عينت تركيا وأميركا الجنرالين المتقاعدين، أديب بشير وجوزيف رالتسون، وأوكلتا اليهما، والى الجيشين، تنسيق عمليات مكافحة إرهاب"حزب العمال الكردستاني". والحق أن أميركا بادرت الى اقتراح التعاون مع تركيا في مكافحة"حزب العمال الكردستاني". وينتظر الأتراك والأميركيون انضمام مسؤول عراقي الى هذا الفريق من أجل استئناف التعاون وتوحيد الأهداف. ولكن هل يكفي القول إن هدف الأفرقاء الثلاثة واحد، ألا وهو محاربة الارهاب. فتركيا تريد القضاء على"حزب العمال الكردستاني"والابقاء، تالياً، على الدستور التركي الحالي من دون تعديله والاعتراف بالقومية الكردية الى جانب القومية التركية. ولكن كيف ينظر العراقيون، وخصوصاً الأكراد وحزبا مسعود البرزاني وجلال طالباني، والادارة الاميركية، الى هذا الحزب؟ لا شك في أن الارهاب هو وسيلة الى تحقيق مآرب سياسية. ولن تواجه تركيا والعراق وأميركا صعوبة في مكافحة الهجمات الإرهابية ووقفها. ولكن ما هي أهداف هذا الحزب الارهابي؟ فاتفاق الدول الثلاث حول مطالب هذا الحزب السياسية، صعب. وطالبت واشنطن و"حزب المجتمع الديموقراطي"التركي، وعدد من المثقفين الاتراك،"حزب العمال الكردستاني"بإلقاء السلاح. وأعلن الجنرال رالتسون، في أثناء زيارته أنقره، مساعي الى قطع التمويل المالي عن"حزب العمال الكردستاني"عوض مواجهته عسكرياً. ولكن الحزب يرى العزوف عن المواجهة العسكرية خطوة على طريق التفاوض معه على مطالبه السياسية. وتخشى أنقره هذا الاحتمال. وبالأمس، عرض جلال طالباني التوسط بين الأتراك وپ"حزب العمال الكردستاني". ومن المتوقع أن يكون المنسق العراقي، المتوقع انضمامه الى نظيريه التركي والاميركي، حزباً كردياً، وأن يسعى الى وساطة بيننا وبين الحزب. فالقيادات الكردية العراقية طلبت الى انقره العفو عن"حزب العمال الكردستاني". ولا ريب في أن ثمن نزع سلاح هذا الحزب، على ما تشتهي تركيا، سياسي. ولم نشهد قط حزبا ًارهابياً يتخلى عن سلاحه من دون مقابل. ومطالب"حزب العمال الكردستاني"السياسية واضحة، وهي إصدار عفو عام عن ناشطيه يشمل زعيمه عبدالله أوجلان، وتعديل الدستور، والإقرار بأن الجمهورية التركية تضوي قوميتين، تركية وكردية، واعتبار اللغة الكردية لغة رسمية، إلى التركية، في التعليم. عن فكرت بلا ،"مللييت"التركية، 15/9/2006