أثارت زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لألمانيا واجتماعه مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير نقاشا سياسيا داخليا بين قياديين في الحزب الديموقراطي المسيحي الذي ترأسه المستشارة أنغيلا مركل وآخرين في الحزب الاشتراكي الديموقراطي المشارك في الحكومة الألمانية عكس خلافا بين الطرفين على الموقف من سورية. ونفى الناطق باسم الحكومة توماس شتيغ أمس رداً على سؤال ل"الحياة"وجود خلاف بين مركل ووزير خارجيتها في شأن ضرورة الزيارة، مشددا على وجود تنسيق بينهما، لكنه اعترف بوجود وجهات نظر مختلفة في شأن توقيت الزيارة ومستوى الاتصال ونوعيته، كما أقر بأن الولاياتالمتحدةولبنان كانا أعربا في اتصال سابق مع المستشارية الألمانية عن تحفظهما على الزيارة وتوقيتها. وقال شتيغ إن التمايز هذا"لا يخفي أن المستشارة أوضحت الثلثاء الماضي ما تنتظره من تغيير مطلوب في مواقف سورية لتلعب دورا بناء إزاء لبنان والاعتراف به وتتبادل العلاقات الديبلوماسية معه". وتابع أن شتاينماير"أوصل هذه الرسالة إلى نظيره السوري بصورة واضحة، والحكومة الألمانية تنتظر أن ينعكس ذلك في الواقع العملي للحكومة السورية". ورداً على سؤال عما لمسه شتاينماير خلاله اجتماعه بالمعلم، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين ياغر ل"الحياة"إن المحادثات"كانت صريحة تماما، وانطباعنا أنها تركت أثرا على الوزير المعلم". واضاف:"أراهن على ظهور هذا التغيير أو ذاك في سلوك دمشق إزاء عدد من القضايا المحددة في الأسابيع والأشهر المقبلة، وأن تسهم بالتالي في قيام حل شامل". وبعد أن نفى أن يكون شتاينماير يحاول تعويم سورية سياسيا لإخراجها من العزلة التي وصلت إليها، أشار ياغر إلى إن الوزير الالماني"لم يمد البساط الأحمر أمام المعلم لدى استقباله في الوزارة، كما أنه لم يُستقبل ببساط أحمر في البرلمان الاتحادي"حيث التقى مسؤولين برلمانيين، لكنه شدد على أن بلاده"تنطلق من دور سورية الرئيسي في حل أزمة الشرق الأوسط بسبب وجود جزء من أراضيها محتلة". وانتقد ياغر الناطق باسم الكتلة النيابية للحزب المسيحي للشؤون الخارجية إيكارت فون ليدن وزميله كارل تيودور تسوغوتنبيرغ اللذين استنكرا فتح الأبواب أمام سورية التي تدعم حسب قولهما القوى التي تغتال السياسيين اللبنانيين وتسهل تمرير السلاح إلى"حزب الله". وقال تسوغوتنبيرغ إن مركل لزمت الصمت في ما يخص الزيارة ولم يجتمع مستشاروها بالمعلم. وعقّب ياغر بالقول إنه لم يسمع أي انتقاد من فون كلادن وغيره عندما وضعهم الوزير في جو المحادثات التي جرت مع الوزير السوري. ودافع الناطق باسم الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي رالف موتسينيخ عن خط وزير الخارجية، مشيرا إلى أن"سياسة العزل لا تنفع".