شن الرئيس الأميركي جورج بوش من الامارات، المحطة السادسة في جولته الشرق أوسطية، هجوماً شديد اللهجة على ايران التي اتهمها بزعزعة استقرار العالم، وشدد على أن واشنطن تجمع أصدقاءها في العالم لمواجهة هذا الخطر قبل فوات الأوان. إلا أن مصادر إماراتية نأت بنفسها عن خطاب بوش، وقالت إن القاءه خطابه المتشدد تجاه ايران من أبوظبي لا يعكس بالضرورة موقف الامارات التي تربطها بإيران علاقات واسعة، على رغم احتلالها ثلاث جزر إماراتية في الخليج. وفي كلمة ألقاها أمام مئات المسؤولين والديبلوماسيين والمواطنين في فندق قصر الامارات في أبوظبي بدعوة من مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، اعتبر بوش أن"ايران هي اليوم الدولة الراعية الأولى للارهاب ... وأعمالها تهدد أمن الدول في كل مكان"، مسمياً تمويلها المتشددين وتهديدها استقرار لبنان وتسليحها حركة"طالبان"المتطرفة في أفغانستان، ومخالفتها قرارات الأممالمتحدة عبر عدم التزامها الشفافية في برنامجها النووي، ومحاولتها"ترهيب جيرانها بصواريخها وخطابها العدائي". وفي الكلمة ذاتها التي وصفها البيت الأبيض بأنها"خطاب الحريات"والأهم في جولته الشرق أوسطية، توجه بوش الى الشعب الايراني، قائلاً إن طهران"ترسل مئات ملايين الدولارات إلى المتطرفين في أنحاء العالم"، فيما شعبها في حالة فقر. وأضاف:"نقول لشعب إيران، أنتم أغنياء بثقافتكم وبموهبتكم ولديكم الحق في العيش في ظل حكومة تصغي إلى رغباتكم. ندعو النظام في طهران إلى الاستماع إلى إرادتكم ووضع نفسه في موضع مساءلة تجاهكم". وزاد أن الايرانيين لن يجدوا صديقاً أفضل من الولاياتالمتحدة عندما يحظون"بحكومة تؤمن بالحرية والعدالة وتنضم إيران الى أسرة الدول الحرة". وكان بوش وضع جولته التي بدأها الأربعاء بزيارة اسرائيل والاراضي الفلسطينية قبل وصوله الى الخليج، تحت شعاري الدفع بجهود السلام قدماً للتوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام، وتطويق"الطموحات العدائية"لإيران. إلى ذلك، اعتبرت مصادر اماراتية في تعليقها على خطاب بوش أن الامارات اختارت التعامل مع ايران لحل مشكلة الجزر، عن طريق الحوار عبر المفاوضات المباشرة أو من خلال احالة القضية الى محكمة العدل الدولية. وأكدت أن الامارات تلتزم مواقف دول مجلس التعاون في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها واستبعاد شبح حرب جديدة في المنطقة. وأوضح مصدر اماراتي أن تنظيم"مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"لخطاب بوش يأتي في اطار تنظيم المركز خطابات مماثلة لعدد من قادة الدول والزعماء السياسيين في العالم، ولا يعبر عن موقف رسمي للامارات تجاه ايران. وعقد الرئيس الأميركي فور وصوله الى أبوظبي قبل ظهر أمس جلسة محادثات رسمية مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات حضرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وعدد من كبار المسؤولين الاماراتيين، إضافة الى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والوفد المرافق للرئيس بوش. ووفقاً لمصدر إماراتي، تناولت المحادثات العلاقات بين الإماراتوالولاياتالمتحدة وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة. ونقل هذا المصدر عن الشيخ خليفة بن زايد حرص دولة الإمارات على تعزيز شراكتها الاقتصادية المتميزة مع الولاياتالمتحدة باعتبارها أكبر شريك اقتصادي لها في منطقة الخليج. وقال إن المحادثات شملت آخر المستجدات المتعلقة بعملية السلام، خصوصاً في ضوء جولة الرئيس بوش ولقاءاته مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين ومع عدد من قادة دول المنطقة. كما بحث الطرفان في المسائل المتعلقة بحفظ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والوضع في العراقولبنانوأفغانستان والمواضيع المتصلة بمكافحة الإرهاب. وجدد رئيس الامارات التأكيد على أن بلاده شريك للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وتعهد بذل كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم. وسيزور الرئيس الأميركي اليوم الاثنين دبي لساعات، قبل أن يغادرها الى السعودية، وهي محطته السابعة في اطار جولة بدأها الأربعاء الماضي.