واشنطن - رويترز، أ ف ب - ارتفعت بورصة الاستقالات في الفريق الاقتصادي للرئيس الاميركي باراك اوباما الى اربع منذ بداية الصيف، بعدما أعلن هربرت أليسون المسؤول الكبير في وزارة الخزانة الأميركية أمس، من خلال رسالة إلكترونية استقالته. وكان لورنس سامرز، أحد أبرز المستشارين الاقتصاديين، اعلن ليل أول من أمس، انه سيترك منصبه بحلول نهاية السنة من أجل العودة إلى التعليم في «جامعة هارفرد». ورأى أليسون في الرسالة الموجهة الى موظفي وزارته، ونقلت نسخة منها الى وسائل الإعلام، أن «الوقت ملائم للاستقالة من منصبي مساعداً لنائب الوزير لشؤون الاستقرار المالي». فيما جاء إعلان سامرز، الملقب بلاري وهو أحد أبرز مخططي السياسة الاقتصادية لأوباما، بعد استقالة رئيسة «مجلس المستشارين الاقتصاديين» في البيت الابيض كريستينا رومر ومدير الموازنة بيتر أورسزاغ. وأصبح بذلك ثالث مستشار اقتصادي يستقيل خلال ثلاثة أشهر. وورد في بيان للبيت الابيض ان سامرز «اعلن انه ينوي العودة الى منصبه كاستاذ في جامعة هارفرد نهاية السنة». ويأتي ذلك أيضاً بُعيد الاعلان عن خروج الولاياتالمتحدة السنة الماضية من اسوأ انكماش تشهده منذ الثلاثينات على رغم ان أكبر اقتصاد في العالم لا يزال يعاني من معدل بطالة مرتفع جداً يلامس 10 في المئة ونمو بطيء، كما صودف قبل ستة أسابيع من الانتخابات التشريعية المحتمل ان تؤدي الى خسارة الديموقراطيين غالبيتهم في الكونغرس. وسيكون على من يخلف سامرز في هذا المنصب ايجاد اقتراحات لاستئناف إنشاء وظائف بعد قرابة سنة على انتهاء الانكماش في الولاياتالمتحدة. وأعلن اورسزاغ نهاية حزيران (يونيو) استقالته ليصبح باحثاً في «مجلس العلاقات الخارجية» وكاتباً في صحيفة «نيويورك تايمز». وفي مطلع آب (أغسطس) أعلنت رومر استقالتها من أجل العودة إلى التعليم. وقال اوباما في بيان: «سأكون على الدوام ممتناً، ففي وقت كانت تواجه البلاد أخطاراً كبرى، كان رجل مثل لورنس بخبرته ودقة أحكامه وبراعته راغباً في تلبية النداء وقيادة فريقنا الاقتصادي. وعلى رغم أنه لا يزال أمامنا كثير من العمل لإصلاح الاضرار الناجمة عن الانكماش، نحن على طريق افضل بسبب نصائح لورانس الى حد كبير». وسامرز الذي كان يقدم تقريراً اقتصادياً يومياً إلى الرئيس، كان احد ابرز واضعي خطة الانعاش الاقتصادي التي اطلقت في آذار (مارس) 2009 وتكلفت 787 بليون دولار. وقال سامرز: «سأفتقد العمل مع الرئيس وفريقه في مجال التحديات اليومية لوضع السياسة الاقتصادية». وعبّر عن رغبته في ان يكرس عمله مجدداً للبحوث وتعليم «الأسس الاقتصادية لإنشاء الوظائف وإرساء مالية مستقرة وكذلك اندماج الدول الناشئة والنامية في النظام العالمي». وكان احد ابرز الشخصيات الاقتصادية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون (1993 - 2001). وواجه سامرز خلال عمله وزيراً للخزانة أزمة البيزو المكسيكي ومشاكل مالية عالمية أخرى في تسعينات القرن العشرين. وقال مقربون من أوباما إن الرئيس اعتمد بشدة على نصائح سامرز في خضم الأزمة المالية عامي 2008 و2009. لكن سامرز واجه انتقادات من بعض الديموقراطيين الليبراليين الذين قالوا إنه قريب أكثر مما ينبغي من وول ستريت. وكذلك تحدثت تقارير عن خلافات داخل البيت الأبيض حول الفريق الاقتصادي.