تصاعدت المواجهات الدامية في محافظة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، وخلفّت الاشتباكات بين قبيلة المسيرية العربية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان"أمس أكثر من 30 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً من الطرفين، في وقت استمر التوتر على الحدود بين السودان وجارته الغربية تشاد بعد يوم من اتهام الخرطوم الجيش التشادي بالتوغل داخل الاراضي السودانية وقصفه بالطيران موقعين في اقليم دارفور، وتوعدها بالرد. وتجددت الاشتباكات بين"الجيش الشعبي"وقبيلة المسيرية جنوب منطقة الميرم التابعة لولاية جنوب كردفان صباح أمس. وقال شهود عيان ل"الحياة"ان مقاتلي المسيرية هاجموا معسكراً ل"الجيش الشعبي"في المنطقة قبل أن يقتلوا مجموعة من المدنيين بطريقة بشعة، ما أدى الى اندلاع مواجهات دامية خلّفت 80 ضحية بين قتيل وجريح. وفشلت لجنة مشتركة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"في التوصل الى حل في شأن انهاء القتال الذي بدأ الاسبوع الماضي. إلى ذلك استمر التوتر على طول الحدود السودانية - التشادية، وقالت معلومات لم يمكن التحقق من صحتها إن الطرفين عززا وجودهما العسكري في المنطقة ودعما المعارضة المسلحة لكل طرف. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية في الخرطوم ل"الحياة"إن ليبيا أجرت اتصالات مع الخرطوم ونجامينا لتهدئة الأوضاع وحضتهما على الالتزام باتفاق طرابلس وطلبت من المراقبين المنتشرين على الحدود المشتركة رفع تقارير عن الاتهامات المتبادلة بينهما. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان ان الجيش التشادى عبر أول من امس الحدود المشتركة، بينما قامت ثلاث طائرات بقصف منطقتي رجل الحرزاية وكرمولة على بعد حوالي 56 كلم جنوب شرقي الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. وأكد البيان ان السودان"يحتفظ لنفسه بحق الرد دفاعاً عن النفس في الزمان والمكان اللذين تمليهما مصلحة السودان". وأشارت الخرطوم إلى ما اعتبرته"أكاذيب"ظلت تروّجها الحكومة التشادية ضد السودان في شأن إيواء المعارضة التشادية والاستعداد لشن هجمات واعتداءات على أراضيها. وذكرت أن هذه الاتهامات التشادية ما هي إلا محاولة مكشوفة للتغطية على استضافة تشاد أخيراً اجتماعاً ل"حركة العدل والمساواة"المتمردة في دارفور في منطقة بهاي وتقديم دعم مباشر الى الحركة، مما أسهم في تردي الأوضاع الأمنية في الاقليم. وتأتي هذه الاتهامات لتشاد بعد يومين من اتهامات وجهتها نجامينا الى الخرطوم بالإعداد"لهجوم جديد"عليها لمنع انتشار القوة الأوروبية"إيفور"في شرق تشاد والقوة المختلطة في إقليم دارفور. وتتهم نجامينا الخرطوم أيضاً بإعادة تجميع وتسليح متمردي اتحاد قوى الديموقراطية والتنمية بزعامة محمد نور، وتجمع قوى التغيير بزعامة تيمان أرديمي في منطقة الطينة الحدودية. وفي باريس أ ف ب، أعلنت الرئاسة الفرنسي ان الرئيس نيكولا ساركوزي تباحث السبت هاتفياً مع نظيره السوداني عمر البشير في أزمة دارفور، خصوصاً تأخر انتشار القوات المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور والقوات الأوروبية في تشاد.