أكد مسؤولون أكراد أمس أنهم قطعوا كل العلاقات والامدادات إلى"حزب العمال الكردستاني"المناوئ لتركيا، فيما اقترح رئيس الوزراء العراقي تشكيل لجنة عراقية - تركية - أميركية للحد من نشاطات الحزب التركي الناشط على الحدود الشمالية للعراق. وقال مدير دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان فلاح مصطفى ل"الحياة"إن"حكومة اقليم كردستان تطالب منذ زمن طويل ببناء علاقات ودية قائمة على أساس الاحترام والتعاون مع أنقرة. ونقوّم اللقاءات الأخيرة مع المسؤولين الأتراك بإيجابية عالية ونعتبرها خطوة في الطريق الصحيح". وعما إذا كانت هذه العلاقات ستؤدي الى تعاون من شأنه الحد من نشاطات"حزب العمال الكردستاني"في المنطقة، قال مصطفى إن"اقليم كردستان لا يؤيد أي تدخل في الشأن الداخلي التركي، والاقليم رفض ويرفض أن تكون أراضيه منطلقاً لشن عمليات مسلحة على أي دولة جارة وخصوصاً تركيا". وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قال ليل أول من أمس إن رئيس الوزراء نوري المالكي أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي بضرورة أن يعمل المسؤولون والمعنيون من كلا الجانبين على"إنهاء تهديد المتمردين الأكراد في شمال العراق". وأضاف الدباغ أن المالكي اقترح على اردوغان"تشكيل لجنة ثلاثية تضم العراقيين والأتراك والأميركيين لوضع خطط لإنهاء خطر حزب العمال الكردستاني لتركياوالعراق والمنطقة". وكان مبعوث الحكومة التركية مراد اوزجليك التقى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في بغداد يوم الثلثاء الماضي حيث بحثا في العلاقات بين الجانبين. حرس الحدود من جهته، قال الناطق باسم قوات حرس اقليم كردستان"البيشمركة"جبار ياور ل"الحياة"إن"اللقاءات الثنائية التي عقدها اقليم كردستان وتركيا في الفترة الأخيرة، والتحسن الملحوظ في العلاقات بينهما سيعقبه تحسن في الروابط بين الجانبين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية". وأضاف ياور أن"السلطات في اقليم كردستان العراق اتخذت ومنذ شهر شباط فبراير الماضي اجراءات عديدة لقطع أي صلات مع عناصر حزب العمال الكردستاني. فقد جرى تشييد جدار مسيج حول مناطق وجود هذه العناصر. كما منعت كل الامدادات اليهم، وقطعت عنهم كل الأواصر السياسية والاعلامية، فضلاً عن فرض اجراءات مشددة في المطارات والمنافذ الحدودية لكشف أي عنصر في الحزب أو مسؤول فيه أو أي من المرتبطين به". وختم ياور حديثه بالتأكيد على أنه"ليست هنالك أي علاقات لوجستية أو سياسية أو ما شابه ذلك بين اقليم كردستان العراق وحزب العمال الكردستاني"، مشيراً الى أن الاقليم يؤكد دائماً أهمية انتهاج طريق الحوار والحل السياسي لحل كل المشاكل. رد تركي وتصاعدت حدة التوتر بين اقليم كردستان وتركيا مطلع العام الجاري بسبب مسألة"حزب العمال الكردستاني"الذي يقاتل منذ ثمانينات القرن الماضي سعياً لإقامة"وطن للأكراد"جنوب شرقي تركيا. وتتهم أنقرة الاقليم الكردي بإيواء عناصر هذا الحزب على أراضيه، فيما ينفي الأخير ذلك ويؤكد أن المسألة لا تتعدى كونها مسألة داخلية تركية بحتة. ومدد البرلمان التركي في وقت سابق من شهر تشرين الأول أكتوبر الجاري التفويض الذي منحه للقوات التركية ب"شن عمليات عسكرية لملاحقة المتمردين خارج أراضي تركيا". ومن المنتظر أن يزور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العراق، بحسب مسؤولين حكوميين.