كشفت مصادر عربية في القاهرة مضمون الرسالة التي وجهتها لجنة مبادرة السلام العربية إلى الرئيس باراك أوباما والتي شرحت المتطلبات التي رأت اللجنة ضرورة توافرها لبدء المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقالت المصادر ل «الحياة» إن الرسالة التي تقع في صفحتين وكتبت باللغة العربية من دون توقيعها من أي جهة، طلبت من الإدارة الأميركية تفهم توجه العرب إلى مجلس الأمن إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وسلم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الرسالة في ختام اجتماع اللجنة الخميس الماضي إلى السفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبي لنقلها إلى إدارة بلادها. وأوضحت المصادر ل «الحياة» أن الرسالة تثمن الالتزام الأميركي بالتوصل إلى حل نهائي للصراع، وتشكر جهود الرئيس باراك أوباما لخلق ظروف مناسبة لاستئناف المفاوضات النهائية، سواء على صعيد دعوته الى تجميد الاستيطان أو رفع الحصار عن غزة أو مساعدة الفلسطينيين على تحمل مسؤوليات الحكم في أراضيهم. واعتبرت الرسالة أن كل هذه الخطوات ضرورية لاستعادة الثقة واستئناف مفاوضات مثمرة، وأكدت أن جهود المصالحة بين الفصائل وتثبيت وقف دائم لإطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين يزيد من فرص تحقق الهدف. وأضافت المصادر أنه في ما يتعلق بالتطبيع بين العرب وإسرائيل، فإن اللجنة أحالت الأمر في رسالتها على الموقف العربي القائم على مبادرة السلام العربية. وأشارت المصادر إلى أن الرسالة تضمنت «مرجعيات» السلام التي أقرتها الشرعية الدولية وأكدت أن القضايا المفترض أن تحل عبر المفاوضات المباشرة يجب أن تستند إلى حدود 4 حزيران (يونيو) عام 1967 مع تعديلات محدودة على الأرض يقبلها الطرفان، وذكّرت بمبادرة السلام العربية، وضرورة اتخاذ الطرفين خطوات متبادلة. وفي ما يتعلق بالمطالبة باستئناف المفاوضات المباشرة، شدد أعضاء اللجنة في رسالتهم على التزام العرب بالسلام كما ورد في مبادرة السلام العربية، ثم تطرقت الرسالة إلى ضرورة اتفاق الطرفين على استئناف المفاوضات النهائية المباشرة وإعطاء أولوية للحدود والأمن. كما شددت على ضرورة أن يستند أي نقاش على الحدود إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية العام 1967، وذكّرت أوباما بخطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي، وضرورة أن يكون الطرفان مهيئين لمعالجة كل المسائل العالقة وتفادي التصعيد. وحضت الرسالة أوباما على المساعدة في تهيئة البيئة المناسبة للمفاوضات المباشرة وتقديم مقترحات لجسر الهوة بين الطرفين والعمل على تجميد كامل للاستيطان، خصوصاً في القدسالشرقية. لقاء مبارك - بيريز في غضون ذلك، قال مصدر مصري مسؤول ل «الحياة» إن لقاء الرئيس حسني مبارك مع الرئيس شمعون بيريز في القاهرة ظهر اليوم يأتي في ضوء موقف لجنة مبادرة السلام الإيجابي، مشيراً إلى أن مبارك سيؤكد لبيريز أن هناك حاجة للمزيد من المرونة في الموقف الإسرائيلي، خصوصاً في ما يتعلق بمرجعية العملية التفاوضية وضرورة القبول بخطوط عام 1967 باعتبارها الأساس الذي يجب أن تقوم عليه المفاوضات.