دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان الحكومة البريطانية إلى التوقف فوراً عن ترحيل مشبوهين اجانب بالإرهاب إلى دولهم الأم باعتبار انه"لا يمكن الوثوق بوعود عدم تعذيبهم". جاء ذلك قبل بت مجلس اللوردات، أعلى سلطة قضائية في بريطانيا، في الأيام المقبلة دعوات استئناف رفعها عمر عثمان المعروف ب"أبو قتادة"المتهم بالارتباط بتنظيم"القاعدة"الذي تسعى لندن إلى ترحيله إلى الأردن، ومواطنان جزائريان. وأوضحت المنظمة أن الضمانات الديبلوماسية التي تسعى بريطانيا إلى جعلها وسيلة مقبولة لتجاوز أخطار ترحيل المشبوهين بالإرهاب"غير كافية، ولا تضمن عدم تعرضهم لتعذيب وسوء معاملة لدى إعادتهم إلى دولهم". وقالت جوليا هول، كبيرة مستشاري مكافحة الإرهابي في"هيومن رايتس ووتش"ان"المتهمين يجب ان يحاكموا في بريطانيا، في وقت لا يعد تعذيب وانتهاك المشبوهين بالإرهاب في الجزائروالأردن سراً، على رغم أن حكومتي البلدين تنفيان دائماً هذه المزاعم، كما أن لندن لا تملك أي سلطة بعد تسليمها أي شخص مبعد، ما يجعل وقف الترحيل الوسيلة الوحيدة لإنهاء الخطر الذي يواجهه هؤلاء". على صعيد آخر، أفادت صحيفة"ذي غارديان"بأن مواقع الخلاص"و"البُراق"و"الفردوس"على شبكة الإنترنت المرتبطة بمؤسسة"الفجر"، الجناح الإعلامي لتنظيم"القاعدة"، توقفت عن الإرسال منذ أيلول سبتمبر الماضي بعدما هاجمتها أجهزة استخبارات اميركية وبريطانية. وأوضحت الصحيفة أن المواقع الثلاثة خططت لبث اشرطة فيديو من اجل الاحتفال باعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، قبل أن تُعلن أنها توقفت عن البث بسبب مشاكل تقنية، مشيرة إلى أن هذه المواقع تخضع إلى رقابة كثيفة من وكالات استخبارات وأكاديميين يدرسون تحركات"القاعدة". وأضافت أن"الشكوك حول وجود حملة مقصودة لعرقلة عمل المواقع الثلاثة تعززت في اعقاب استمرار موقع رابع يحمل اسم الحسبة في العمل". الى ذلك، حذّر وزير الأمن البريطاني اللورد ويست من أن بلاده ستواجه خطر الشبان المسلمين المتطرفين الذين ترعرعوا في المملكة المتحدة ثلاثين سنة أخرى، وأن كسب المعركة ضدهم قد تستغرق عقوداً، معتبراً ان الأزمتين في العراق وأفغانستان ساهمتا في نشر أفكار التطرف في بريطانيا. ونسبت صحيفة"ديلي تلغراف"الى اللورد ويست قوله أمام لجنة برلمانية لشؤون الدفاع إن"وقف نشر أفكار التطرف بين أوساط المسلمين الشباب في بريطانيا سيستغرق 30 سنة، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي إقناع الشبان المسلمين بإدارة ظهورهم للأئمة الذين ينشرون الكراهية". وشدد على أن مساعي الحكومة فتح حوار مع المسلمين البريطانيين الشباب يمثل نقطة البداية، لكن الطريق لا يزال طويلاً في هذا المجال. وفي الولاياتالمتحدة، أعلن المحامي شون ماهر الذي يدافع عن الطالب الأميركي سيد هاشمي، اول متهم بالإرهاب تسلمه بريطانيا الى الولاياتالمتحدة ان موكله يواجه ظروفاً غير انسانية في سجنه. وأوضح ان موكله الذي اعتقل في مطار هيثرو بلندن في حزيران يونيو 2006 يمكث في زنزانة انفرادية فترة 23 ساعة يومياً، وذلك في انتظار محاكمته بتهمة دعم القاعدة عبر الاحتفاظ بأشياء مثل معاطف وجوارب واقية من المطر في شقته في لندن لاستخدامها في عمليات لمقاتلي القاعدة في افغانستان. ويقول ممثلو الادعاء ان القضية ضد هاشمي"خطيرة"، وإنه عضو في تنظيم"المهاجرون"الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له.