أكدت مصادر أمس أن الوفد الفلسطيني إلى واشنطن أحرز تقدما في محادثاته مع الجانب الأميركي في شأن الوثيقة المقترح عرضها على مؤتمر أنابوليس الدولي للسلام. وأشارت إلى أن التقدم حدث على محورين، الأول هو مرجعية العملية السلمية وهي"خريطة الطريق"التي تضم مبادرة السلام العربية، والثاني هو الجدول الزمني للمفاوضات المتمثل بنهاية ولاية الرئيس جورج بوش. وأصر الجانب الفلسطيني طيلة فترة المفاوضات على اعتبار مبادرة السلام العربية ضمن المرجعيات الأساسية للعملية السلمية نظراً إلى"وضوحها في تعريف وتحديد الحقوق الوطنية الفلسطينية، بما فيها حق اللاجئين ضمن القرار الدولي 194". وفي المقابل، عارض الجانب الإسرائيلي اعتبار المبادرة أساساً للمفاوضات، واقترح ورود بند يكتفي فيه الطرفان ب"تثمين"هذه المبادرة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الوفد المؤلف من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه والمستشار السياسي للرئيس الفلسطيني أكرم هنية، حقق تقدماً في محادثاته مع المسؤولين الأميركيين. وأنهى عبد ربه وهنية مفاوضاتهما في واشنطن أول من أمس ووصلا أمس إلى عمان حيث التقيا الرئيس محمود عباس قبل توجهه إلى شرم الشيخ لعقد قمة ثلاثية مع الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني عبدالله الثاني، وأطلعاه على نتائج محادثاتهما مع المسؤولين الأميركيين. ومن المرتقب أن يتوجه رئيسا الوفدين المتفاوضين الفلسطيني أحمد قريع والاسرائيلي تسيبي ليفني غداً إلى واشنطن لاستكمال محادثاتهما في شأن الوثيقة، بحضور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وأعرب عبد ربه عن تفاؤله بشأن فرص التفاهم على بنود الوثيقة. وقال الناطق باسم الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة ل"الحياة"في اتصال هاتفي من القاهرة أمس، إن عباس سيلقي اليوم كلمة في الجامعة العربية يُطلع فيها أعضاء لجنة المتابعة على مجريات العملية التفاوضية والنتائج التي توصلت إليها. وأضاف أن"مواقف الأطراف الثلاثة المشاركة في قمة شرم الشيخ أمس جاءت متطابقة من مؤتمر أنابوليس". من جهة أخرى، أ ف ب نشرت صحيفة"هآرتس"الإسرائيلية للمرة الأولى أمس نسخة من مشروع الوثيقة، أظهرت الهوة القائمة بين مواقف الطرفين. وجاء في الوثيقة أن الفلسطينيين يرغبون في إبرام اتفاق سلام في غضون ثمانية أشهر أو بحلول نهاية ولاية بوش. لكن ملاحظة دونها الوفد الإسرائيلي على نص الوثيقة التي تحمل تاريخ 17 تشرين الثاني نوفمبر الجاري جاء فيها:"لا اتفاق على الجدول الزمني". وثمة اختلافات كذلك حول"مرجعية"المفاوضات المقبلة، ولا سيما مبادرة السلام العربية، كما يعارض الفلسطينيون أن يشير النص إلى أن إسرائيل"وطن الشعب اليهودي"، الأمر الذي يعني ضمناً التخلي عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين دفعوا إلى مغادرة ديارهم عند قيام إسرائيل في العام 1948. حتى أن تسمية النص تثير خلافات، ففي حين يتحدث الفلسطينيون عن"وثيقة مشتركة"تفضل إسرائيل تسمية"إعلان مشترك". وصاغ النص مفاوضون إسرائيليون وفلسطينيون خلال لقاء عقد في فندق كبير في القدسالمحتلة. وهو لا يتناول في شكل صريح القضايا الرئيسية للنزاع مثل حدود الدولة الفلسطينية المقبلة والاستيطان واللاجئين ومصير القدس. وأكد مسؤول فلسطيني رفض كشف هويته صحة النص الذي نشرته"هآرتس"، لكنه استدرك قائلاً إن"الأمور حققت تقدماً"منذ يوم صياغته. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إن المشاورات بين الفريقين المكلفين صوغ الوثيقة تشهد"صعوبات كبيرة". وأضاف أن"الاجتماعات استمرت حتى فجر الخميس من دون بلوغ اتفاق بسبب صعوبات كبيرة. وقد تستأنف المشاورات في واشنطن عشية أنابوليس". لكن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قال في مقابلة مع صحيفة"طوكيو شيمبون"إن"من الممكن نظرياً التوصل إلى اتفاق خلال ولاية بوش، لكن ذلك مستحيل عملياً".