تعتبر النسخة الپ26 من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم في غانا من 20 كانون الثاني يناير الجاري الى 10 شباط فبراير المقبل بمثابة تحدٍ بالنسبة الى مدرب تونس الفرنسي روجيه لومير لرد الاعتبار الى الكرة التونسية وقيادتها الى احراز اللقب لتعويض خيبة امل مونديال 2006 ونهائيات مصر في العام ذاته. ويدرك لومير جيداً ان فشله في تحقيق نتائج في مستوى تطلعات المسؤولين والجماهير التونسية قد يكلفه منصبه، وهو الذي شنت عليه انتقادات لاذعة، سواء من وسائل الاعلام المحلية او الجماهير التونسية بسبب تراجع مستوى المنتخب التونسي وتأهله بصعوبة الى النهائيات بحلوله ثانياً في تصفيات المجموعة الرابعة خلف السودان، وانتظر نتائج المنتخبات الاخرى صاحبة المركز الثاني في مجموعته لحجز بطاقته باعتباره احد افضل 3 منتخبات حلت وصيفة في التصفيات. ومنذ تعاقده مع الاتحاد التونسي عقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معاً، لم يسلم لومير من الاصطدامات بوسائل الإعلام المحلية وكانت نهائيات امم افريقيا عام 2004 في تونس التي نال"نسور قرطاج"وهو لقب المنتخب التونسي، لقبها السبب في اعادة الامور الى نصابها بين الطرفين، لكنها سرعان ما عادت الى نقطة الصفر بعد الخروج من الدور الاول لمونديال المانيا. يذكر ان لومير هو ثالث مدرب فرنسي ينال اللقب القاري بعد مواطنيه كلود لوروا مع الكاميرون عام 1988 وبيار لوشانتر مع الكاميرون ايضاً عام 2000. كما ان لومير هو اول مدرب ينال لقبين قاريين بطولة امم اوروبا مع منتخب بلاده عام 2000 في بلجيكا وهولندا، وبطولة امم افريقيا عام 2004 مع تونس. وقال لومير عشية سفر المنتخب التونسي الى غانا:"مرت علينا فترات عصيبة في الآونة الاخيرة بسبب الضغوطات التي تمت ممارستها علينا، فأنا واللاعبون ندرك جسامة المسؤولية، وسنرفع التحدي لنثبت للجميع باننا نملك منتخباً قوياً قادراً على حصد الالقاب". وأضاف:"ستكون تونس بين المرشحين لاحراز اللقب القاري. غانا ومصر وساحل العاج والسنغال، وتونس مرشحة بقوة للظفر بلقب كأس أمم أفريقيا". وأوضح ان"الهدف الاول في غانا هو تخطي الدور الاول"معترفاً بأن التشكيلة"تغيرت كثيراً عن سابقتها في الاعوام الاخيرة". وأشار الى ان نهائيات غانا"تعتبر اختباراً جدياً بالنسبة إلينا، خصوصاً تخطي الدور الاول. ولن تكون المهمة سهلة امام منتخبات ذات مستوى عال. واعتبر مهاجم تولوز الفرنسي سيلفا دوس سانتوس ان مجموعة بلاده متجانسة، مضيفاً:"في رأيي السنغال هي الأفضل حظاً، لكن جنوب أفريقيا التي تستعد لاستضافة المونديال، ستسعى لابراز نفسها، في حين ان انغولا أظهرت تطوراً كبيراً، خصوصاً خلال مونديال المانيا"، إذ تأهلت الى الدور ثمن النهائي. وتابع:"اما بالنسبة لتونس، فأعتقد انها ستتأهل الى الدور ربع النهائي على رغم اننا عانينا خلال التصفيات، ولم نكن مقنعين، لأننا أنهينا التصفيات خلف السودان المجموعة الرابعة. لم يرتق مستوانا الى المطلوب لكن الأفضلية التي نتمتع بها هي أننا نعرف خصومنا". وغير المنتخب التونسي جلده كثيراً مقارنة مع تشكيلته التي أبلت البلاء الحسن في السنوات الاخيرة، ويبقى ابرز الغائبين المهاجم المشاكس زياد الجزيري الذي يلعب حالياً مع الكويت الكويتي، الى جانب حاتم الطرابلسي الذي اعتزل اللعب دولياً وخالد بدرة وعادل الشاذلي، إضافة الى علي الزيتوني المصاب. ويعول لومير كثيراً على لاعبي النجم الساحلي الذين حققوا انجازاً تاريخياً بتتويجهم ابطالاً لمسابقة دوري ابطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري حامل اللقب في العامين الأخيرين، في مقدمهم المهاجم الصاعد امين الشرميطي ورباعي خط الدفاع صابر بن فرج وسيف غزال ومهدي مرياح ورضوان الفالحي. ويبقى مدافع برمنغهام الانكليزي راضي الجعايدي الوحيد بين الحرس القديم للمنتخب التونسي سيكون حاضراً في غانا، الى جانب جوهر المناري نورمبرغ الالماني وكريم حقي باير ليفركوزن الالماني.