شدد المغرب على رفضه "أي تغيير شرق الجدار الأمني" في المحافظات الصحراوية الواقعة تحت نفوذه. وصرح وزير الاتصال الإعلام المغربي خالد الناصري، أمس، بأن اتفاق مدريد لعام 1975 الذي انسحبت اسبانيا بمقتضاه من الساقية الحمراء ووادي الذهب، لا يعترف بغير الحدود التي تربط المغرب بالجزائر شرقاً وموريتانيا جنوباً، مؤكداً أن من حق أي من الرعايا المغاربة أن ينظموا"مسيرة سلمية"لأي جزء من البلاد، في اشارة إلى عزم نشطاء ورجال سياسة واعلام ومثقفين تنظيم مسيرة سلمية في اتجاه بلدة تيفاريتي خارج الجدار الأمني في المنطقة العازلة حيث نظّمت جبهة"بوليساريو"الشهر الماضي مؤتمراً في ما سمّته قاعدة عسكرية في"المنطقة المحررة". وأبدى المسؤول المغربي ارتياح بلاده لنتائج الجولة الثالثة من مفاوضات مانهاست ضواحي نيويورك، وإن"أظهرت ازدواجية في خطاب بوليساريو بين مواصلة المفاوضات والتهديد بالحرب". إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري ان بلاده"تولي عناية خاصة للرعايا المغاربة المهجّرين قسراً من الجزائر عام 1975". وأوضح أمام مجلس النواب أول من أمس ان حكومة بلاده"حريصة على تفعيل توصيات اللجنة القنصلية والاجتماعية المشتركة بين البلدين"التي كان عُهد اليها درس ملف الرعايا المطرودين الذين تقدر أعدادهم بحوالي 30 ألف شخص. غير انه أشار الى أن اعمال اللجنة تعثرت بسبب الأزمة التي تجتازها العلاقات المغربية - الجزائرية على مستويات عدة. وكانت السلطات الجزائرية بررت طرد أولئك الرعايا بأنهم"لا يحملون وثائق الإقامة الشرعية"، في حين يردّ هؤلاء أن ممتلكاتهم تعرضت لأضرار، وعمدوا الى تشكيل جمعية للدفاع عن مصالحهم. ورأى الوزير المغربي ان أعمال اللجنة المشتركة مع الجزائر وغيرها من اللجان عُلّقت، خصوصاً بعد اغلاق الحدود البرية بين البلدين في التسعينات. ولا يلوح في الافق ما يفيد بإمكان البحث في معاودة فتحها قريباً على رغم ان البلدين ألغيا نظام التأشيرة التي كانت فُرضت عام 1994 إثر تعرض فندق أطلس - أسني في مراكش الى هجمات ارهابية. من جهة ثانية، أجرى رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي محادثات مع وزير خارجية الدنمارك بيرستيغ مولر الذي يزور المغرب للمرة الأولى منذ اندلاع فضيحة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. وقالت المصادر إن الفاسي بحث في تعزيز العلاقات بين المغرب والدنمارك في المجالات الاقتصادية والسياسية. وأبرم البلدان بروتوكول تفاهم من أجل"مشاورات سياسية دورية". إلى ذلك، أكد وزير خارجية بلغاريا بالنيابة فيم تشاوشيف دعم بلاده اقتراح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية. وصرح في أعقاب اجتماعه الى الوزير الطيب الفاسي الفهري، أول من أمس، بأن الاقتراح يشكل"أرضية جيدة"، ودعا الى استمرار المفاوضات بين المغرب و"بوليساريو"كونها"السبيل الوحيد من أجل ايجاد حل نهائي لنزاع الصحراء". على صعيد آخر، ارتفعت حصيلة قتلى انهيار عمارة سكنية في طور البناء في القنيطرة، شمال العاصمة الرباط، إلى 14 قتيلاً وأكثر من 26 جريحاً أوضاعهم متفاوتة الخطورة. وكان وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى زار موقع الحادث وأعلن فتح تحقيق حول المسؤوليات في حدوث الانهيار. وبين القتلى عمال بناء كانوا يزاولون عملهم لحظة الانهيار.