عبر وزراء داخلية الدول المجاورة للعراق في اجتماعهم الخامس الذي عقدوه في عمان أمس عن ارتياحهم الى تحسن الوضع الامني الملموس في هذا البلد، منوهين بجهود دولهم في تنفيذ قرارات الاجتماع الخامس بضبط الحدود ومنع التسلل ومكافحة الارهاب ووثائق السفر المزورة ومكافحة علميات التهريب. واكدت مصادر مطلعة ان المؤتمرين اعترضوا بشدة على فكرة الوفد العراقي عرض مسودة الاتفاق الأمني العراقي - الاميركي كونها غير نهائية ولأن عرضها يعني الموافقة عليها، قبل اقرارها. واكد الوزراء في بيانهم الختامي ادانة الاعمال الارهابية التي تستهدف أمن العراق والدول المجاورة، وشددوا على اهمية الحفاظ على سلامة ووحدة اراضي العراق وسيادته الكاملة وهويته العربية الاسلامية. وجدد الوزراء دعمهم"جهود الحكومة العراقية الهادفة الى تحقيق الأمن". وأشادوا بقوات الأمن العراقية لمواجهتها الجماعات الاهابية والميليشيات المسلحة. ودعوا للتصدي لأنشطة"الجماعات الارهابية التي تهدد امن العراق وسلامته ودول الجوار وتعزيز التعاون بين هذه الدول في هذا المجال". وتعهد الوزراء اتخاذ الاجراءات اللازمة"لمنع الارهابيين من استخدام اراضيهم قواعد للانطلاق او التجنيد او التدريب او التخطيط او التمويل". واشار البيان الى ضرورة اتخاذ التدابير لضبط الحدود ومراقبة المنافذ لمكافحة الارهاب والتسلل والتهريب بأشكاله من وإلى العراق ودعم جهود العراق في استعادة آثاره المسروقة". وحضوا الدول غير الموقعة على برتوكول التعاون الامني على سرعة المصادقة عليه. وجدد وزير الداخلية الأردني عيد الفايز حرص بلاده على أمن وسلامة واستقرار العراق، مؤكدا الموقف الحازم في مكافحة الإرهاب ومنع استخدام أراضي الأردن من الجماعات الإرهابية ضد أي من دول الجوار . واعتبر وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بين عبدالعزيز في كلمته أن كل الدول في المنطقة معنية بأمن العراق ووحدة أراضيه، مشيراً إلى أن حكومته ستتابع جهودها في مجال منع التسلل والتهريب. وربط بين توفر المناخ الأمني الملائم في العراق ونجاح المسارات السياسية والتنموية والاجتماعية. وفي كلمته وجه وزير الداخلية المصري الحبيب العادلي رسائل مبطنة الى الجانب الايراني مطالبا"بتجنب اعتبار العراق ساحة لتحقيق ما يتعارض مع مصالحه"، مشددا على ضرورة"حل الميليشيات ونزع اسلحتها"ووقف"الفتاوى التكفيرية التي تدعم الارهاب وتغذي العنف الطائفي". ودعا وزير الداخلية الإيراني علي دوكان الى انسحاب القوات الأميركية من العراق، معتبراً أن"القوات المحتله هي المسؤولة عن انعدام الأمن". كما طالب برفع العراق من البند السابع للأمم المتحدة. واستعرض وزير الداخلية الكويتي جابر خالد الصباح الإجراءات التي قامت بها بلاده لمنع التسلل. وقدم وزير الداخلية العراقي جواد البولاني إيجازا عن الأوضاع الأمنية، مثمّنا التعاون مع الأردن ودول الجوار في مواجهة التهديدات الأمنية، ومشيدا بمنظومة الأمن العربي والإقليمي"التي تحركت خلال السنوات الماضية بخطى واثقة نحو التعاون لمواجهة التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة وضبط الحدود". وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان زلة لسان من وزير الداخلية الاردني عيد الفايز اثناء مداخلته استفزت وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبدالمجيد عندما خاطبه"بوزير داخلية المملكة العربية السورية"، ما اثار حفيظة الوزير السوري الذي ذكر زميله الاردني بأنه وزير داخلية الجمهورية العربية السورية فرد الوزير الاردني"اذا اردت الاعتذار، انا اعتذر". وقرر الوزراء عقد اجتماعهم المقبل في مصر.