لن تخرج زيارة الرئيس جورج بوش إلى دولة الإمارات في مضمونها السياسي عن الإطار العام لجولته في الشرق الأوسط، فهو سيحمل إلى أبوظبي معظم القضايا التي سيناقشها مع قادة دول المنطقة في الجولة التي بدأت أمس وتستمر أسبوعاً. وإلى القضية الفلسطينية التي ستشكل الملف الأساسي في المحطة الأولى من جولته في القدسالمحتلة ورام الله، سيكون الملف النووي الإيراني وما يسميه بوش وإدارته"الخطر الإيراني"على المنطقة والوضع في العراق وتوفير الدعم لدول الخليج من أي تهديدات إيرانية، هو الملف الأبرز في محطته الإماراتية. وأكدت مصادر إماراتية ل"الحياة"أن جواب أبوظبي على هذه القضايا التي سيطرحها بوش"لن يكون مختلفاً عن مواقف وإجابات الدول الأخرى التي سيزورها في المنطقة". واعتبرت المصادر أن الإمارات"باتت لاعباً أساسياً في السياسة العامة على المستوى الإقليمي"، مشيرة إلى أنها باتت إحدى دول الرباعية العربية مع السعودية ومصر والأردن، كما أنها تلتقي مع واشنطن في كثير من المواقف السياسية وتعقد معها اجتماعات دورية على المستويين السياسي والاستخباراتي. وردّت ذلك إلى قوة اقتصاد الإمارات الذي بات تأثيره يطال الولاياتالمتحدة في شكل مباشر. وكانت شركة"موانئ دبي"اشترت مجموعة من الموانئ العالمية، بما فيما موانئ أميركية، في صفقة أخذت بعداً سياسياً وأمنياً في واشنطن، وانتهت بتسوية اقتصادية"خرجت منها الإمارات، ودبي تحديداً، بمكاسب وسمعة اقتصادية وسياسية كبيرة". لذلك، ليس غريباً أن يتضمن برنامج الرئيس الأميركي في زيارته الإمارات التي تبدأ الأحد المقبل وتستمر يوماً واحداً، زيارة خاطفة لدبي ليمضي فيها ثلاث ساعات يطلع فيها على المدينة الأسرع نمواً في العالم. وفي إشارة إلى أهمية المحطة الإماراتية في جولة بوش، كان لافتاً أن يختار الرئيس الأميركي أبوظبي ليقدم في مركزها للدراسات والبحوث الاستراتيجية محاضرة يعرض فيها مواقف واشنطن من مختلف القضايا الإقليمية والدولية ورؤيته لمستقبل العلاقات بين الولاياتالمتحدة ودول المنطقة والتعاون معها في مكافحة الإرهاب. واعتبر مراقبون في أبوظبي أن اختيار المركز لإلقاء المحاضرة"يؤكد الاهتمام الأميركي بمستقبل العلاقات مع دولة الإمارات". وستحتفي أبوظبي بالضيف الكبير الذي يغادر الاثنين. وإضافة إلى الاستقبال الكبير الذي أعد له والإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي ستحيطه، سيلتقي بوش رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار القادة الإماراتيين. وستتناول المحادثات، بخلاف القضايا الإقليمية، العلاقات الخاصة بين البلدين اللذين يربطهما منذ عقد من الزمن اتفاق للتعاون الأمني، وترتكز المنظومة الدفاعية الإماراتية على السلاح الأميركي، وفي مقدمه صفقة طائرات"اف - 16"التي يبلغ عددها 80 طائرة وقيمتها 8 بلايين دولار. وأرادت أبوظبي أن تعطي زيارة بوش طابعاً"أكثر حميمية"على غرار ما يقوم به من استقبال لضيوفه المميزين في مزرعته في ولاية تكساس، فأعدت برنامجاً خاصاً له يرافقه خلاله الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في رحلة"سفاري ليلية"في صحراء أبوظبي مع عشاء خاص في الصحراء، وهو تقليد يتم للمرة الأولى في برنامج لرئيس دولة أجنبية.