شنّت الولاياتالمتحدة هجوماً مضاداً على انتقادات أوروبية لأسلوب تعاملها مع المعتقلين في إطار حربها على الإرهاب، وذلك قبيل زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المنطقة الأسبوع المقبل وفي موازاة تقرير بريطاني أحصى أكثر من 300 طائرة استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي توقفت في أوروبا، بينما نشرت منظمة"هيومن رايتس ووتش"لائحة بأسماء"معتقلين أشباح"تحتجزهم واشنطن في الخارج، اتهمتها بتعذيب بعضهم. وبعد أسابيع من التزامها الصمت، غيّرت واشنطن استراتيجيتها إلى الدفاع عن بعض سياساتها في التعامل مع المعتقلين وتكذيب تقارير صحافية وحض الحلفاء على المساعدة في كسب الرأي العام العالمي. وأضافت فضائح السجون ضغوطاً جديدة إلى العلاقات بين ضفتي المحيط الأطلسي التي عملت إدارة الرئيس جورج بوش على إصلاحها هذا العام، بعد صدامها مع الحلفاء الأوروبيين التقليديين بسبب حرب العراق. وذكرت صحيفة"ذا غارديان"البريطانية استناداً إلى معطيات للسلطات الأميركية للطيران المدني أن اكثر من 300 طائرة استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية توقفت في أوروبا. وأفادت أن 26 طائرة استخدمت من جانب وكالة الاستخبارات المركزية في أوروبا. وسجلت 96 طائرة في ألمانيا و80 في بريطانيا. وسجلت رحلة واحدة في فرنسا وواحدة في النمسا. ولفتت الصحيفة إلى أن طائرات الاستخبارات الأميركية حلقت باستمرار في أجواء أوروبا الشرقية، وتوقفت 15 مرة في براغ عاصمة تشيخيا، وزادت:"سجّل توقف واحد في قاعدة زيماني الجوية شمال شرقي بولندا التي تضم سجناً سرياً لوكالة الاستخبارات المركزية". ونقلت تقارير أميركية وأوروبية معلومات تحدثت عن نقل أشخاص يشتبه بضلوعهم في الإرهاب إلى دول تمارس في شمال أفريقيا والشرق الأوسط على متن طائرات حلقت فوق أراض أوروبية أو توقفت فيها، منذ شباط فبراير الماضي. وأضيفت إلى هذه المعلومات اتهامات إلى"سي آي أي"بإقامة معتقلات سرية في أوروبا الشرقية. تفسيرات وطلب الاتحاد الأوروبي من الخارجية الأميركية تفسيراً للتقارير الإعلامية عن وجود سجون في أوروبا وعمليات نقل سرية لمشتبه فيهم عبر القارة لدول أجنبية للتحقيق معهم في إطار ما يعرف باسم سياسة تسليم المشتبه بهم. وفي إشارة محتملة إلى كيفية ردّ رايس على الرسالة الأوروبية، قال الناطق باسمها شون ماكورماك:"يمكن الافتراض أننا كحكومة نحترم سيادة أصدقائنا وحلفائنا، وأنا أفهم انه من الناحية النظرية القانونية أن عملية التسليم من الممارسات المعترف بها في النظام العالمي"، مشيراً إلى إن الواجب الأساسي للحكومات في المنطقة هو حماية مواطنيها وأشار إلى أن أجهزة مخابراتها قد تعاونت مع وكالة المخابرات المركزية ضد تنظيمات مثل القاعدة. ومن المستبعد أن تتناول رايس القضية بعينها نظراً إلى السياسة الأميركية الرافضة لمناقشة ما يتعلق بمعلومات الاستخبارات، لكنها ستحاول تغيير توجه الجدل الدائر في أوروبا حين تزور ألمانيا ورومانيا ومقر الاتحاد الأوروبي في بروكسيل الأسبوع المقبل. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية:"سنحاول أن نكون مباشرين قدر المستطاع في تذكير الرأي العام الأوروبي بأننا نخوض نوعاً مختلفاً من الحروب". وجاء التغير في الاستراتيجية الأميركية بعد شكوى مدير"سي آي أي"بورتر غوس مما آلت اليه الأمور، وقال:"الأمر خرج تماماً عن حدوده. قرأت بعض المزاعم في وسائل الإعلام بدت ببساطة خارجة عن كل حدود". اتهام للولايات المتحدة في غضون ذلك، اتهمت منظمة"هيومن رايتس ووتش"الولاياتالمتحدة باعتقال 26 شخصاً على الأقل في مواقع سرية في الخارج وحتى بتعذيب بعضهم. وفي تقرير حول"المعتقلين الأشباح"، ذكرت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أن هؤلاء متهمون بأعمال إرهابية ومعتقلون لمدد غير محددة ومن دون اتهام واتصال مع الخارج وحتى مع محام، وعدّدت أسماءهم استناداً الى معلومات نشرتها الصحف وتصريحات لمسؤولين أميركيين ومصادر أخرى. وقال جون سيفتن المسؤول عن عمليات البحث في المنظمة إن الرئيس بوش"يتحدث عن إحالة الإرهابيين إلى القضاء لكن أياً من هؤلاء لم يلاحق فعلياً"، مضيفاً:"إدارة بوش أثرت في شكل خطر على فرص ملاحقة المشبوهين قضائياً باعتقالهم بطريقة غير قانونية وإخضاع بعضهم للتعذيب والمعاملة السيئة". وأوضح تقرير المنظمة أن"مسؤولين في الحكومة الأميركية قالوا لصحافيين طالبين عدم كشف هوياتهم إن بعض هؤلاء المعتقلين تعرضوا للتعذيب أو لقوا معاملة سيئة جداً في السجون". لائحة "المعتقلين الأشباح" خالد الشيخ محمد كويتي: اعتقل في باكستان في آذار مارس 2003 ويعتقد بأنه مسؤول عن اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. أبو زبيدة فلسطيني: اعتقل في آذار مارس 2002، أحد كبار قياديي تنظيم"القاعدة". ابن الشيخ الليبي ليبي: أوقف في باكستان في تشرين الثاني نوفمبر 2001، ويشتبه بأنه قاد معسكراً للتدريب تابعاً لتنظيم"القاعدة". رمزي بن الشيبة يمني: أوقف في أيلول 2002، يشتبه بأنه كان عضواً في"القاعدة"وشارك في تدبير اعتداءات 11 أيلول. أقام في شقة واحدة مع أحد منفذي الاعتداءات. أبو فيصل: اعتقل في 2001. يعتقد بأنه عضو في"القاعدة". عبد العزيز: تنطبق عليه المعلومات نفسها. عبد الرحيم الشرقاوي يمني على الأرجح: اعتقل في 2002 يعتقد بأنه عضو في"القاعدة". عبد الهادي العراقي: اعتقل في 2002. يشتبه بأنه قاد أحد معسكرات تدريب"القاعدة". محمد الدربي يمني: يعتقد بأنه عضو في"القاعدة"ومتهم بالتورط في خطة لهجوم على ناقلة نفط غربية. عبد الرحيم الناشري: اعتقل في 2002 في الإمارات العربية ويعتقد بأنه قائد عمليات"القاعدة"في الخليج ومخطط الهجومين على المدمرة الأميركية"كول"وناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ في 2002. محمد عمر عبدالرحمن مصري: اعتقل في 2003 في باكستان. نجل الشيخ الضرير عمر عبدالرحمن الذي يمضي منذ 1995 عقوبة بالسجن في أميركا بعد إدانته بالتآمر لضرب أهداف في نيويورك. مصطفى الحوساوي سعودي: أوقف في 2003 في باكستان يشتبه بأنه المسؤول عن الشؤون المالية في"القاعدة". مجيد خان باكستاني: اعتقل في 2003 في باكستان. متهم بالتورط في مؤامرة تفجير محطات للوقود في الولاياتالمتحدة. ياسر الجزيري: اعتقل في 2003 في باكستان مرتبط بخالد شيخ محمد. علي عبدالعزيز علي باكستاني: أوقف في 2003 في باكستان. يشتبه بأنه حوّل أموالاً إلى منفذي اعتداءات 11 أيلول. وليد محمد بن عطاش سعودي: أوقف في 2003 في باكستان ويشتبه بأنه شارك في اعتداءات أيلول والاعتداء على"كول". عادل الجزائري جزائري: اعتقل في 2003 في باكستان. يعتقد بأنه كان أحد مساعدي أسامة بن لادن. حنبلي إندونيسي: اعتقل في 2003 في تايلاندا. يشتبه بأنه قريب من الجماعة الإسلامية آسيا و"القاعدة"وبأنه شارك في تفجيرات بالي وجاكرتا واعتداءات 11 أيلول. محمد نذير بن ليب ماليزي: اعتقل في 2003 في بانكوك. محمد فارق أمين ماليزي: اعتقل في 2003 في تايلاندا وعلى علاقة بحنبلي على ما يبدو. طارق محمود بريطاني-باكستاني: اعتقل في 2003 في باكستان لعلاقاته المفترضة مع"القاعدة". حسن غول باكستاني: اعتقل في 2004 في كردستان العراقية ويبدو انه على علاقة بأبي مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن. مساعد الاروشي باكستاني على الأرجح: اعتقل في حزيران 2004 في كراتشي. محمد نعيم نور خان باكستاني: اعتقل في 2004 في باكستان ويعتقد بأنه عضو في"القاعدة". احمد خلفات غيلاني تنزاني: اعتقل في 2004 في باكستان بتهمة التورط في الاعتداءين على السفارتين الأميركيتين في أفريقيا في 1998 . أبو فرج الليبي ليبي: اعتقل في 2005 في باكستان ويعتقد بأنه قائد عمليات في تنظيم"القاعدة".