سيكون الصراع ثلاثيا بين منتخبات تونس والكاميرون والغابون من أجل الظفر ببطاقتي المجموعة الرابعة في النسخة السابعة والعشرين من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم في انغولا من 10 الى 31 يناير الحالي.وحققت المنتخبات الثلاثة عروضا رائعة في التصفيات وان كانت الكاميرون المستفيد الاكبر لانها حجزت بطاقتها الى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا الصيف المقبل، فيما سقطت تونس في الجولة الاخيرة امام موزامبيق صفر-1 واكتفت بالمشاركة في كأس الامم الافريقية على غرار الغابون التي ذاقت المر من الكاميرون التي فازت عليها ذهابا وايابا في وقت كان الغابونيون اصحاب الصدارة في المجموعة. ويخوض المنتخب التونسي النهائيات بقيادة مدربه الجديد المحلي فوزي البنزرتي بعد اقالة البرتغالي هومبرتو كويليو.ويملك البنزرتي خبرة كبيرة في التدريب وهو صنع امجاد الترجي في التسعينيات عندما قاده الى عدة القاب محلية وافريقية وافرو-اسيوية منها كأس إلاندية الافريقية (دوري ابطال افريقيا حاليا) عام 1994، كما قاد النجم الساحلي وقاده الى اللقب المحلي ايضا. ويهدف البنزرتي الى قيادة تونس للتألق مجددا في العرس القاري على غرار ما فعلته على ارضها عام 2004 وتوجت باللقب للمرة الاولى في تاريخها على حساب المغرب 2-1، كما انه يمني النفس بالتألق في النسخة الحالية من الكأس القارية والتي فشل في بلوغ نهائياتها مع المنتخب الليبي حيث تمت اقالته بمجرد الخسارة امام الغابون بالذات بنتيجة واحدة ذهابا وايابا صفر-1، وبالتالي فهو يملك الفرصة لرد الاعتبار من الاخيرة. واكد البنزرتي ارتياحه للاجواء التي جرى فيها المعسكران التدريبيان في سوسة وابو ظبي، مشيرا الى ان جميع اللاعبين مصممون على تحقيق افضل النتائج لمصالحة الجماهير التونسية بعد صدمة الخروج من المونديال. واوضح البنزرتي انه بذل مجهودات كبيرة من اجل اعادة الثقة الى نفوس اللاعبين (الذين لا يزال المستقبل امامهم خصوصا وان اغلبهم من الشباب). واستدعى البنزرتي الى التشكيلة ولاول مرة يوسف المساكني (الترجي الرياضي) وأحمد العكايشي (النجم الساحلي)، وقال :لقد وجهت الدعوة كما اعلنت سابقا للاعبين الاكثر جاهزية والذين يلعبون كأساسيين في فرقهم ويحدوهم عزم كبير على البروز مع المنتخب. كما افكر في مستقبل المنتخب وهو ما جعلني امنح الفرصة لعدد من اللاعبين الشباب الواعدين على غرار المساكني والعكايشي وحارس النادي البنزرتي فاروق بن مصطفى الذي يتألق مع فريقه وهو يملك مؤهلات تخوله ان يصبح احد ابرز الحراس في تونس. اما في ما يخص اللاعبين المحترفين خارج تونس استدعى البنزرتي كلا من امين الشرميطي (اتحاد جدة السعودي) وشوقي بن سعادة (نيس الفرنسي) ورضوان الفالحي (ميونيخ 1860 الالماني) وكريم حقي (هانوفر الالماني) وعصام جمعة (لنس الفرنسي) وحسين الراقد (سلافيا براغ التشيكي)، فيما انسحب فهد بن خلف الله (فالنسيان الفرنسي) في اللحظة الاخيرة دون الكشف عن الاسباب.واوضح الاتحاد التونسي في بيان له (لقد وجهنا له دعوة رسمية للمشاركة في نهائيات كأس الامم الافريقية، كما بعثنا له بتذكرة الطائرة)، لكنه ابلغ مدرب المنتخب فوزي البنزرتي بعدم مشاركته دون اعطاء توضيحات لذلك. واضاف الاتحاد التونسي :لا يمكننا اجبار اي لاعب على الدفاع عن الوان تونس رغما عنه، دون ان يشير الى احتمال اتخاذ عقوبات بحق اللاعب الذي كان اعرب عن امله في المشاركة في نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا والتي فشلت تونس في بلوغها بخسارتها امام موزامبيق في الجولة السادسة الاخيرة. يذكر ان بن خلف الله خاض 8 مباريات مع المنتخب التونسي اولها في 6 سبتمبر 2008 امام بوركينا فاسو، وسجل هدفا واحدا حتى الان مع (نسور قرطاج) وكان في مرمى سيشل (5-صفر) في 11 اكتوبر 2008.وتعلق امال التونسيين على لاعبي الخبرة في صفوفه وتحديدا بن سعادة وحقي والفالحي والراقد وهدافه في التصفيات عصام جمعة والشرميطي (اتحاد جدة السعودي). واوقعت القرعة مجددا تونس في مواجهة الكاميرون وكانت خرجت على يد الاخيرة في النسخة السابقة في غانا 2-3 بعد التمديد، وهي بالتأكيد ستسعى الى الثار لكن شتان بين تونس 2008 والمنتخب الحالي، كما ان الكاميرون بقيادة مدربها الفرنسي بول لوغوين منتشية بتاهلها الى المونديال ومعنويات لاعبيها عالية جدا ويرغبون بدورهم محو خيبة امل النسخة الاخيرة عندما خسروا امام مصر صفر-1 في الدقائق الاخيرة وحرموا من اللقب الخامس في تاريخهم. ونجح لوغوين في اعادة الكاميرون الى سكة الانتصارات بعد بداية متعثرة في التصفيات وتحديدا في المباراتين الاوليين امام توغو صفر-1 بقيادة المدرب الالماني اوتو بفيستر والمغرب صفر-صفر بقيادة حارس مرماه الدولي السابق توماس نكونو، فتعاقد الاتحاد الكاميروني مع لوغوين الذي قاده الى الفوز في المباريات الاربع التالية وحجز بطاقة المجموعة الى النهائيات. ولم يتأخر الاتحاد الكاميروني في تمديد عقد مدربه الفرنسي حتى اغسطس المقبل اي بعد نهائيات كأس العالم.ولم يخف لوغوين اهدافه وقال :بالنسبة لي، الهدف الاساسي هو نهائيات كأس العالم، وبعد ذلك فانا واع جيدا لما تمثله كأس الامم الافريقية الى الشعب الكاميروني.وتملك الكاميرون الاسلحة اللازمة للقبض على الكأس القارية في مقدمتها احد افضل الهدافين في العام مهاجم انتر ميلان الايطالي صامويل ايتو هداف النسخ الثلاث الاخيرة للنهائيات القارية وحامل الرقم القياسي في عدد الاهداف في تاريخها عندما رفعه الى 16 هدفا في غانا. واكد ايتو المرشح الى احراز لقب افضل لاعب في القارة السمراء للمرة الرابعة في تاريخه، انه جاء الى انغولا من اجل العودة بالكأس الثالثة في مسيرته بعد لقبي 2000 و2002، وقال :كنا على وشك التتويج في غانا، والان امامنا فرصة للتعويض، من اجل ذلك جئنا الى هنا، سنحشد كل ما نملكه من مؤهلات فنية وبدنية من اجل التتويج. وسيكون نجم ارسنال الانجليزي الكسندر سونغ والمخضرم جيريمي نجيتاب واشيل ايمانا العمود الفقري للاسود غير المروضة خصوصا الاول الذي حقق عروضا رائعة مع فريقه اللندني في الاونة الاخيرة في الدوري.في المقابل، سيكون الثأر هدفا اساسيا للغابون ومدربها الفرنسي الان جيريس وانتزاع احدى بطاقتي المجموعة الى الدور ربع النهائي.وبدوره نجح جيريس في مهمته على راس الادارة الفنية للغابون ويكفي انه قادها الى الكأس القارية بعدما كان قاب قوسين او ادنى من المونديال، علما بانه لم يكن مرشحا حتى للتواجد في انغولا بالنظر الى قوة المجموعة التي وقع فيها والتي ضمت الكاميرون وتوغو والمغرب. واعتمد جيريس على خبرته في المغرب عندما قاد الجيش الملكي، وتمكن من الفوز على اسود الاطلس ذهابا وايابا واسقط توغو لينفرد بصدارة المجموعة، ولولا تعثره مرتين امام الكاميرون لكان احد الممثلين الخمسة للقارة السمراء في المونديال. وسيكون المنتخب الزامبي بمثابة الجسر الزي ستحاول المنتخبات الثلاثة العبور عليه الى الدور الثاني، خصوصا وان الاخير ابدى عقما هجوميا في التصفيات بتسجيله 4 اهداف فقط في 6 مباريات.