لا يستبعد خبراء بريطانيون ان تصل أزمة القروض العقارية إلى بلادهم بعدما انفجرت قبل أسابيع في الولاياتالمتحدة وهزت الاقتصاد الأميركي، فالمؤسسات المالية الأوروبية وأخيراً البورصات العالمية. ونقلت"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي عن دراسات حديثة ان ما يرفع احتمال ان تشعر بريطانيا بمرارة الأزمة، عدم تجاوز نمو أسعار المنازل فيها معدلات خجولة جداً في السنوات الأخيرة، ورفع بنك إنكلترا أسعار الفائدة خمس مرات منذ آب أغسطس 2006. وفيما أبقى البنك سعر الفائدة الأساس من دون تغيير عند مستوى 5.75 في المئة في اجتماعه السابق، يتوقع على نطاق واسع أن يرفعه إلى ستة في المئة قبل نهاية السنة. وأفاد تقرير ان البريطانيين الذين حصلوا على قروض عقارية لشراء منازل قد يواجهون"صدمة في التسديد"نظراً إلى ارتفاع أسعار الفائدة والاضطرابات في أسواق الائتمان التي زادت تكلفة قروضهم. وأكدت"مؤسسة ستاندرد أند بورز"للتصنيف الائتماني ان"المقترضين الذين حصلوا على قرض بفائدة ثابتة لسنتين اعتباراً من أواخر عام 2005 سيواجهون احدى أكبر صدمات التسديد منذ التسعينات حتى لو تمكنوا من الدفع". وتابعت المؤسسة ان غالبية قروض الرهن العقاري في بريطانيا قصيرة الأجل وذات فائدة ثابتة، ستعدل إلى أسعار"أعلى بكثير"خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتابع التقرير أن الفائدة ستُعدل في مليوني قرض، أي 17 في المئة من حجم السوق البريطانية للرهن العقاري، بحلول نهاية عام 2008. وان الاضطرابات في أسواق الائتمان أدت في الفترة الأخيرة إلى نقص في الائتمان ما رفع التكلفة الإجمالية للتمويل أكثر من سعر الفائدة الأساسي. وأكد ان تكلفة التمويل للأوراق المالية المدعومة برهون عقارية بلغت حالياً ثمانية في المئة. وسيشعر بأثر ذلك بشكل خاص أصحاب القروض العقارية من غير ذوي الجدارة الائتمانية العالية الذين يمثلون نحو خمسة في المئة من الإجمالي. وقد يواجهون زيادة في المدفوعات تصل إلى 26 في المئة. ولفت اقتصادي حلل بيانات"بنك إنكلترا"المركزي ان مصرف"نورذرن روك"للتمويل العقاري المتعثر ربما يكون اقترض خمسة بلايين جنيه إسترليني 10.1 بليون دولار أخرى من بنك إنكلترا الأسبوع الماضي من دون ان يعلن عن ذلك أي من الطرفين. ولو صح ذلك يكون حجم اقتراض"نورذرن روك"من"بنك إنكلترا"بلغ ثمانية بلايين جنيه إسترليني منذ ان تدخل البنك المركزي بتمويل طارئ قبل أسبوعين. ويرى الاقتصادي سايمون وارد من"نيوستار"لإدارة الأصول ان الحساب الأسبوعي لبنك إنكلترا أظهر ان أصوله نمت في الأسبوعين الماضيين بمقدار 14.3 بليون جنيه، منها 7.75 بليون جنيه صنفت تحت بند"أصول أخرى". وان هذا المبلغ يشمل على الأرجح دعم البنك لپ"نورذرن روك ومن المحتمل ان تكون نشاطات أخرى لم يكشف عنها هي المسؤولة عن هذه الزيادة لكن هذه البيانات ستثير تكهنات عن ان البنك اضطر لزيادة دعمه للمصرف العقاري المتعثر". وكانت صحيفة"فاينانشال تايمز"اللندنية نشرت تقريراً عزته إلى مصادر مالية أكدت فيه ان"نورذرن روك"اقترض خمسة بلايين جنيه إسترليني إضافية من"بنك إنكلترا". يذكر ان سهم المصرف انخفض 4.1 في المئة إلى 185.4 بنس في تعاملات أول من أمس.