أعلن وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين أمس ان الولاياتالمتحدة ودولة الامارات وشركة "لوكهيد مارتن" توصلت الى اتفاق كامل على القضايا التقنية المتعلقة بنية دولة الامارات شراء 80 طائرة متقدمة من طراز "أف 16". وقال ان الاتفاق النهائي يتوقف الآن على التوصل الى اتفاق على الناحية المالية والشروط. ولم يستبعد ان يتم ذلك منتصف الشهر المقبل متزامنا مع انعقاد معرض دبي الجوي من 14 الى 18 من الشهر المقبل. وقدّر مسؤولون اميركيون الصفقة بسبعة بلايين الى ثمانية بلايين دولار. وكان وزير الدفاع الأميركي عقد ثلاثة لقاءات على مستوى رفيع في دولة الإمارات، التي زارها أمس ضمن جولته الخليجية والشرق الأوسطية، وهو وصل الى ابو ظبي آتياً من السعودية. وركزت لقاءات الوزير في أبوظبيودبي على الأوضاع في الخليج والشرق الأوسط، والعلاقات بين الاماراتوالولاياتالمتحدة. واجتمع كوهين مع رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ خليفة بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع. وبحث مع الشيخ زايد الوضع في منطقة الخليج وسبل تعزيز التعاون والصداقة بين بلديهما، وركزت المحادثات مع الشيخ خليفة على قضايا التعاون الثنائي والتشاور في المستجدات الاقليمية والدولية. وافادت وكالة أنباء الإمارات ان الشيخ خليفة أعرب عن ارتياحه الى تطور العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وأعلن الوزير الأميركي اثر اجتماعه مع الشيخ زايد ان الولاياتالمتحدة ودولة الامارات وشركة "لوكهيد مارتن" توصلت الى اتفاق كامل على القضايا التقنية المتعلقة بنية دولة الامارات شراء 80 طائرة متقدمة من طراز "أف 16". وقال ان الاتفاق النهائي يتوقف الآن على التوصل الى اتفاق على الناحية المالية والشروط. ولم يستبعد ان يتم ذلك منتصف الشهر المقبل متزامنا مع انعقاد معرض دبي الجوي من 14 الى 18 من الشهر المقبل. وقدّر مسؤولون اميركيون الصفقة بسبعة بلايين الى ثمانية بلايين دولار. وأوضح كوهين ان التأخر في الاتفاق على الجانب التقني يعود الى ان طراز "بلوك 60" من طائرات "أف 16" هو الأرقى في العالم، "ومن هنا كان على المتعهد والصانع والامارات العربية المتحدة دراسة امكان نقل تلك التكنولوجيات الى دولة الامارات، وان تتأكد هذه الدولة من تلبية كل متطلباتها التقنية". وقال كوهين ان الشيخ زايد أكد له التزام دولة الامارات قرار مجلس الأمن فرض عقوبات اقتصادية على افغانستان الى حين تسليم اسامة بن لادن الى دولة تقدمه الى المحكمة بتهم الارهاب. وقال ان دولة الامارات بدعمها القرار و"باعتبارها من الدول التي تعترف بحكومة طالبان توجه بذلك رسالة قوية الى تلك الحركة عن مسؤولياتها الدولية". وتناول الطرفان الاماراتي والأميركي قضيتي العراقوايران. وقال كوهين ان الولاياتالمتحدة تتفهم التعاطف مع الشعب العراقي في معاناته في ظل العقوبات الدولية، لكن كل دول الخليج تدرك ان على العراق الانصياع لقرارات مجلس الأمن قبل ان ترفع عنه العقوبات. ووضع وزير الدفاع الأميركي المسؤولية عن معاناة العراقيين على الرئيس صدام حسين، وقال ان الولاياتالمتحدة تساند توسيع برنامج "النفط مقابل الغذاء" لكي لا يدفع الشعب العراقي ثمن ممارسات قادته. وذكر ان الولاياتالمتحدة استمعت الى قلق دولة الامارات العربية المتحدة من قدرات ايران ونواياها العدوانية. وأضاف: "نشعر سوية اميركا والامارات بالقلق من محاولة ايران الحصول على قدرة صاروخية هجومية وامتلاك اسلحة الدمار الشامل، ونستمر في بذل الجهود لوقف المساعدة الاجنبية لبرنامج الصواريخ الايراني وحرمان طهران من القدرة على امتلاك أسلحة الدمار الشامل". وأكد ان واشنطن، في سياق محاولتها تحسين العلاقات مع ايران، لن تغير موقفها من الخلاف بين ايران ودولة الامارات على الجزر الثلاث. وقال: "اعلمنا دولة الامارات وكل دول الخليج بتأييدنا لها ولكل دول الخليج في اصرارها على حل الخلاف من خلال التفاوض او التحكيم او الوساطة". وكرر كوهين "شروط" التطبيع بين واشنطنوطهران قائلاً :"تخلي ايران عن مساندة الارهاب ووقف معارضتها عملية السلام والتراجع عن محاولتها الحصول على اسلحة الدمار الشامل". وقدم وزير الدفاع الأميركي شكره لدولة الامارات العربية المتحدة على مساهمتها في عملية السلام في كوسوفو، حيث تنشر دولة الامارات قوة من 1200 جندي مجهزة بالدبابات والمصفحات والمدفعية تعمل في القطاع الفرنسي، اضافة الى وحدة من القوات الخاصة وعدد من مروحيات "أباتشي" تعملان في القطاع الأميركي. وقال ردا على سؤال عن اعلان روسيا عن عملية كبيرة لتحديث القوات السورية واعادة تجهيزها: "ما نأمله في خصوص سورية التوصل الى تسوية سلمية مع اسرائيل ... بالطبع لكل دولة ان تقرر برامجها للتحديث، لكن نرى ان على المفاوضات ان تتقدم ونأمل بامكان التوصل الى ترتيبات للسلام بين سورية واسرائيل تنهي الوضع المتأزم في جنوبلبنان". وتكلم كوهين عن الجانب الشخصي في علاقته مع رئيس دولة الامارات الشيخ زايد. وقال "من بين اسباب زيارتي دولة الامارات مرتين كل سنة لقاء الشيخ زايد ... واجلس معه ساعات طويلة، واجده من اكثر الذين اتجاوب معهم فكريا ... له نظرة ثاقبة تصل الى عمق فكر الانسان وقلبه، وأيضا آراء سياسية قوية". يذكر ان البلدان يرتبطان باتفاق دفاعي يقضي بتزويد الإمارات اسلحة دفاعية. وكان الشيخ خليفة بن زايد وقع خلال زيارته واشنطن في حزيران يونيو 1998 مذكرة تفاهم بموجبها تشتري الامارات من الولاياتالمتحدة 80 طائرة في طراز "اف - 16". وحرص كوهين على زيارة دبي حيث التقى الشيخ محمد بن راشد وعقد مؤتمراً صحفياً تناول فيه جولته. وذكرت مصادر اماراتية أن محادثات الوزير مع الشيخ محمد بن راشد ركزت على عدد في القضايا التي تدخل في اطار البحث عن سبل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى مستجدات عملية السلام في الشرق الأوسط وما يعتري المسار الفلسطيني من عقبات. ودعا ولي عهد دبي وزير الدفاع الإماراتيواشنطن إلى استخدام نفوذها كراعٍ للعملية بهدف تحقيق تقدم ملموس على طريق بناء الثقة والسلام في الشرق الأوسط. وشارك في اللقاءات الثلاثة مع كوهين، الشيخ محمد بن زايد رئيس اركان القوات المسلحة الإماراتية وكان كوهين اقترح في الرياض اثناء اجتماعه الى وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز توسيع برنامج المناورات المشتركة بين الطرفين ليشمل القوات البرية. يذكر ان الطرفين يقومان بتمارين جوية مشتركة، وأكملا اخيراً مناورات بحرية في مياه الخليج، لكن المملكة العربية السعودية تجنبت حتى الآن القيام بمناورات مشتركة بين الجيشين. وقال مسؤول دفاعي اميركي أن كوهين قدم اقتراحه اثناء الاجتماع الذي تم أول من أمس مع الأمير سلطان في الرياض. وذكر ان الوزير الأميركي طلب من مضيفه درس احتمال ان تكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه مشاركة القوات البرية السعودية في مناورات متعددة الاطراف، مثل "النجم الساطع" التي تجرى في مصر مرة كل سنتين. وأضاف: "قمنا بمناورات بحرية ناجحة تماماً ونقوم منذ مدة بتمارين مشتركة بين القوتين الجويتين، ونود توسيع ذلك ليشمل القوات البرية". وذكر ان الأمير سلطان طلب من مساعديه بعد سماع الاقتراح دراسة الفكرة.