تبادلت الحكومة السودانية مع متمردي دارفور، أمس، الاتهامات في شأن الأوضاع في الإقليم. وفيما قال المتمردون ان الجيش قصف مناطقهم على مدى يومين مما أدى إلى قتل 17 مدنياً في محاولة لتأخير عقد مؤتمر لقياداتهم للبحث في عملية السلام في الإقليم، توعد وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين المتمردين برد "أسرع مما يتوقعون" في حال هجومهم على مدن في غرب البلاد بعدما حشدوا قواتهم في داخل الأراضي التشادية استعداداً لذلك. وقال زعيم "حركة العدل والمساواة" في دارفور خليل إبراهيم في بيان على موقع حركته على الانترنت إن الحكومة قصفت منطقتي عين سيرو والكرمك في شمال الإقليم يومي الجمعة والسبت، مما أدى إلى سقوط قتلى. لكن مكتب الناطق باسم الجيش السوداني نفى في شدة استخدام الطائرات في دارفور أو قصف المدنيين، وقال أمس:"نؤكد التزامنا كل بروتوكولات وقف اطلاق النار الموقعة مع جميع حركات دارفور، إلى جانب التزامنا اتفاق حظر الطيران". وأكد ان الاوضاع الأمنية هادئة في كل مناطق دارفور ولا توجد أي معلومات عن اشتباكات بين القوات الحكومية وحركات دارفور المتمردة. وفي المقابل، اتهم وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين"جبهة الخلاص الوطني"بحشد قواتها في داخل الأراضي التشادية في اتجاه الجنينة، ثالث كبرى مدن دارفور، وكلبس والطينة ومناطق أخرى، مؤكداً أن قواته جاهزة ل"ردع أي تحرك عسكري، وبأسرع مما يتوقعون". وقال إن الفصائل المتمردة جرى تحجيمها في دارفور فلجأت إلى تشاد التي وفّرت لها السلاح والعتاد والسيارات، لافتاً إلى أن الخرطوم أبلغت نجامينا بصورة رسمية بهذه التطورات. إلى ذلك، أنهى خبراء من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، امس، استكمال خطتهم لنشر قوات"هجين"من المنظمة الدولية والاتحاد الافريقي في دارفور تنفيذاً للحزمة الثانية من اتفاق أديس أبابا. وتشمل هذه الحزمة نشر 2100 من الجنود والشرطة والموظفين الدوليين، ودعم البعثة الافريقية في الإقليم بطائرات ومعدات وأجهزة عسكرية. وقال الناطق باسم بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان نورالدين المازني ان خبراء يتبعون للأمم المتحدة وصلوا من نيويورك وانخرطوا في اجتماعات مع آخرين من الاتحاد الأفريقي في استكمال اعداد الحزمة، موضحاً انه عقب الفراغ من"الحزمة الثقيلة"الثانية سيسلم الخبراء تلك الدراسة إلى الآلية الثلاثية التي تتألف من الحكومة والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، لدرسها، قبل أن يوقع عليها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري ومن ثم تسلّم الى الخرطوم. وفي تطور ذي صلة، أفادت تقارير أمس ان الأمين العام الجديد للأمم المتحدة يدرس خيارات لاختيار مبعوث الى السودان خلفاً للمبعوث السابق يان برونك الذي طردته الخرطوم في تشرين الأول اكتوبر الماضي بعدما اتهمته بتجاوز صلاحياته. وينظر مون في عشرة مرشحين لتولي المنصب أبرزهم وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية النيجري ابراهيم قمباري، كما برز اتجاه إلى تعيين مساعدين للمبعوث، الأول يتولى مباشرة ملف دارفور الذي يشغله الآن يان الياسون وآخر يشرف على ملف الجنوب. وكشف مصدر رفيع المستوى في المنظمة الدولية ان هناك نقاشاً يدور حول منهجية جديدة للتعامل مع السودان وأن رئاسة المنظمة في نيويورك ترجِّح ان يكون خليفة برونك عربياً أو على الأقل يكون معتنقاً للإسلام ليجد القبول من قبل الخرطوم، إلى جانب معايير أخرى منها ان يكون المرشح ذا صلة بملف السودان.