تسعى السعودية إلى تعزيز مخزونها النفطي وقدرة استخلاصه عبر خفض الكلفة الإنتاجية بنسبة 20 في المئة لبرميل الحقول اليابسة، و50 في المئة لبرميل الحقول البحرية، عبر تطبيق استراتيجية لتوطين تقنيات استكشاف الطاقة وإنتاجها. وتسهم الاستراتيجية التي أُعدت حديثاً في تحسين كفاءة الاستكشاف والحفر، من خلال تسريع جمع المعلومات الزلزالية على اليابسة، وكذلك مدة الحفر والإنتاج الأولي، بمعدل 50 في المئة قبل عام 2020. وبحثت هذه الخطط في جلسات الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف النفط والغاز الطبيعي وإنتاجهما، الذي اختتم أعماله أمس. وتطرقت الجلسة الصباحية، إلى استعداد المملكة لإطلاق استراتيجية خاصة لتوطين تقنيات استكشاف النفط والغاز وانتاجها وتطويرها، تهدف إلى توحيد الجهود في هذا المجال. وينتظر أن تسهم الاستراتيجية بحلول عام 2025 في توفير تقنيات وسبل تحقيق أهداف عدة، منها توفير المعلومات المطلوبة عن النفط والغاز للعمل البحثي والتعامل الأفضل معها، وتوفير المعلومات الجيولوجية والهندسية رقمياً وبصورة آنية وسهلة للباحثين، إضافة إلى تطوير الموارد البشرية عددياً ونوعياً وتعليمياً في مجالات النفط والغاز، إذ سيزاد عدد الحاصلين على درجة الدكتوراه في مجالات الاستكشاف والإنتاج بنسبة 1000 في المئة، أو الوصول إلى عدد 1000 باحث. وقال رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى السعودي لتقنيات استكشاف النفط والغاز وإنتاجه الدكتور طارق علي الخليفة، في حديث إلى"الحياة"، ان موازنة خاصة سترصد لتوطين هذه التقنيات وتطويرها خلال الشهور المقبلة، ضمن الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية، بكلفه تتجاوز 7.89 بليون ريال. وركزت جلسات أمس على التحديات التي تواجه صناعة استخراج النفط والغاز في المملكة، وبحث الطرق الكفيلة بتوطين التقنية الخاصة بهذه الصناعة، على اعتبار أن النفط والغاز مصدران للطاقة، وعنصران في عمليات التنمية المستدامة، وتوفير الخدمات الأساسية للإنسان. وناقش المشاركون في الجلسة الصباحية التي ترأسها المدير العام لفرع وزارة البترول والثروة المعدنية في المنطقة الشرقية المهندس يحيى بن جميل شيناوي، تحت عنوان"توطين المحتوى والمعرفة التقنية الخاصة بصناعة النفط والغاز"، أربعة محاور رئيسية هي الموارد البشرية وتدريب القوى العاملة، تصنيع المعدات والموارد، الخدمات، التقنية، مع التشديد على المحافظة على البيئة. ومن بين التحديات التي حددتها الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، وجود نسبة عالية من عنصر الكبريت في النفط وكيفية التخلص منه، وكذلك ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، وكيفية تقليل نسبته في النفط للتخفيف من أضراره على البيئة. وتواجه صناعة استخراج النفط والغاز في المملكة عدداً من التحديات، منها عدم توافر أرقام وبيانات دقيقة ومعلومات نفطية كافية يمكن الاستفادة منها من الباحثين لإعداد دراسات وأبحاث في هذا المجال، إذ يواجه الباحثون مشكلة عدم توافر المعلومات عن أنواع وعينات الصخور، وغيرها من المعلومات المغيبة عنهم أصلاً من شركات النفط والغاز حفاظاً على السرية، وكذلك الحاجة إلى سرعة جمع المعلومات الزلزالية الخاصة بالاستكشاف وقيمة الحفر وكلفته وغيرها. يذكر أن أبرز ملامح استراتيجية توطين التقنية، هو اعتمادها على رؤية بعيدة المدى تصل إلى 20 سنة، تعكس الواقع المتمثل في اعتماد المملكة على الثروات النفطية وامتلاكها مثل هذه الثروة بكميات كبيرة، سواء المكتشف منها أو المتوقع اكتشافه، وذلك باستغلال مكانتها المتمثلة في المخزون الكبير، وبمساعدة الطرق المبتكرة لاستكشافات حقول جديدة تضم الغاز وتعزيز الاستخلاص في الحقول القائمة، لضمان السيطرة على الصناعة النفطية وصناعة البتروكيماويات.