منذ الصباح وأنا اتابع محطات التلفاز التي نقلت شاشاتها صور خروج محمد علي آقجا من السجن مباشرة، ثم استضافت محللين وخبراء في القانون ومحامين اكدوا ان قرار الافراج كان خاطئاً، لم اسمع ولو ضيفاً واحداً يقول ان آقجا الذي حاول قتل البابا يوحنا بولس الثاني، وقتل الصحافي التركي، عبدي ابيكشي، قضى عقوبته كلها. ولا أفهم الى الآن ما حدث - سجن آقجا في ايطاليا 19 عاماً لأنه حاول قتل البابا، وفي تركيا يحاكم بأكثر من جريمة قتل، ولكنه لا يتم 6 سنوات داخل السجن. ان في تركيا كثيراً من الوقائع لا تزال في حاجة الى تفسير. ونشر الجنرال المتقاعد كمال ياماك، مذكراته في وقت قريب. وجاء في تلك المذكرات ما يحمل على فضيحة كبيرة في أي بلد ديموقراطي. ولكن، في تركيا، لا أحد يعلق! يقول الجنرال في مذكراته ان دائرة"الكونترغاريلا"مكافحة حرب العصابات التركية مولتها، حتى السبعينات، الولاياتالمتحدة، في الخفاء عن الحكومة التركية والبرلمان! وعند وقوع خلاف على الحسابات بين الدائرة العسكرية ومموليها في الادارة الاميركية، كان الجنرال يلجأ الى رئيس الوزراء، يومها بولنت أجاويد، ويسأله تمويل القوات الخاصة. وعندها أدركت الحكومة في تركيا قوة عسكرية خاصة من ذلك النوع. واليوم يريدون اقناعنا بأن"الكونترغاريلا"لم تستخدم حينها لتصفية من كانوا يعتبرون خطراً على أمن تركيا من زملائنا اليساريين والتقدميين! ألا يحق لنا ان نسأل ماذا كان يفعل المجرم اليميني، عبدالله الشطلي، المسؤول عن مذبحة 16 آذار مارس 1978 في اسطنبول، في احدى الوحدات العسكرية حيث اختبأ؟ وماذا فعل بالقنابل التي أخذها من تلك الوحدة؟ هل استخدمها في عرس اخيه مثلاً؟ ألا يحق لنا ان نسأل اليوم عمن هرب محمد على آقجا من سجن عسكري كان يقبع فيه اثناء محاكمته باغتيال الصحافي ابيكشي؟ وكيف له ان يهرب من سجن عسكري أصلاً! أليس لپ"الكونترغاريلا"دور في كل هذا؟ أوليس المدعو عبدالله الشطلي أحد أعضاء تلك الدائرة، ومن حمى آقجا، وخبأه بعد حادثة الاغتيال؟ أوليس هذا الشطلي هو المسؤول عن تصفية عدد من رجال الاعمال الاكراد بذريعة اشتباهه في تمويلهم حزب العمال الكردستاني؟ أوليس هو صاحب فكرة تفجير التماثيل والرموز الارمنية في الخارج؟ ينقضي عمرنا ونحن نبحث عن الحقيقة والعدالة في هذا البلد، ويبدو ان عمرنا لن يكفي! عن عصمت بيركاند، "راديكال" التركية. 13/1/2006