استبق كبار معلقي الحزب الجمهوري المناظرة الأخيرة بين مرشحهم جون ماكين ومنافسه باراك أوباما امس، باطلاق حملة نقد ذاتي ورثاء لحظوظ مرشحهم لانتخابات الرئاسة الأميركية، على وقع توسيع المرشح الديموقراطي تقدمه في الاستطلاعات قبل أقل من عشرين يوماً على التصويت. وحضّر كتّاب اليمين قاعدة الحزب الجمهوري ل"السيناريو الأسوأ"وما سيعنيه فوز أوباما وهيمنة الديموقراطيين على الكونغرس في السنوات الأربع المقبلة، فيما اعتبر البعض أن ترشيح الجمهوريين سارة بايلن لمنصب نائب الرئيس، كان الخطأ الأكبر والضربة القاضية في حياة ماكين السياسية. وخلافاً لدورتي الانتخاب عامي 2000 و2004 والتي تقاربت فيها الى حد كبير استطلاعات الرأي قبل التصويت، وسّع الديموقراطيون قفزتهم امس، لتصل الى 14 نقطة مئوية بحسب استطلاع لشبكة"سي بي أس"التلفزيونية وصحيفة"نيويورك تايمز"، مستفيدين من تصدر الأزمة الاقتصادية أولويات الناخب بدل"الحرب على الإرهاب"والأمن القومي أو المسألة العرقية، وباعتبار أن أوباما هو أول مرشح افريقي - أميركي للرئاسة الأميركية. ونشرت نتائج هذا الاستطلاع قبل ساعات من المناظرة الأخيرة للمرشحين في نيويورك أمس، والتي استبعد الخبراء ان تغيّر مجرى المعركة بسبب حجم الأزمة الاقتصادية، اللاعب الأبرز في السباق. وبعناوين مثل"السيناريو الأسوأ"و"حكومة كبيرة للديموقراطيين في الأفق"، وضع المعلّقان الجمهوريان ديفيد بروكس من صحيفة"نيويورك تايمز"وفرد بارنز من مجلة"ويكلي ستاندرد"تصوراً لإدارة ديموقراطية مقبلة، و"هيمنة ليبرالية"على العاصمة الأميركية، في حال نجاح أوباما في الوصول الى البيت الأبيض وتوسيع حزبه حجم غالبيته في الكونغرس. ودعا المعلّقان القاعدة الجمهورية الى توقع"خسارة مزدوجة"في الكونغرس أو الرئاسة، وسنوات من السيطرة الديموقراطية تنعكس سياسات داخلية وخارجية مخالفة لتوجهات اليمين. كما دفعت الأجواء الانتخابية القاتمة الحزب الجمهوري، الى بدء مرحلة مبكرة من النقد الذاتي أطلقها أحد أبرز وجوه حملات الرئيس جورج بوش الرئاسية، ماثيو داود الذي حوّل اللوم الى اختيار بايلن. وقال داود في ندوة انتخابية:"لم يسمح لماكين باختيار الشخص الذي يريد لنائب الرئيس، وبتسميته بايلن بدل جو ليبرمان السناتور المستقل، خسر ماكين موضوع الخبرة في السباق". واعتبر داود أن بايلن"عامل سلبي وماكين يعي أنها غير مؤهلة، وسيضطر للتعايش مع هذه الغلطة طيلة حياته وبعد انتهاء السباق". ونقلت شبكة"سي. أن. أن"عن حملة المرشح الديموقراطي تفاؤلاً حذراً بمسار السباق، وأنه لا شيء محسوماً حتى إعلان النتائج. وفي مؤشر مهم، تقدم أوباما في استطلاع خاص بطلاب المدارس وحصل على 57 في المئة من الأصوات في مقابل 39 في المئة لماكين. وأورد موقع"سكولاستيك"الأميركي نتيجة استطلاع رأي التلاميذ في الانتخابات الرئاسية، الذي أجراه وشمل 250 تلميذاً في الصفوف الدراسية للعام 2008. يذكر ان تصويت التلاميذ عكس منذ العام 1940 نتيجة الانتخابات العامة ما عدا مرتين: عندما فاز هاري ترومان على توماس ديوي في 1948 ويوم خسر ريتشارد نيكسون أمام جون كنيدي عام 1960.