طلب النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا عقوبة تصل الى الإعدام بحق 27 لبنانياً وخمسة آخرين فارين، في قضية اشتراكهم في تفجير عبوة ناسفة استهدفت الجيش اللبناني في محلة التل في طرابلس في 13 آب (أغسطس) عام 2008 وأدت الى استشهاد عشرة جنود وجرح آخرين. كما طلب ميرزا عقوبة السجن من 3 الى 15 عاماً ل12 آخرين أخلي سبيلهم قدموا مساعدات لوجستية لهذه المجموعة التي يرأسها المتهم الفار عبدالغني جوهر، فيما منع المحاكمة عن آخرين لانعدام الدليل. وكان القاضي ميرزا أبدى أمس مطالعته في القضية وأحالها الى المحقق العدلي القاضي نبيل صاري لإصدار قراره الاتهامي الذي يحال بموجبه المتهمون أمام المجلس العدلي. وتكشف المطالعة وقائع عمليات التفجير التي كان ينوي عبدالغني جوهر تنفيذها بمساعدة أفراد الخلية «التي اكتسبت عقلية التكفير للأنظمة والحكومات وأصبح هدفها محاربة وضرب أعداء الدين أينما وجدوا وتحديداً في لبنان، وكان الجيش اللبناني من أهدافها». وتصف جوهر بأنه «مسؤول تنظيم فتح الإسلام في الشمال وقد كان يخطط لاستهداف المقر العام لقوى الأمن الداخلي، واغتيال المدير العام اللواء أشرف ريفي وكذلك استهداف دوريات لقوات يونيفيل على الحدود». ويروي أحد المتهمين كيفية قيام عدد من المدعى عليهم بتهريب شاكر العبسي وسبعة آخرين من «فتح الإسلام» الى سورية عبر إيوائهم أولاً في مخيم البداوي ومن ثم نقلهم الى الحدود في سيارة بيك آب محملة بأحجار الباطون. وتطرقت المطالعة الى ما أفاد به أحد المتهمين من أنه سمع من العبسي أثناء اختبائه في البداوي، أن محمد عبدالرحمن عوض الملاحق غيابياً، أبلغه عبر اتصال هاتفي بأن مجموعته نفذت بنجاح جريمتي اغتيال اللواء فرنسوا الحاج والنقيب وسام عيد. وتستعرض المطالعة وقائع حادثة التفجير في التل، حيث كان عبدالغني جوهر يرتدي بزة عسكرية وقام بدس حقيبة مملوءة بالمتفجرات داخل حقائب العسكريين الذين كانوا ينتظرون الحافلة لتقلهم الى أعمالهم، ومن ثم ابتعاده عن المكان والضغط على جهاز التفجير، وأن السعودي عبيد مبارك القفيل أحد عناصر «فتح الإسلام» والملاحق غيابياً، ساعد جوهر في العملية ويعتقد انه قتل خلال تنفيذه عملية انتحارية في سورية. ويقول أحد الموقوفين محمد عزام أن جوهر كان ينوي قتل ريفي وكلفه بمراقبة منزله في طرابلس، كما نقل آخر عن جوهر أنه كان يتردد الى مخيم عين الحلوة لتأمين المال والسلاح ويجتمع مع أمير «تنظيم القاعدة» أسامة الشهابي. وقد شارك عدد من المتهمين في نقل متفجرات وأسلحة وإخفائها، وإدخال شخصين كانا يقاتلان في العراق بطلب من جوهر الى لبنان، فضلاً عن حضورهم حلقات دينية تدعو الى تكفير الدولة ومحاربة الجيش والنظام العلماني، وتلقيهم دروساً حول كيفية صنع المتفجرات وكيفية تفخيخ الرسائل. وضبطت بحوزة أحدهم خطيطة تعود لمقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والطرق المؤدية إليها، وكذلك لثكنتي فردان وبربر الخازن، وأن جوهر كان ينوي تفجير هذه المقرات. وطلب منع المحاكمة عن 16 آخرين لانعدام الدليل، وتسطير مذكرات تحرٍ عن أكثر من 20 شخصاً.