أعلن احد الجنرالات الأتراك قبل 13 عاماً أن الجيش التركي لا يحارب الإرهاب، بل إرهابيي"حزب العمال الكردستاني"بشمال العراق. ولم يتطرق، الجنرال الى نوع التدابير والخطوات السياسية والاقتصادية التي تحول دون انضمام الشباب الأكراد الى القتال في صفوف"حزب العمال الكردستاني". وفي 1995، كان الكلام على مثل الإجراءات السياسية غير العسكرية محظوراً. ويقدر الجيش عدد عناصر"الحزب الكردستاني"بنحو 5000 عنصر. وعلى رغم أننا قتلنا هؤلاء الآلاف الخمسة مراراً، بقي"حزب العمال الكردستاني"جاهزاً لشن هجمات قوية على مواقع الجيش. والشباب الكردي ينضم إليه، على رغم إدراكه أن الموت ينتظره. ألم يحن أوان أن نقوّم صواب نهجنا العسكري أو خطأه، بعد 25 عاماً من الحرب على هذا الحزب، وأن نتساءل عن سبل الخروج من دائرة هذه الأزمة المغلقة؟ والسياسيون الأتراك يتفادون طرح هذه الأسئلة. ولكن كيف نوقف انضمام الشباب الكردي الى الحزب؟ ويردد الجواب عن السؤال وجهة النظر الرسمية التي تزعم أن أساس المشكلة هو فقر المناطق الكردية وتخلفها اقتصادياً، وأن تنمية تلك المناطق تذلل المشكلة الكردية. فينصرف، تالياً، الشباب الكردي الى العمل عوض الانضمام الى الحزب. وثمة جواب آخر يتهم أصحابه بالخيانة. فيرى هؤلاء أن القضية الكردية لا تقتصر على الفقر والمشكلات الاقتصادية. ويطالبون المسؤولين بالعدول عن سياسة إنكار الهوية الكردية في تركيا، والاعتراف بحقوقهم مواطنين على قدم المساواة مع الأتراك. وعلى أصحاب الرأي الأول ان يدركوا ان حركة انضمام الشباب الكردي الى"حزب العمال الكردستاني"خرجت من دائرة مناطق الجنوب الفقيرة الى دائرة مدن كبيرة وغنية مثل اسطنبول وأزمير. وعلى تركيا ان تغير استراتيجية مواجهة"حزب العمال الكردستاني"البائتة والموروثة من تسعينات القرن الماضي. وأنا لا أدعو الى إباحة شن المسلحين غارات على معسكراتنا وقتل شبابنا، بل الى وضع تعريف جديد لمكافحة الإرهاب يسعى الى طي صفحة الملف الدموي هذا عوض"احتواء"المشكلة. فهل سألنا هؤلاء الأطفال والشباب عن أسباب التحاقهم ب"حزب العمال الكردستاني"، على رغم المخاطر؟ ويوم نطرح هذا السؤال، ويرد علينا، نخطو خطوات كبيرة نحو وقف شلال الدم. عن عصمت بيركاند، "راديكال" التركية 5/10/2008 .