تفقد فريق من الشرطة الجنائية البريطانية "سكتلنديارد" الذي حضر الى باكستان لمساعدتها في التحقيق في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة زعيمة المعارضة بنازير بوتو أمس مكان الجريمة في ضاحية روالبندي، وتفحّص السيارة التي لقيت فيها حتفها. وضم الفريق خمسة خبراء في مكافحة الإرهاب والطب الشرعي وصلوا أول من أمس الى إسلام آباد بطلب من باكستان، فيما يأمل الرئيس برويز مشرف بوضع حدّ للجدل حول مقتل بوتو في هجوم انتحاري في 27 كانون الأول ديسمبر الماضي بعد تجمّع انتخابي. وكان مشرف أعرب عن"ارتياحه التام"للتحقيق المحلي، مؤكداً ان الحكومة أو أجهزة الاستخبارات لم تحاول إخفاء"أسرار". لكنه أبدى امتعاضه لتنظيف أجهزة البلدية مكان الجريمة بخراطيم المياه مباشرة بعد عملية الاغتيال. وتبدو مهمة"سكتلنديارد"صعبة خصوصاً ان الثغرات الاجرائية والأخطاء التي ارتكبتها السلطات على الأقل في مجال الاتصالات كانت فاضحة. ويعتبر فريق بوتو ان مهمة سكتلنديارد"لا معنى لها". وندد فرحة الله بابار الناطق باسم"حزب الشعب"الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو, بواقع"ان مشرف قال بنفسه انه لن يسمح لفريق سكتلنديارد باستجواب الذين نشك فيهم. وهو بذلك يحدّ من عمله مسبقاً". وتتهم إسلام آباد جماعات مرتبطة بتنظيم"القاعدة"بسمؤوليتها عن الجريمة، فيما يتحدث فريق بوتو عن خيط يقود الى مسؤولين كبار قريبين الى دوائر الحكم وأجهزة الاستخبارات، وفق ما أعلنه زوجها آصف علي زرداري الرئيس المساعد لحزب الشعب الذي توجه أمس الى دبي لزيارة أفراد أسرته، على أن يعود سريعاً الى باكستان وفق ما أكده قيادي في الحزب"للإعداد للانتخابات التشريعية"، التي تأجلت الى 18 شباط فبراير المقبل. ووسط الجدل الذي يسود الشارع الباكستاني، استقال الجنرال المتقاعد جان علي أوركزي حاكم إقليم بيشاور المحاذي للحدود مع أفغانستان. وأكدت مصادر شبه رسمية في بيشاور ل"الحياة"ان أوركزي استقال بعد رفضه شن الجيش حملة عسكرية واسعة في مناطق كوهات ودرة أعظم خيل ومديرية أوركزي القبلية، التي يتحدّر منها. وطالب الحكومة المركزية بتغيير سياستها والعمل على إيجاد نوع من التفاهم مع المقاتلين المحليين وزعماء القبائل الباكستانية حتى يعم الاستقرار، بدلاً من المواجهات التي قادها الجيش لوقف تمدد حركة"طالبان"في المنطقة. وأبلغ مواطنون في كوهات"الحياة"هاتفياً أنهم رأوا تعزيزات للجيش تمهيداً لمحاصرة المقاتلين القبليين في منطقة درة أعظم خيل حيث توجد مصانع أسلحة تملكها القبائل. ويعتبر الجنرال أوركزي العقل المدبر لاتفاقات السلام التي توصلت إليها الحكومة الباكستانية مع المقاتلين القبليين في شمال وزيرستان وجنوبها ومديرية باجور. ويتوقع أن يخلف أويس غني خان حاكم إقليم بلوشستان الجنرال أوركزي في منصبه. وهو يتحدّر من منطقة بيشاور، وترأس حركة الإنصاف التي يتزعمها عمران خان في إقليم بيشاور قبل الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال مشرف ضد حكومة نواز شريف العام 1999. غير أن الحكومة المركزية استمالته وعيّنته وزيراً فيها ثم حاكماً لإقليم بلوشستان، على رغم اعتراضات القوميين البلوش على تولي المنصب شخصية من خارج الإقليم، ما يخالف العرف المعمول به في باكستان. لكن ما يميز غني خان، بحسب محللين باكستانيين، عدم اعتراضه على أي سياسة تنتهجها الحكومة المركزية أو الجيش في المناطق التي عُيّن فيها حاكماً. ويتهمه القوميون البلوش بالمشاركة والموافقة على مقتل زعيمهم نواب أكبر. على صعيد آخر، قتل 10 باكستانيين، سبعة منهم من عائلة واحدة، وجرحت امرأة أمس خطأ نتيجة القصف المدفعي ضد مواقع في وادي سوات، تشتبه القوات الحكومية أن متشددين يختبئون فيها. وأعلنت السلطات الباكستانية حظراً موقتاً للتجول في المنطقة معقل أنصار رجل الدين المتشدد القريب من"القاعدة"مولانا فضل الله، الذي يسعى للسيطرة على المنطقة وإقامة حكم الشريعة الإسلامية. ==