أكدت مصادر أمنية ان أقوال الموقوفين في الجرائم التي استهدفت الجيش اللبناني في منطقة العبدة عكار وطرابلس شمال لبنان جاءت متطابقة على رغم عدم إجراء مقابلات بينهم، وأنهم أدلوا بمزيد من المعلومات في شأن الجرائم التي كانوا يخططون للقيام بها، أبرزها تفجير المقر العام لقيادة قوى الأمن الداخلي الكائن في محلة أوتيل ديو في الأشرفية، إضافة الى اعترافهم بفشل تفجير دلوين موضوع بداخلهما 10 كيلوغرامات من المتفجرات زرعوهما على الطريق المؤدي الى القاعدة العسكرية في مطار القليعات في عكار، التي يتخذ منها اللواء العاشر في الجيش اللبناني مقراً لقيادته. راجع ص 6 و7 وفي معلومات"الحياة"انه تم اكتشاف العبوتين الموضوعتين داخل الدلوين من طريق الصدفة، وعملت وحدات من سلاح الهندسة في الجيش على تعطيلهما. وبحسب المعلومات نفسها، اعترف أحد الموقوفين بأنه كان يستهدف بالعبوتين موكب قائد اللواء العاشر آنذاك العميد جان قهوجي الذي عُيّن لاحقاً قائداً للجيش بعد ترقيته الى رتبة عماد. وكشفت المصادر ان واضعي العبوتين خططوا لتفجيرهما في حزيران يونيو الماضي أي بعد شهر على تفجير عبوة بالقرب من مبنى للجيش في محلة العبدة. وأوضحت مصادر أمنية أن عدد الموقوفين في تفجيرات الشمال ارتفع الى خمسة، إضافة الى ثلاثة آخرين أوقفوا امس في جوار مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا للاشتباه بعلاقتهم مع تنظيم"فتح الإسلام"الإرهابي. وأكدت ان شقيق عبدالغني جوهر من ببنين الفار من وجه العدالة، لا يزال موقوفاً الى جانب شقيقته وزوجها، مشيرة الى ان الأول أوقف في طرابلس، فيما اوقفت شقيقته وزوجها في منزلهما في باب التبانة لدى دهمه من جانب قوة مشتركة من الجيش وقوى الأمن الداخلي فرع المعلومات لاعتقال عبدالغني الذي تمكن من الفرار. وقالت المصادر عينها ان توقيفهما تم بناء على إشارة النيابة العامة التمييزية بتهمة إخفاء معلومات عن المخطط الذي استهدف الجيش واقتناء سلاح غير مرخص مسدس ورشاش، إضافة الى كمية من القنابل اليدوية وحزام ناسف تعود جميعها الى عبدالغني المتواري عن الأنظار. وأوضحت ان شقيقة عبدالغني وزوجها اتهما ايضاً بتسهيل الاجتماعات التي كان يعقدها عبدالغني في منزلهما في باب التبانة للتحضير لعمليات التفجير، خصوصاً ان القوى الأمنية ضبطت في منزلهما خرائط عدة تتعلق بالأماكن التي كان يخطط لضربها. وأكدت المصادر ان شقيق عبدالغني كان على علم بما يقوم به شقيقه من خلال مواكبته للاجتماعات، وكشفت انه تم التوصل من خلال التحقيقات الى كشف منفذ جريمة حصلت في العبدة ضد شخص بذريعة انه يبيع مشروبات روحية وأن مرتكبها عبدالغني شخصياً بمشاركة فلسطيني قدم له التسهيلات. كما كشفت عن ان عبدالغني كان يخطط لتفجير حافلة ركاب عسكرية كبيرة تقل عادة 42 راكباً وهي في طريقها من طرابلس الى بيروت، مؤكدة انه وضع"السيناريو"لتفجيرها من خلال صعوده الى الحافلة في طرابلس مرتدياً بزة يرتديها العسكريون. وأكدت انه كان يخطط لتفجيرها بواسطة جهاز لاسلكي للتحكم من بعد، بعد ان يترك العبوة المخبأة في حقيبة يحملها بيده في الحافلة قبل ترجله منها. وأضافت ان عملية التفجير التي كان ينوي القيام بها شبيهة بتلك التي نفذها في ساحة التل في طرابلس ضد تجمع للعسكريين في 13 آب اغسطس الماضي، قبل ساعات من توجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى دمشق للقاء نظيره السوري بشار الأسد. وعلمت"الحياة"ان الأجهزة الأمنية تمكنت من التقاط صور لعبدالغني اثناء وجوده في ساحة التل قبل دقائق من حصول التفجير، وظهر في إحدى الصور مرتدياً بزة عسكرية ومتوجهاً الى مكان تجمع العسكريين ثم يظهر لاحقاً في صورة ثانية وهو يغادر المكان بعدما وضع الحقيبة وبداخلها المتفجرات بين الجنود وبيده كوب من الشاي وكعكة حصل عليهما من بائع يقف في المكان نفسه. وعلم ايضاً ان شقيقه وشقيقته وزوجها وأحد الموقوفين تعرفوا الى صوره وهو بالبزة العسكرية ووقعوا عليها، علماً انهم لم يكونوا موقوفين في المكان نفسه عندما عُرضت عليهم الصور. وبالنسبة الى المكان الذي أحضر عبدالغني المتفجرات منه لاستهداف العسكريين، علمت"الحياة"انه أحضر كمية منها زنتها خمسين كيلوغراماً من مخيم عين الحلوة، ونقلها الى مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، وأن اثنين من المطلوبين من"فتح الإسلام"في عين الحلوة أمّنا المتفجرات وهما أسامة الشهابي ومحمد عوض، والأخير ورد اسمه في لائحة المطلوبين في جريمة محاولة تفجير عبوة ضد القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان يونيفيل اثناء مرور عناصر فيها فوق جسر القاسمية عند مدخل صور. وفي شأن تفجير العبوة ضد حافلة للجيش اللبناني في شارع البحصاص في طرابلس في 29 ايلول سبتمبر الماضي، علمت"الحياة"ان جوهر وضعها على دراجة نارية كان احضرها له أحد المتهمين الفلسطينيين من مخيم البداوي. وفي ردود الفعل على توقيف أفراد من الخلية الإرهابية، صدر عن آل جوهر في ببنين عكار، مسقط المتواري عن الأنظار، بيان أكد ان العائلة"التي قدمت فداء الوطن خيرة شبابنا المعاون في الجيش اللبناني الشهيد بسام خضر جوهر وسقوط جريحين من أفراد العائلة جنباً الى جنب مع الشهداء العسكريين الأبرار اثناء تأدية واجب الدفاع عن الوطن في أحداث مخيم نهر البارد ضد الفئة الضالة فتح الإسلام، ترفع الغطاء عن أي شخص لا سيما المدعو عبدالغني علي جوهر وتدعوه الى تسليم نفسه الى القضاء والأجهزة الأمنية، ولنا ملء الثقة في نزاهتها وصدقيتها". بدوره أكد وزير الداخلية زياد بارود بعد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن المركزي، ان التوقيفات أتت نتيجة تنسيق دقيق وعال بين مختلف الأجهزة الأمنية، لافتاً الى ان التحقيقات لم تنته وهي مستمرة بإشراف القضاء. ورأى بارود ان كشف الخيوط لا يلغي التهديد القائم"لذلك ستبقى الأجهزة الأمنية على جاهزيتها التامة، لمنع حصول ما يخشى حصوله من تهديدات، لكن هذا لا يعني ان ليس هناك نتائج ملموسة على مستوى التحقيق".