اخترقت طائرتان حربيتان مجهولتان أجواء إقليم كردستان العراق ودارتا في سماء المناطق الحدودية لبضع ساعات، فيما بحث الرئيس العراقي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تفعيل المجلس المشترك بين البلدين واستعداد أنقرة لبيع أسلحة لبغداد. وربط الأمين العام لوزارة «البيشمركة» (قوات أمن الإقليم) جبار ياور تحليق الطائرتين «بما تردده الحكومة التركية عن وجود مقار لحزب العمال الكردستاني في المنطقة والمخاوف التركية من وجود تحركات عسكرية»، لكنه شدد على أنه «ليست هناك أي تطورات على الأرض في المناطق الحدودية التي اعتاد سكانها على مثل هذا التحليق العسكري». وأكد ل «الحياة» أن «طائرات حربية وأخرى استكشافية بلا طيار تحلق في شكل شبه مستمر في أجواء المنطقة منذ العام 2007، حين كان هناك قصف مدفعي وجوي تركي على هذه المناطق». وحلقت الطائرتان منذ الساعة الثامنة من صباح أمس في أجواء مناطق سيدكان وباليان وسفح جبل قنديل على الحدود وبقيتا هناك لساعات. وكان الجيش التركي حصل على تفويض سابق من البرلمان بشن هجمات عسكرية عبر الحدود لملاحقة عناصر «حزب العمال الكردستاني» الذي يقاتل تركيا سعياً إلى إقامة وطن قومي للأكراد جنوبي البلاد. وساد الهدوء لبضعة أشهر على المناطق الحدودية الجبلية الوعرة بين إقليم كردستان العراق وتركيا، بعد اعلان الحزب وقف النار من جانب واحد الخريف الماضي، بينما تناقش تركيا إصلاحات سياسية مهمة قد تحسن وضع أكرادها. في سياق موازٍ، بحث الرئيس العراقي ورئيس الوزراء التركي في تفعيل المجلس المشترك الذي يترأسه رئيسا حكومتي البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية التي أكدا أنها ستشهد تطوراً محلوظاً في المرحلة المقبلة، فيما عرض أردوغان استعداد بلاده لبيع أسلحة للعراق وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي وتشجيع الاستثمارات. ويأتي اللقاء ضمن الزيارة التي يقوم بها طالباني لتركيا للمشاركة في قمة منظمة التعاون الاقتصادي بصفة مراقب، بعد إعادة انتخابه. وشدد أردوغان خلال اللقاء على أهمية تفعيل المجلس المشترك العراقي - التركي الذي يهتم بالقضايا المشتركة بين البلدين، وأبرزها ملف «حزب العمال الكردستاني»، مشيراً إلى أنه سيوفد وزير خارجيته أحمد داود اوغلو إلى بغداد للبحث في الموضوع، كما ابدى رغبته في تنشيط التعاون الخماسي المبرم بين العراق وتركيا وإيران وسورية والأردن.