قال السفير الأميركي في بغداد أمس إن إيران تتحمل مسؤولية التأخير في عقد مزيد من المحادثات حول الأمن في العراق، وشكك في إمكان عقد محادثات جديدة. وقلل ريان كروكر من تأثير الزيارة المزمع أن يقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لبغداد. وكان مقرراً ان يعقد مسؤولون أميركيون وإيرانيون جولة رابعة من المحادثات في بغداد في منتصف كانون الأول ديسمبر، لكن الموعد تأجل. وقال كروكر:"نحن عازمون على الذهاب إلى المحادثات ونقلنا ذلك الى العراقيين، والايرانيون يحجمون لسبب ما". وأضاف:"نريد اجراء هذه المحادثات لكنهم الإيرانيون التزموا الهدوء فجأة". ولم يرد تعقيب فوري من المسؤولين الايرانيين. وفي 30 كانون الاول قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي إن طهران تريد تأكيدات أن الولاياتالمتحدة ستقبل نتائج المحادثات قبل عقد أي اجتماع جديد. وعقد كروكر جولة أولى من المحادثات مع نظيرة الإيراني حول أمن العراق في ايار مايو العام الماضي، ما ساعد على اذابة الجليد في الجمود الديبلوماسي الذي استمر نحو ثلاثة عقود من الزمان بين طهرانوواشنطن التي تتهم إيران بتسليح وتدريب ميليشيات شيعية في العراق. وتنفي ايران الاتهامات وتقول إنها ملتزمة السلام في الدولة المجاورة لها. وبين الولاياتالمتحدةوإيران خلافات حول برنامج طهران النووي، وازداد التوتر بينهما بعدما قالت واشنطن إن سفنها الحربية تعرضت لتهديدات من زوارق إيرانية في مضيق هرمز. وكانت آخر مرة اجتمع فيها مسؤولون أميركيون وإيرانيون في بغداد في آب اغسطس الماضي. وقال كروكر، الذي نبّه الى انه لن يتم التوصل الى نتائج سريعة، إنه يجب ان تجتمع تلك اللجنة مرة اخرى في بغداد ثم يعقب ذلك اجتماع يعقده مع نظيره الإيراني السفير حسن كاظمي قمي. لكنه لا يتوقع ان يحدث أي شيء"مثير"نتيجة للزيارة التي يحتمل ان يقوم بها أحمدي نجاد للعراق. وكانت وزارة الخارجية العراقية أعلنت الاربعاء ان نجاد قبل دعوة لزيارة بغداد، وستكون أول زيارة لزعيم إيراني للعراق منذ انتصار الثورة الإيرانية. وخاض العراقوإيران حرباً استمرت ثماني سنوات بين 1980 و1988 قتل فيها مئات آلاف الاشخاص. وتحسنت العلاقات منذ إطاحة صدام حسين في الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 وتولي حكومة يتزعمها الشيعة السلطة في العراق. وقال كروكر:"المهم ليس ما إذا كانت هناك زيارة لنجاد أو ما سيقال اثناء الزيارة إذا جرت، بل ما يفعلونه"الإيرانيون. وأعلن الجيش الأميركي مطلع الأسبوع الجاري أنه حدث تراجع حاد في عدد الأسلحة الايرانية التي تستخدم في العراق، لكن انفراج تدريب وتمويل طهران الميليشيات لم يتراجع. وتلقي واشنطن اللوم على"فيلق القدس"التابع للحرس الثوري الايراني. وفي تشرين الأول اكتوبر قال قائد القوات الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس إن كاظمي قمي كان عضواً في الفيلق. وعندما سُئل كروكر ان كانت خلفية السفير الإيراني تزعجه، قال:"انني اتعامل معه بصفته سفير ايران، لكن من الواضح ان هذه الحقيقة تشير الى الكيفية التي تتعامل بها ايران في علاقتها مع العراق".