طغت أجواء محمومة على السباق الى البيت الأبيض، مع تخوف الجمهوريين من خسارة تاريخية في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، تؤدي الى سقوط مرشحهم جون ماكين، إضافة الى"حمام دم"في الكونغرس. في المقابل تطلع الديموقراطيون الى فوز ساحق مع تواصل صعود مرشحهم باراك أوباما في الاستطلاعات، واحتمالات حصدهم أكثرية ساحقة في الكونغرس. أمام هذا المشهد، سيحاول المرشح الجمهوري جون ماكين استغلال فرصته الأخيرة في المناظرة التلفزيونية مع أوباما اليوم، من خلال شن هجوم شخصي وعقائدي على منافسه الديموقراطي. راجع ص 8 وقبل ساعات من انطلاق المناظرة الأخيرة بين المرشحين في ولاية نيويورك، استمر تراجع ماكين بنسب تناهز عشر نقاط في ولايات حاسمة، مثل ويسكونسن وكولورادو وميتشيغان ومينسيوتا، فيما جمع أوباما تأييد 313 هيئة انتخابية في مقابل 158 لمنافسه الجمهوري. ودفع ذلك فاعليات جمهورية الى الخروج عن صمتها، محذرة في تصريحات لصحيفة"لوس أنجليس تايمز"وشبكة"أن بي سي"التلفزيونية من"كارثة سياسية"مرتقبة تعصف بحزب رونالد ريغان ودوايت أيزنهاور بعد ثلاثة أسابيع، يمنى خلالها الجمهوريون بالخسارة الأكبر في تاريخهم في الكونغرس والبيت الأبيض معاً. وأفادت صحيفة"بوليتيكو"أمس، ان اللجنة العامة للحزب الجمهوري اضطرت الى اقتراض خمسة ملايين دولار لإنفاقها في حملة للدفاع عن بعض مرشحيها في مجلس الشيوخ بينهم السناتور اليزابيث دول زوجة المرشح السابق بوب دول، والمهددة بخسارة الانتخابات. في الوقت ذاته، توقعت شخصيات في الحزب الديموقراطي ان يشغل مرشحوه اكثر من 60 مقعداً في مجلس الشيوخ المؤلف من مئة مقعد ما يحول الجمهوريين الى معارضة عرجاء، ويسلبهم صلاحية نقض فيتو التشريعات. واخترق أوباما ولايات في معقل المحافظين، مثل مونتانا وفرجينيا التي لم يفز فيها أي ديموقراطي منذ الأربعينات، فيما توجهت أنظار الخبراء الى ولاية اوهايو حيث تشهد مصانع الصلب المهجورة على تدهور أوضاع ملايين العمال. وتشير الإحصاءات الى عدم وصول اي رئيس أميركي منذ 1944 الى البيت الأبيض من دون الفوز بأصوات ناخبي اوهايو، باستثناء انتخابات 1960 حين فضلوا الجمهوري ريتشارد نيكسون على الديموقراطي جون كينيدي. وتسابقت الحملتان الى مدن الولاية وأحيائها، حيث يتقدم أوباما بفارق ضئيل هو 3.4 نقاط. وبدلت هذه الولاية انتماءها السياسي مرات عدة وصوتت لبيل كلينتون في التسعينات وللجمهوريين منذ العام ألفين، وحسمت في 2004 نتائج الانتخابات لمصلحة الرئيس جورج بوش في مواجهة الديموقراطي جون كيري، بفارق لم يتعد 119 ألف صوت. ويعتبر"حزام الصدأ"في الولاية وفي المنطقة التي تزخر بالمصانع نقطة تجاذب بين الحملتين. وحظي الديموقراطيون لفترة طويلة بتأييد كبير وثابت بين هؤلاء العمال الذين كان العديد منهم ينتمي الى نقابات، قبل ان ينجح الجمهوريون في اجتذابهم عبر قضايا اجتماعية، مثل مناهضة الإجهاض وحقوق المثليين وتأييد حمل السلاح. على الصعيد الاقتصادي، قدم المرشحان خططاً متنوعة أمس، ووعد أوباما بإعفاء ضريبي قدره 3000 دولار لكل وظيفة جديدة تستحدثها الشركات خلال العامين المقبلين، فيما وعد ماكين بإعطاء تعويضات لكبار السن والذين خسروا الكثير من ودائعهم في الأزمة الحالية. وسيحاول المرشحان التوجه الى الطبقة العمالية في مناظرتهما اليوم، والتي توقع الخبراء أن تتحول ساحة هجوم لماكين على منافسه للحاق به في استطلاعات الرأي. ولم يتردد المرشح الجمهوري في حديث الى إذاعة"سانت لويس"بالإعلان عن أنه سيستحضر علاقات أوباما بشخصيات مثيرة للجدل في المناظرة، وهو ما لم يفعله في سابقتيها، فيما أعدت حملة المرشح الأفريقي - الأميركي مؤيديها لتوقع هجوم جمهوري واسع النطاق وتحريك"المصنع الإعلاني الرخيص للحزب"في الأسابيع المقبلة.