه اصداء ايجابية في وول ستريت التي سجلت على الأثر انتعاشاً بنسبة 6.5 في المئة. وأشير في اوساط وول ستريت الى ان غايثنر يعرف بدقة كيفية عمل الأسواق من خلال مهماته في نيويورك. وكان غايثنر مرشحاً لهذا المنصب الى جانب وزير الخزانة السابق لورنس سامرز. ورجحت"نيويورك تايمز"ان يعين اوباما سامرز مستشاراً اقتصادياً، مع توقع ان يتم في نهاية الأمر اسناد رئاسة مجلس الاحتياطي الفيديرالي له. ونقلت الصحيفة عن مصدرين على اطلاع بعملية الانتقال التي يجريها اوباما ان سامرز قد يخلف رئيس مجلس الاحتياطي الفيديرالي بن بيرنانكي الذي تنتهي فترة رئاسته للبنك في كانون الثاني يناير 2010. كلينتون ونقلت"نيويورك تايمز"عن مصادر مقربة من السيناتور هيلاري كلينتون، ان الأخيرة قبلت بمنصب وزيرة الخارجية في الإدارة الجديدة. وقال احد المقربين من كلينتون"انها جاهزة"، مضيفاً انها اتخذت قرارها بعد محادثات جديدة مع اوباما، غير ان مصدراً آخر مقرباً منها قال ان معلومات"نيويورك تايمز"مبكرة. ويبدو ان آخر العقبات التي كانت تتعرض تعيينها أزيلت بعدما عرض زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لزوم الشفافية في شأن نشاطاته الدولية وإخضاعها لتدقيق للتحقق من مراعاتها الأصول الأخلاقية وكشف اسماء المانحين لمؤسسته لتجنب تضارب المصالح. واعتبر الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا في واشنطن ان تعيين كلينتون سيلقى"ترحيباً"في الخارج، وقال"انها شخصية قوية وهي الشخص المناسب لهذا الدور: فهي قديرة وتتمتع بالخبرة ومعروفة". وأفادت صحيفة"واشنطن بوست"أن حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون هو المرشح الأبرز لتولي وزارة التجارة. وكان ريتشاردسون مندوباً دائماً للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة ووزيراً للطاقة في حكومة الرئيس السابق بيل كلينتون. تنديد بتصريح الظواهري على صعيد آخر، ندد القادة الروحيون للجاليات الأميركية المسلمة من أصول إفريقية، بالتصريح الأخير المنسوب إلى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي استخدم فيه تعابير عنصرية ضد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما. وبحسب شبكة"سي إن إن"، وصف الأئمة تصريح الظواهري المسجل بأنه"إهانة"من أشخاص يُعرف عنهم"تاريخياً ابتعادهم عن الجالية الإفريقية الأميركية في شكل عام، وعن المسلمين الأميركيين من أصول أفريقية في شكل خاص". وجاء في البيان الذي تلي في مؤتمر صحافي عقد في مركز"مالكولم إكس والطبيبة بيتي شهباز للتعليم والثقافة":"نجد المسألة مهينة عندما يتحدث أي شخص عن جاليتنا بدلاً من منحنا شرف التحدث عن انفسنا". وكان تصريح الظواهري المسجل ومدته 11 دقيقة و23 ثانية نشر على الإنترنت باللغة العربية مع ترجمة إنكليزية. وقال الظواهري في التسجيل ان أوباما يمثل"النقيض المباشر للأميركيين الأفريقيين - الأميركيين الشرفاء"مثل مالكولم إكس. وأضاف ان أوباما، ووزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول ووزيرة الخارجية الحالية كوندوليزا رايس و"أمثالهم"يناسبون توصيف ماكولم إكس بأنهم"عبيد". نشر في العدد: 16669 ت.م: 23-11-2008 ص: 20 ط: الرياض