بدأت أجواء الانقسامات والبلبلة تلوح في صفوف الجمهوريين وحملة مرشحهم للرئاسة جون ماكين، في ضوء انهيار فرصه في إبقاء البيت الأبيض في يد الحزب والفوز في انتخابات الرابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وبدأ تراشق بالاتهامات بين مستشاري ماكين وقياديين في الحزب الجمهوري في ما يتعلق بأسباب الخسارة المحتملة، فيما راهن الفريق المتفائل لليمين الأميركي على تهافت مفاجئ يوم التصويت لكبار السن وجمهور القاعدة التقليدية للحزب الى صناديق الاقتراع، لإنقاذ مرشحهم ومنع أول أفريقي أميركي من الوصول الى البيت الأبيض. وعلى وقع الأزمة الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة، واصل المرشح الديموقراطي للرئاسة باراك اوباما تقدمه بنسب تجاوزت عشرة في المئة في استطلاعات كل من"نيويورك تايمز"و"واشنطن بوست"ومركز زغبي، وشمل هذا التقدم ولايات محورية للفوز غرباً وجنوباً. وانضمت"نيويورك تايمز"الى قافلة الصحف الداعمة لأوباما، والتي بلغ عددها 128 صحيفة في مقابل خمسين لماكين. ونوهت"نيويورك تايمز"في افتتاحيتها أمس، بصفات أوباما"الصلبة والقيادية"التي تجلت على امتداد السباق الانتخابي، منتقدة حملة ماكين و"غرقه"في النمط السلبي المعتاد للجمهوريين، ما"أهدر انجازاتهم طيلة 26 سنة في الكونغرس". كما تلقى المرشح الديموقراطي دعم الناطق السابق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان وهو صديق للرئيس جورج بوش منذ كان حاكماً لولاية تكساس في تسعينات القرن العشرين. وتنذر الأجواء السلبية والأرقام المتهاوية للجمهوريين بعاصفة قد تطيح إنجازات حزبهم منذ تحقيق اليمين"الأكثرية الصالحة"انتخابيا في 1980 ووصول رونالد ريغان الى الرئاسة، في ضوء انحسار شعبية الحزب وخسارته شرائح المستقلين والمعتدلين. راجع ص8 واحدث التراجع في استطلاعات الرأي بلبلة في صفوف قيادة الحزب الجمهوري، ترافقت مع تراشق بالاتهامات، اذ أشارت صحيفة"بوليتيكو"الى حال"إحباط"مبكرة و"فوضى"في صفوف حملة ماكين، وانتقادات من قيادات جمهورية لمستشاري المرشح.