يمني "نسر قرطاج" مهاجم النجم الساحلي ومنتخب تونس لكرة القدم الصاعد محمد أمين الشرميطي النفس بالتحليق عالياً في سماء نهائيات كأس امم أفريقيا السادسة والعشرين. ويعقد المنتخب التونسي آمالاً كبيرة على هذا النجم الواعد البالغ من العمر 20 عاماً، الذي ابلى بلاءً حسناً في مسابقة دوري ابطال افريقيا، وقاد فريقه الى انجاز تاريخي بإحراز اللقب الذي تخلو خزائنه منه على حساب الأهلي المصري حامل اللقب في عامي 2005 و2006، معوضاً فشل النجم الساحلي في بلوغ قمة المسابقة مرتين متتاليتين عامي 2004 امام انييمبا النيجيري و2005 امام الأهلي بالذات. وتوّج الشرميطي هدافاً للمسابقة برصيد 8 أهداف، بينها الهدف الثاني في إياب الدور النهائي 3-1. ويتميز الشرميطي بمراوغاته السريعة والمتنوعة وبقتاليته في اللعب، ما جعل التونسيين يلقبونه بپ"مارادونا تونس". ومن المتوقع أن يخوض الشرميطي مباراة منتخب بلاده الحاسمة امام أنغولا في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة بعدما غاب عن المباراتين الأوليين بسبب الإيقاف، لطرده في المباراة الاخيرة لتونس في التصفيات امام مضيفها السودان 2-3 في الخرطوم. ولم يخف الشرميطي رغبته في اللعب في أوروبا، وقال:"لقد بلغت هدفي في القارة السمراء من خلال إحراز لقب مسابقة دوري ابطال أفريقيا. الآن أفكر في أوروبا وأمامي تحد كبير يجب علي رفعه". وبحسب الصحف التونسية، فإن أندية أوروبية عدة عبّرت عن رغبتها في التعاقد مع الشرميطي، أبرزها مرسيليا الفرنسي ومواطنه رين وهرتا برلين الألماني. لفت الشرميطي الأنظار مع فريقه شبيبة القيروان، إذ تعلم مبادئ الكرة المستديرة في مدرسته، قبل ان يوقع اول عقد احترافي في مسيرته مع النجم الساحلي وعمره 18 عاماً. لم تكن بداية الشرميطي مع النجم الساحلي سهلة في ظل المنافسة القوية التي واجهها من زميله في المنتخب حالياً ياسين الشيخاوي المحترف في صفوف اف سي زيوريخ السويسري، إضافة إلى شك جماهير النادي في مؤهلاته. وكان لمدرب النجم الساحلي سابقاً فوزي البنزرتي اليد الطولى في تألق الشرميطي عندما نقله من قلب مهاجم الى جناح أيمن، فلم يتأخر في التألق وإبهار المتتبعين بمن فيهم مدرب المنتخب التونسي الفرنسي روجيه لومير، الذي لم يتوان في استدعائه الى التشكيلة، فكان خير خلف لأحسن سلف مهاجم الكويت الكويتي زياد الجزيري الغائب عن العرس القاري لابتعاده عن مستواه، ومهاجم الترجي علي الزيتوني المصاب. ويقول عنه البنزرتي مدرب المنتخب الليبي حالياً:"يملك الشرميطي موهبة رائعة كل ما كان بحاجة إليه هي الثقة وقد خولته إياها، فلم يتأخر في التألق ولم يخيب ظني فيه". وسار مدرب النجم الساحلي الجديد الفرنسي برنار لومارشان على خطى سلفه البنزرتي، ومنح بدوره الثقة للشرميطي، فرد له الاخير الدين بتسجيل أهداف حاسمة سواء في الدوري المحلي أم في مسابقة دوري ابطال أفريقيا. ويقول الشرميطي عن تجربته مع لومارشان:"علمني لومارشان كيف أركز امام المرمى. كما علمني ان الكلمة الأخيرة في المباريات الكبيرة تعود الى الفوارق الصغيرة". وعلى غرار تألقه مع ناديه، لم يحتج الشرميطي لأكثر من مباراة مع منتخب بلاده للإعلان عن نفسه، فضرب بقوة في اول مباراة له مع المنتخب التونسي، عندما استدعاه لومير لمواجهة سيشل في تصفيات امم أفريقيا الحالية في الثاني من حزيران يونيو الماضي، وأسهم بشكل كبير في الفوز الساحق 4 - صفر وسجل هدفاً. بيد ان الهدف الذي أسال مداد كثير من الأقلام في المنابر الإعلامية، كان الهدف الثاني في مرمى الأهلي في الدقيقة الاخيرة من إياب الدور النهائي في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر الماضي في القاهرة، الذي وجّه به ضربة قاضية لأصحاب الأرض في محاولتهم قلب النتيجة والاحتفاظ باللقب. وأكد المدافع سيف غزال قائد النجم الساحلي ان"المدافعين يستهينون كثيراً بالشرميطي لنحافة جسمه 66 كلغ و1.76م ولا يراقبونه بجدية، في الوقت الذي يستغل هو إهمالهم وينسل بسرعة ليهز الشباك".