أكدت الحكومة الألمانية أمس عقب انتهاء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعاصمة الألمانية وعقده اجتماعات مكثفة مع المستشارة أنغيلا مركل وكبار المسؤولين الالمان، أنها ترى في السعودية"لاعباً أساسياً ومسؤولاً في العالم العربي"وتحضها على المشاركة في مؤتمر أنابوليس الدولي لأن وجودها فيه"مهم جداً لنا". ولم تقرر السعودية بعد المشاركة وتربطها بمدى خروج المؤتمر الدولي بنتائج ملموسة لإقامة الدولة الفلسطينية. وعن تقويم برلين للمحادثات التي جرت، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة توماس شتيغ ل"الحياة"إن المستشارة مركل"تنطلق بعد جولتين جيدتين ومكثفتين من المحادثات مع الملك عبدالله من قدْر من التفاؤل قبل محادثاتها اليوم مع الرئيس الأميركي جورج بوش في مزرعته الخاصة في كروفورد". وأكد شتيغ أن المستشارة ستطلع الرئيس بوش بصورة مفصلة على محادثاتها الخاصة بالشرق الأوسط ومع الملك السعودي، مضيفا أن من الواضح"أن السعودية أصبحت لاعبا واثقا من نفسه ومستعدا لتحمل المسؤولية واستخدام تأثيره لدفع دول عربية لفعل الشيء ذاته". وتابع الناطق الرسمي أن برلين تعتقد بأن نجاح مؤتمر أنابوليس وعملية السلام في المنطقة"مرهون بمدى مشاركة جميع اللاعبين المستعدين لتحمل مسؤولياتهم والمشاركة في البحث عن حل سياسي". وأعرب في هذا الإطار"عن وجود سبب للتفاؤل بوجود استعداد لدى جميع الأطراف المعنيين بأزمة الشرق الأوسط للمشاركة في مؤتمر أنابوليس". ورأى شتيغ أن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين لحل أزمة الشرق الأوسط وتبنتها قمة جامعة الدول العربية"شكّلت إشارة مهمة في تلك الفترة وهي تعطي ثمارها الآن". وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين ياغر ل"الحياة"إن الوزير فرانك فالتر شتاينماير وضع الملك عبدالله ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في صورة المشاورات التي أجراها الأسبوع الماضي في الشرق الأوسط وفي مؤتمر اسطنبول الخاص بالعراق، وأنه ركز"على الدور المركزي الفعلي الذي تلعبه السعودية لحل أزمات المنطقة". وبعدما أشار إلى أن ألمانيا ساهمت خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي هذا العام في وضع الإطار الأقليمي لحل أزمة الشرق الأوسط، قال:"نعتقد أننا سرنا خطوات حاسمة على هذه الطريق، لذلك يهمّنا كثيرا أن تشارك المملكة السعودية في مؤتمر أنابوليس". وأضاف أن شتاينماير استعرض مع نظيره سعود الفيصل"بصورة مستفيضة ومعمّقة"المحادثات التي أجراها مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في اسطنبول حول مؤتمر أنابوليس وتم خلالها أيضا بحث الوضع في لبنان والعراق وإيران. وقال ياغر إن الوزيرين تبادلا المعلومات حول المشاورات الجارية لحل أزمة لبنان"الذي يشهد حاليا مرحلة دقيقة من تطوره"، معرباً عن أمله في التوصل إلى حل وفاقي لانتخاب رئيس للدولة على قاعدة الدستور.