بعد أسبوع من الهجوم المباشر على المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية باراك أوباما،"غرق"الجمهوريون في استطلاعات الرأي على وقع ما وصفه المحللون ب"التسونامي المالي"، نسبة الى كارثة أمواج المد التي أغرقت مناطق واسعة في جنوب شرقي آسيا عام 2004. وقبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، حقق أوباما أمس القفزة الأكبر في الاستطلاعات منذ بدء السباق الى البيت الأبيض، متقدماً على منافسه الجمهوري جون ماكين ب11 نقطة، ما يرجح احتمال انتصار ساحق للديموقراطيين لم يعرفوا مثله منذ فوز الرئيس السابق جيمي كارتر بالرئاسة عام 1976. وسجل المرشح الديموقراطي اختراقات في معظم الكتل الانتخابية، وبينها الأقليات، وحتى في بعض صفوف الانجيليين الذين تحولوا عن تأييدهم التقليدي للحزب الجمهوري، نتيجة خيبة أملهم بسياسات إدارة الرئيس جورج بوش. يضاف ذلك الى تقدم أوباما في أوساط الكاثوليك بفارق 11 نقطة عن ماكين، علماً ان الصوت الكاثوليكي حاسم في ولايات مثل بنسلفانيا ونيو هامبشير، وكان الديموقراطيون خسروه عام 2004 راجع ص 8. وأظهرت الاستطلاعات تأييداً لأوباما نسبته 52 في المئة مقابل 41 في المئة للسناتور الجمهوري، وبذلك تخطى المرشح الديموقراطي سقف الخمسين في المئة للمرة الأولى منذ بدء السباق. وانخفضت أسهم ماكين في المزايدات الانتخابية، خصوصاً في موقع"ريل ترايد ماركت"الايرلندي المعروف بدقة نتائجه، حيث توقع 21 في المئة فوز الجمهوريين في 4 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، مقابل 79 في المئة لأوباما، وهي النسب الأعلى له طيلة الحملة. وجاءت نتائج الاستطلاعات سلبية للجمهوريين، على الرغم من اطلاقهم حملة إعلانية مكثفة للنيل من سمعة أوباما، وآخرها اتهامه بمصادقة شخصيات مثيرة للجدل من مدينة شيكاغو مثل رجل الأعمال توني رزقو الذي يخضع للمحاكمة وبيل آريز الزعيم اليساري المتطرف سابقاً ووليام دايلي أحد أثرياء المدينة، كما لمحت الحملة الجمهورية الى تعاطي أوباما المخدرات وهو في سن المراهقة. ولم تؤد هذه الاستراتيجية الى وقف تراجع ماكين في معظم الولايات الحاسمة، خصوصاً أوهايو وفلوريدا وفرجينيا ونورث كارولينا، ما يجعل من المستحيل على الجمهوريين الفوز حسابياً من دون حصد تلك الولايات بالكامل في الرابع من الشهر المقبل. وعززت نتائج الاستطلاعات الثقة لدى حملة أوباما التي أبقت التركيز على الهمّ الاقتصادي وربط ماكين بسياسات بوش، كما"اشترت"نصف ساعة من البث يومياً في أوقات الذروة على الشبكات التلفزيونية في الأسبوع الأخير قبل التصويت، وهي خطوة لم يقدم عليها الا المرشح الثري روس بيرو عام 1992. ونفت الحملة الديموقراطية أمس تقريراً أوردته"واشنطن تايمز"القريبة من الجمهوريين، يشير الى أن أوباما حاول التدخل في المفاوضات الجارية مع العراق بشأن الاتفاق الأمني، وطلب من الجانب العراقي تأجيل بت الأمر الى حين تسلم الرئيس الجديد السلطة أواخر كانون الثاني يناير المقبل. وأكدت أوساط أوباما أنه يؤيد جهود التوصل الى اتفاق مع بغداد قبل نهاية السنة.