أكد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، امام آلاف من عناصر البحرية الأميركية على متن حاملة طائرات اميركية ترسو في الخليج، في مستهل زيارته للامارات،"أن واشنطن ستقف الى جانب دول اخرى لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية والسيطرة على المنطقة". لكن الامارات، التي تستقبل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم، طالبته بالتعامل سلمياً مع الملف النووي وبحل في العراق والشرق الاوسط. وبهذه الرسالة بدأ تشيني محادثاته مع مضيفيه في أبوظبي، المحطة الأولى في جولته العربية بعد العراق، في محاولة لاعطاء ضمانات أميركية لدول الخليج بوقوف الولاياتالمتحدة الى جانبها في مواجهة أي تهديد ايراني. غير أن هذه الرسالة، التي وجهها تشيني الى ايران ودول المنطقة، ربما لا تُعبر عن الأولويات الخليجية على رغم أن الملف النووي الايراني يشكل هاجساً كبيراً لها، فهي على رغم تعبيرها عن مخاوف علنية من الملف، الا أنها ترى ضرورة"التعامل مع هذا الملف بطريقة سلمية"الى جانب مطالبة واشنطن بالتحرك الجدي لدعم عملية المصالحة الوطنية في العراق واحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وكان الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة استقبل أمس نائب الرئيس الاميركي في قصر الباطن في ابوظبي بحضور الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق اول الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة والشيخ حمدان بن زايد ال نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية. وقال مصدر اماراتي إن البحث"تركز على آخر المستجدات في منطقة الشرق الاوسط خصوصاً الاوضاع في العراق ومسيرة عملية السلام". واضاف المصدر إن رئيس الامارات أكد في الاجتماع حرصه"على دعم الجهود الدولية المبذولة لاحياء عملية السلام في المنطقة بما يتفق وقرارات الشرعية الدولية، خصوصا قرارات مجلس الامن الدولي ومبادرة السلام العربية". واحيطت زيارة تشيني الى الامارات، التي استغرقت ثلاثة أيام، بكثير من الاهتمام من قبل مضيفيه الاماراتيين. فقد رحب رئيس الدولة به والوفد المرافق منوهاً ب"العلاقات التي تربط دولة الاماراتوالولاياتالمتحدة الاميركية وشعبي البلدين الصديقين". ونقل نائب الرئيس الاميركي الى رئيس دولة الامارات تحيات الرئيس جورج بوش وتمنياته للعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والنماء ولدولة الامارات وشعبها اضطراد التقدم والازدهار. كما استضاف الشيخ خليفة تشيني ومرافقيه الى مأدبة غداء. وبدأ تشيني اتصالاته الرسمية ليل السبت في أبوظبي، التي وصلها مساء الخميس قادما من بغداد، باجتماع مع الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من المسؤولين الاماراتيين. وقال متحدث اماراتي إن اللقاء، الذي حضره أيضاً الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، تركز على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك في ضوء المستجدات والتطورات الراهنة على المستويين الاقليمي والدولي اضافة الى البحث في آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة. وقالت مصادر مطلعة إن دولة الامارات، وهي احدى دول"الرباعي العربي"، التي يزورها تشيني في اطار جولته الحالية، استطلعت من أكبر مسؤول أميركي يزور المنطقة الموقف الأميركي من الوضع في العراق وخطط الادارة للتعامل مع الملفين العراقيوالايراني، اضافة الى موقف الولاياتالمتحدة من مبادرة السلام العربية التي أحيتها قمة الرياض أخيراً. وأكدت المصادر أن الامارات ودول المنطقة مهتمة بمعالجة القضايا في الخليج، خصوصاً موضوع الملف الإيراني، بالطرق السلمية وابعاد المنطقة عن شبح حرب جديدة فيها. ولفتت المصادر الى أن تشيني يواجه، في الدول التي سيزورها، مطالب محددة تتصل بتوضيح مواقف الولاياتالمتحدة وقراراتها المستقبلية في شأن التعامل مع الملفين العراقيوالايراني بالتوازي مع مطالب نائب الرئيس الأميركي لدول"الرباعي العربي"بمساندة الولاياتالمتحدة والحكومة العراقية في تنفيذ الخطط الأمنية في العراق والقضاء على الارهاب اضافة الى التعاون في مواجهة الملف النووي الايراني. واكتسبت زيارة تشيني الى ابوظبي شيئاً من أهميتها كونها تأتي قبل 24 ساعة فقط من زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى ابوظبي اليوم الأحد حيث سيكون لدى الامارات معرفة مباشرة بالموقف الأميركي ويمكنها التحدث مع الايرانيين في شأن ملفهم النووي في ضوء المواقف الدولية الرسمية الأخيرة من هذا الملف. وترى الامارات، في ما يخص الملف النووي الايراني، أن التأكيدات في شأن سلمية هذه الملف"لا تكفي"إنما يتطلب الأمر من ايران تقديم"تطمينات في شأن سلمية الملف وعدم تأثيراته البيئية على المنطقة". وتشدد الامارات على ايجاد حل سلمي للملف وابعاد المنطقة عن التهديدات العسكرية التي تُنذر بعواقب سيئة على المنطقة برمتها. زيارة نجاد وأعلنت أبوظبي رسمياً أمس عن زيارة نجاد الى الامارات التي ستستمر يومين وقالت"إنه سيجري محادثات مع الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد ال مكتوم تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات الى جانب تبادل الاراء حول عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".