عندما أخذت كتاب غسان شربل في معرض الكتاب يوم توقيعه في بيروت التقيت أحد الزملاء الصحافيين ? الروائيين في أحد الأجنحة، وكان يحمل الكتاب عينه الذي أحمله فقال لي: أتعلم، لو أن كتاب غسان يحمل عنوان"لعنة القصر"فقط من دون صور ولا أسماء لزاد حظه أكثر في الرواج؟ لقد عنى الزميل أن"لعنة القصر"عنوان جذاب لرواية، وأن النسبة الأكبر من عدد قراء الكتب في العالم العربي تذهب الى الرواية، أكانت رواية حب أو دراما أو رواية سيرة. لكن غسان شربل يأخذ قارئه، ليس الى رواية واحدة فقط، بل الى روايات، إنما من فصيل السياسة والسيرة الذاتية والدور لأربعة رجال عاصروا الأزمة اللبنانية وشاركوا في معظم فصولها من قرب ومن بُعد منذ ثلاثة عقود خلت، وقد غاب اثنان منهم، ويستمر اثنان، والأزمة مستمرة، والأدوار لم تنته، والسيرة لا تتوقف، والله أعلم بالمصائر والنهايات. من عناصر الأهمية والفائدة في كتاب"لعنة القصر"، الذي ملأ صفحاته الياس الهراوي ورفيق الحريري الغائبان ونبيه بري وميشال عون أنه يروي مرحلة سياسية مضت. نراجعها فنحار ما اذا كنا نقرأ في الماضي أم في الحاضر. فالأحداث متطابقة، والأدوار عينها، والمشكلة هي هي، والعقدة على حالها وفي مكانها، كما لو انها نسخة منقحة لمسرحية بطيئة بلا حرارة ولا صدمة. هذا في المشهد. لكن الصدمة هي في ما يجري خلف الستار على مسرح الآلام والمعاناة والدماء والشهادة والدهاء والذكاء والطموح والصبر والعناد والهزائم والخيبات والحسابات في ظلال الأشباح. في ركن من هذا المسرح الذي تلفه العتمة طول الوقت، من دون استراحة، يأخذ غسان شربل دور المستنطق واسلوبه في مجاورة شخصياته، فاذا المخفي أعظم بكثير مما يشاهد، ويُسمع، ويُكتب، ويُقال. واذا"القصر""قصران"واحد يلقي اللعنة والآخر يتلقاها... واذا الشخصيات"شخوص"ليس لها حق ابداء الملاحظة على دورها، والويل لها اذا اخطأت أو حاولت التعديل في النص أو في الحركة. وما كان"المخفي"ليظهر لولا أسئلة الصحافي، وكما المستنطق ? القاضي فإن مسؤولية الصحافي ألا يدع"الشاهد"يتهرب من السؤال بجواب غير صحيح أو ناقص، ولا يتحمل الصحافي مسؤولية أجوبة الشاهد أمامه، وهذا ما نجح فيه غسان شربل. إذ هو، في جميع التحقيقات التي أجراها مع شهوده، كان يمسك برأس الخيط ولا يتركه قبل أن يصل الى نهايته، وعندما تواجهه عقد يلتقط خيطاً آخر ويمضي به سؤالاً بعد سؤال، وكثيراً ما يأتي السؤال من خارج سياق الموضوع، لكن المباغتة بطرحه تؤدي الغاية منه. وبهذا الاسلوب برع غسان في ادارة حواره مع شخصياته ثم كشف محاضر التحقيق وقد تجنب استعمال كلمة لاجراء ما سماه"عملية تحديث أو تشذيب"للاجوبة التي سجلها، كما تجنب الاستنتاج، أي انه لم يحاول توجيه قارئ التحقيقات على نحو يعاكس ما أراد محدثه أن يقول أو يعني. ليس من واجب الصحافي أن يكون محايداً في حواره مع شخصياته، إنما من واجبه فقط أن يكون صريحاً وجريئاً وملماً بموضوعه وذا رؤية واطلاع وحدس ومعرفة شاملة بدور من يحاوره وبمسؤوليته وبخصائص شخصيته. ويبقى السؤال الذكي الذي يستدرج جواباً يشعل الحوار وقد يجعله عاصفاً فتنكشف حقائق ووقائع كان من الصعب انتزاعها، وهذا ما تميزت به حوارات غسان. وما كان لهذه الحوارات أن تعيش في زمن المتغيرات، وأن تتحول كتاباً، لولا أنها تستحق أن تأخذ مكانها في تاريخ لبنان الحديث، بدءاً من اتفاق الطائف الذي وضع في العام 1989 حداً للحرب بين اللبنانيين ولحروب الآخرين على أرضهم، ثم جاء برينيه معوض رئيساً للجمهورية فاصابته"لعنة القصر"وذهبت به قبل أن يدوس عتبته ثم ذهبت برفيق الحريري الذي لم يكن من أهل بيت القصر وليس من حقه أن يكون من الطامحين اليه. انه قصر الجمهورية اللبنانية، لكنه ليس قصر اللعنة، بل ثمة لعنة قصر آخر تنزل عليه وعلى الجمهورية بكاملها، حتى أن هذه الجمهورية تبدو، منذ نحو أربعة عقود، في حالة المنع من أن تكون موجودة إلا بالاسم. وما حصل مع الشخصيات الأربع الياس الهراوي ونبيه بري ورفيق الحريري وميشال عون الذين حاورهم غسان شربل ما يؤكد أن الجمهورية اللبنانية قد"استسلمت"وسلمت تواقيعها وأختامها مع بداية عهد الرئيس الهراوي. أخرج غسان شربل الرئيس الهراوي من صمته بعد مغادرته القصر في تشرين الثاني نوفمبر 1998. ومن يعرف الهراوي سياسياً ونائباً ووزيراً قبل أن يصير رئيساً يدرك أن الرجل قادر على أن يخرج محاوره"من أعصابه"لما في حديثه من طرائف وحبكة وحيلة وبراعة في التخلص من الأسئلة بعد أن يكون قد كشف ما لا يبقى في حاجة الى افصاح. والهراوي الذي خلف رينيه معوض يتميز بخفة دم، ويتمتع بلغة زحلاوية ممتعة لمن يسمعه يتحدث بها على سجيته، استطاع أن يتجنب نزول اللعنة عليه، كما استطاع أن يغادر قصر بعبدا مشيعاً بالابتسامات وبماء الورد من بيروت وبماء زهر الياسمين من دمشق، وقد اعطاه غسان شربل حقه كاملاً وترك للقارئ أن يحلل ويستنتج، لكنه وضع اصبع القارئ على النقطة المهمة في جملة قصيرة:"في ذلك العهد ? عهد الهراوي ? وُضعت أسس تلازم المسارين بين سورية ولبنان على قاعدة العلاقات المميزة الوافدة من الطائف والتي تُرجمت في معاهدة وقعها الهراوي مع الأسد". بعد هذه الاشارة يحتاج القارئ السياسي الى تشغيل الذاكرة والى قليل من التفكير فقط ليدرك كيف بدأت الجمهورية تفقد قرارها المستقل سياسياً وأمنياً لتبلغ الأزمة الداخلية ذروتها كما هي الحال الآن. وما يشفع بالهراوي ذكاؤه وظرفه وعفويته. فعندما يسأله محاوره بعد الرئاسة عما اذا كان سيتحول الى المعارضة يجيب: إذا كانت هناك مسألة وطنية معرضة للمس كالديموقراطية والحرية فأكيد سأعارض وبصوت مرتفع. وعن سلوكه طريق الديموقراطية والحرية بشجاعة يقول إنه بعد انتخاب رينيه معوض رئيساً للجمهورية ثم اغتياله يوم عيد الاستقلال ألح عليه 25 نائباً من زملائه ليترشح للرئاسة فنزل عند ارادتهم معلناً"انه ما دام الترشيح في هذا الظرف الصعب يعني التضحية والشهادة فليسمح لي أن أكون بين هؤلاء الشهداء". بعد ذلك ? يقول الهراوي ? نلقى نصيحة بعدم العودة الى زحلة، فسأل عن السبب فقيل له"احتياطات أمنية لأن الانظار متجهة اليك بالنسبة الى الرئاسة". وعندما سئل عما اذا كان لم يتلق أي اشارة من دمشق أجاب:"الكلام الذي قيل لي عن ضرورة عدم التوجه الى زحلة حرصاً على أمني كان بايحاء سوري". وأضاف ضاحكاً:"هذا يعني أنني كنت المولود المنتظر لرئاسة الجمهورية، وأنا لست غبياً الى درجة عدم فهم الاشارات". أما كيف كان يدير الدولة مع حكومات تتألف من ثلاثين وزيراً من مختلف التناقضات وتحت الوصاية فيقول الهراوي ان المواضيع كانت تتكدس أمامه في جلسات مجلس الوزراء، بحجم كتابين، وحين يحتدم الجدل بين الوزراء ويقع الخلاف يطلع صوته وهو ينظر الى الوزير البعثي باعتباره"حامل السر"ويقول: روقوا يا شباب. هناك اقتراح من الوزير... فيسكت الجميع، ثم يتلو الهراوي اقتراحاً من عنده ويطرحه على التصويت فيصدق. صراحة الهراوي تبلغ حد"البراءة"وهو يشرح كيف مدد له الأسد رئاسته ثلاث سنوات بعد انتهاء ولايته. قال له الأسد:"... يا أبو جورج... خدمة للسياسة التي ننتهجها معاً أتمنى عليك أن تقبل تمديد ولايتك ثلاث سنوات"..."فقبل الهراوي التمني". وهناك قصة وصول العماد اميل لحود الى رئاسة الجمهورية. يقول الهراوي انها قصة لا يفاتح بها إلا الرئيس الأسد. ويضيف: قلت له للأسد لقد وصلنا الى الاستحقاق الرئاسي فما هو رأيكم؟ وسمع هذا الجواب: هناك رأي عام في لبنان مؤيد لوصول العماد..."وانتهى الأمر وظل سراً بيننا". مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ذهب غسان شربل بالحوار بعيداً من السلطة الى"الترويكا"والى"حركة أمل"ومواجهة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والى معارك بيروت بين أحزاب"الحركة الوطنية". أما مع رفيق الحريري فيختلف الحوار ويسلك سياقاً آخر يأخذ طابع الجد ويتعمق في بعض المحطات حتى يبلغ مكامن الأسرار والمعاناة في الحكم، وحتى مع الثراء والشهرة والنفوذ. وقد كشف الحريري أنه منذ العام 1999 كانت ترده تقارير عن خطط لاغتياله. وكما الهراوي أخذ الحريري علماً، وتم الاتفاق على اختيار اميل لحود للرئاسة، وقد تفاهم الحريري معه"مسبقاً على كل شيء بدءاً من الحكومة"، ولكن وليد جنبلاط الذي لبى دعوة الحريري الى"فقرا"لتناول العشاء لم يتفق معه على انتخاب لحود وغادر من دون عشاء."كان معارضاً بشدة لوصول لحود الى الرئاسة". مع غسان شربل فتح الحريري دفتر ذكرياته من عذاب الطفولة الكادحة من أجل لقمة العيش والسترة الى مرحلة البلايين والشهرة والنفوذ. في الثالثة والثلاثين من عمره صار مليونيراً، وفي الأربعين صار بليونيراً. وفي العام 1999 بلغت ثروته أربعة بلايين دولار. هل هذا الرقم صحيح؟... يجيب الحريري: ليس بعيداً عن الحقيقة، فهو لا يستطيع أن يعرف رقم ثروته بدقة"لأن لتقدير الثروة علاقة بأسعار الأسهم والأراضي والشركات". وقد كان عدد موظفي شركاته أكثر من ثلاثين ألفاً. أما قصوره فموزعة بين: ماربيا ? بالما ? كان ? مونت كارلو ? سان مكسيم ? باريس ? ضواحي باريس ? نيويورك - واشنطن ? سويسرا ? الرياض ? دمشق ? بيروت ? صيدا ? فقرا. في العام 1999 كان يملك أربع طائرات، اثنتان بوينغ 727 وواحدة"جي 3"والرابعة كانت على الطريق. وكان يملك يختين"نارا"و"نازا". أما مصروفه الشخصي فكان يبلغ نحو 30 مليون دولار. ويعترف بأنه كان وراء"تخرج"نحو 200 مليونير من مؤسساته وشركاته، لكن الأهم هو أنه كان وراء تخرج أكثر من ثلاثين ألف جامعي من مختلف الطوائف والمناطق أمن لهم الأقساط فغيّر مصيرهم، فضلاً عن انشاء عشرات المؤسسات الاجتماعية والخيرية والثقافية. ومع ذلك يؤكد أن الأمور الأساسية في داخله لم تتغير. واذا كان الله أكرمه بنعمة الثروة فقد أكرمه بنعمة الحفاظ على الشعور الدائم بأنه"شاب انطلق فقيراً وعمل في البساتين وأهله وأقاربه هم من البسطاء الذين تربطهم به مودة"وهو يعتقد انه يستطيع أن يشتري بالمال قصراً ولكنه لا يستطيع أن يشتري بالمال وحده محبة عامل في حديقة القصر، ولم يكن يريد أن يقال عنه أكثر من أنه اعاد بناء البلد. أما عن مزاجه فانه يتعايش ببساطة مع"خفاف الدم"لكنه لا يستطيع أن يتطابق مع"ثقلاء الدم". وعندما سئل: لماذا كان مستحيلاً التوصل الى تفاهم دائم مع اميل لحود في ماراتون اللقاءات الثنائية التي كانت تجري بينهما، اعترف بأن تلك اللقاءات لم تكن ثنائية يوماً، ف"دائماً كان هناك ظل أو ظلال في الجلسة بيننا...". ظلال من؟.."ظلال جميل السيد ورستم غزالي وغيرهما...". "هل يحق للصحافي نشر حوارات كان المتحدث فيها قد اشترط عدم نشرها إلا بعد الحصول على موافقته؟". طرح غسان شربل هذا السؤال على نفسه بعد ساعات من اذاعة نبأ استشهاد رفيق الحريري في 14 شباط فبراير 2005. فقد كان في ساعة وقوع الحدث يجري مقابلة في دمشق مع نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وكان في محفظته شريط آخر حوار اجراه مع الرئيس الحريري قبل أسابيع قليلة ولم يكن قد نشر بعد، وكان شرط الحريري ألا ينشر الحوار قبل الاطلاع عليه. وها ان الزلزال حصل وغاب الرجل صاحب الحوار، وانتفى مبرر الالتزام بالشرط، لكن لم ينتف شرط التزام الصحافي واجب تجنب نشر ما قد يؤدي الى التهاب المشاعر وتحميل بعض الكلام ما لم يقصده المتحدث الذي غاب، لذلك صرف النظر عن النشر فور وقوع الكارثة، وانتظر حتى أيام قليلة قبل حلول الذكرى الأولى ل 14 شباط 2006 وقرر نشر معظم ما جاء في الحوار الأخير مع الشهيد الحريري الذي كان حاسماً في التعبير عن قرار اتخذه:"لن أكون رئيساً للحكومة في عهد لحود... كلام نهائي لا عودة عنه". لم يكشف كل أسبابه لكنه أفصح عن مرارته رداً على سؤال:"لم يتركوا وسيلة لتهشيم صورتي إلا لجأوا اليها. قالوا للشيعة أنني جئت لتحجيم دورهم. أنا لن أرد. انت تعرف السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري. لماذا لا تسألهما؟ قالوا للمسيحيين أنني جئت لأسلمة البلد. لماذا لا تسأل البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير عن رأيه؟... سأقول أكثر من ذلك: غياب الموارنة من لبنان يفقده ميزاته وربما مبررات وجوده. أنني أعني ما أقول. وهذا لا يلغي عتبي على بعض الساسة الموارنة الذين لا يعرفون أهمية دور طائفتهم في لبنان وأهميتها في دور لبنان في المنطقة والعالم". كان الحريري، غالب الظن، كما يقول غسان شربل، ينتظر رئيساً آخر في بعبدا ليستأنف مسيرة الاعمار، ولم يكن يتوقع أن يكون على لائحة الاغتيال. لأن هذا القرار بحسب ظن الحريري"كبير وخطير ومكلف". لكنه كان قد ودع لبنان واللبنانيين في بيان عزوفه عن تشكيل الحكومة بقوله:"اني استودع الله هذا الوطن الحبيب". لماذا أعلن ذلك؟.. أجاب:"للسبب نفسه، وهو قراري بأن لا أتولى رئاسة الحكومة في عهد لحود أو في عهد يشبهه". ويوضح:"ان أحد التقارير التي كانت تعد ضده تضمن زعماً بأنه يهيئ عبر الانتخابات عام 2005 انقلاباً على سورية وأنه حمل اسم النائب نسيب لحود الى قمة شيراك وبوتين وغيرهارد شرودر التي عقدت في البحر الأسود". لماذا اتخذ الحريري قراره بمقاطعة عهد اميل لحود وأي عهد يشبهه؟ جوابه:"لأن جوهر مشروع لحود كان أمنياً ويقوم على التطابق الكامل، ولا يفسح أي مجال لشراكة لبنانية، ولو متواضعة، مع سورية في ادارة الشأن اللبناني... ولو عرفوا أن مشروع اعمار بيروت سيعيد لبنان الى الخريطة الاقليمية والدولية لما وافقوا عليه". كان مقرراً لمشروع اعمار بيروت بادارة الحريري أن يبدأ فور انتخاب أول رئيس للجمهورية بعد توقيع اتفاق الطائف في العام 1989 لكن العماد ميشال عون كان يحتل قصر بعبدا ولم يكن في حسابه أن يغادره إلا بعد أن يمضي فيه ست سنوات رئيساً للجمهورية. هكذا صار العماد هو المشكلة بعد انتخاب رينيه معوض رئيساً لم يكن مسموحاً له أن يكمل استقبال المهنئين في يوم عيد الاستقلال فانفجر بسيارته ظهر ذلك اليوم وأخذ الرقم الأول لشهداء لبنان بعد الطائف، واحتل مكانه الياس الهراوي الذي انتخب في فندق ونام ليلته الرئاسية الأولى في ثكنة عسكرية في البقاع ثم انتقل الى بيروت ليقيم في بناية مثل مستأجر لكن من دون ايجار لأن البناية كانت تقدمة موقتة للرئاسة من رفيق الحريري، وفي 13 تشرين الاول اكتوبر 1990 حصل الهراوي على قرار باخراج العماد عون من قصر بعبدا الذي انصرف اليه الاهتمام لترميمه وفتحه أمام الهراوي وموظفي الرئاسة. يجزم العماد عون أن سورية عرضت عليه رئاسة الجمهورية في شباط 1989 لكنه رفضها كما رفض الكشف عن المرجع الذي نقل اليه العرض. السبب؟.. يجيب العماد: ان رئيس الجمهورية بعد اتفاق الطائف أصبح أقل من رئيس وزراء. لكن العماد عون بعد 15 عاماً في المنفى وسنتين في الوطن من جديد يعود ليقف في طريق الرئيس الذي سيتوجه الى بعبدا حيث القصر الذي تملأ فراغه الآن لعنة الأشباح... وغسان شربل يتابع الحوار. * صحافي لبناني