أقرّت الآلية الثلاثية بين السودان والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي أمس نشر 60 في المئة من القوة الأممية - الأفريقية المشتركة في دارفور"يوناميد"بنهاية العام، و80 فى المئة بحلول آذار مارس المقبل، على أن تصل طلائع وحدات مصرية وأثيوبية ورواندية الشهر المقبل. وطرحت الآلية الخاصة بترتيبات نشر قوة"يوناميد"خلال اجتماع في الخرطوم أمس، اقتراحاً باستخدام القطارات في نقل المؤن الخاصة بالقوة، باعتبارها أقل كلفة من النقل الجوي، إلى جانب قدرتها على حمل كميات كبيرة من متطلبات القوة. ووافقت الاممالمتحدة على طلب الحكومة السودانية حماية قوافل الاغاثة عبر فرق أمنية، بعدما تحفظت عن ذلك في وقت سابق. وأقر الاجتماع إبرام تعاقدات مع متعهدين سودانيين في مجالات البناء والتأسيس والغذاء بدلا من شركات أجنبية. وقالت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للدعم الميداني سوزانا ماركورا للصحافيين إن"الأمور أصبحت تتحرك بشكل إيجابي إلى الأمام، ومعظم الالتزامات التي اتفق عليها من قبل أنجزت في شكل جيد". غير أنها أكدت أنه"لا يزال أمامنا الكثير"، لافتة إلى أن اجتماعاً آخر للآلية سيعقد في كانون الثاني يناير المقبل. وأكد وكيل وزارة الخارجية السودانية مطرف صديق الذي قاد الجانب الحكومي في الاجتماع، إن الخرطوم"أوفت بالتزاماتها بنسبة 100 في المئة، خصوصاً في ما يتعلق بالمكون العسكري، كما أن المكون الشرطي بدأ يقارب النسبة ذاتها". وأوضح أن"ما تبقى هو كيفية تهيئة الأجواء وتجهيز الأرض الصالحة لاستقبال القوات"، مؤكداً التزام حكومته بالسعي إلى"تحسين الاوضاع في دارفور". وقال الناطق باسم الخارجية السفير علي الصادق إن"مسألة الطائرات المروحية حسمت خلال الاجتماع باتفاق على أن تجلبها الأممالمتحدة من إثيوبيا". إلى ذلك، نفى الجيش السوداني في شدة أمس اتهامات متمردي دارفور بقصف مناطقهم بعد أيام من إعلان الرئيس عمر البشير وقف النار في الإقليم. وأكد أنه"ملتزم بالقرار تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولم يقم بأي مناورات في المنطقة". وجدد الناطق باسم الجيش العميد محمد عثمان الأغبش التزام الجيش"التام والكامل"بوقف النار على رغم إعلان بعض الحركات المسلحة عدم التزامها الخطوة. واعتبر إعلان تلك الحركات مواصلة أعمالها العسكرية"استمراراً لمحاولات إجهاض عملية السلام من جانب تلك الحركات المتمردة". ونفى قصف الجيش بالطائرات مناطق في ولاية شمال دارفور، موضحاً أن"قافلة شاحنات تحمل مواد إغاثة تعرضت إلى عملية سطو مسلح من قبل بعض الجماعات في منطقة كوريبا، ما أدى إلى تدخل الجيش واشتباكه مع مسلحين فروا من دون وقوع خسائر في الأرواح". وكان قادة أربعة فصائل متمردة قالوا إن طائرات حكومية قصفت مواقع بين مستوطنات كوريبا وأم مراحيك قرب طريق رئيس في شمال دارفور الجمعة والسبت. وقالت مصادر في الأممالمتحدة إنها تلقت تقارير مماثلة من متمردين ومدنيين في المنطقة. وفي سياق متصل، قررت مجموعة الاتصال حول السودان وتشاد التي اجتمعت في نجامينا، إرسال بعثة إلى حدود البلدين لترتيب نشر قوة تتألف من ألفي جندي مناصفة بينهما عند عشر نقاط على حدودهما المشتركة لتحجيم المتمردين ومنع تسللهم على جانبي الحدود. وقال سفير السودان في نجامينا عبدالله الشيخ ل"الحياة"إن الآلية التي تضم وزراء خارجية الجابون والسنغال وتشاد واريتريا وليبيا والكونغو والسودان اعتمدت 21 مليون دولار لتغطية تكاليف نشر القوة. وستجتمع الدول الأعضاء في كانون الثاني يناير المقبل فى العاصمة الليبية طرابلس، على أن تسبقها اللجنة الفنية العسكرية. وأشار الشيخ إلى أن التمويل"تكفل به أعضاء الآلية، وقررت مجموعة الاتصال أيضاً عقد اجتماعها السابع في الخرطوم حيث سيجري التشكيل الفعلي لقوة السلام والأمن". وكان اتفاق دكار بين السودان وتشاد الموقع في آذار الماضي نص على"منع أي نشاط لمجموعات مسلحة ومنع استخدام أراضي البلدين لتقويض استقرار"كل منهما. وبعد قطيعة استمرت ستة شهور، أعاد السودان وتشاد علاقاتهما الديبلوماسية الأسبوع الماضي وتبادلا سفيريهما. من جهة أخرى، رفضت الخارجية السودانية تصريحات أميركية انتقدت صفقة طائرات روسية، وأكدت حق الخرطوم في التسلح. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية علي الصادق إن"حق السودان في التسلح أمر مشروع"، مؤكداً أن"أي دولة لديها هذا الحق، سواء كانت غنية أم فقيرة ولا جدال في ذلك". وزاد أن"السودان أمامه تحديات كبيرة، ولا بد من أن يكون مستعداً بالتسليح الملائم الذي يمكنه من مجابهة تلك التحديات". وكان ناطق باسم الخارجية الأميركية اعتبر أن بيع روسيا للسودان 12 مقاتلة من طراز"ميغ 29"أمر"لا يشكل تطوراً إيجابياً". ورداً على سؤال عن مدى تناقض هذا مع دعوات السودان الأخيرة إلى إرساء السلام في دارفور، قال الناطق روبرت وود إن"السودان بلد فقير، وكونه يشتري طائرات ميغ ليس بالتأكيد تطوراً إيجابياً... إنه آخر شيء يحتاج إليه البلد". نشر في العدد: 16663 ت.م: 17-11-2008 ص: 14 ط: الرياض